مقالات كل العرب

دعوة لإطفاء نار الفتنة القبلية و عدم تفكيك السودان

شارك

دعوة لإطفاء نار الفتنة القبلية وعدم تفكيك السودان


د.علي عبدالقادر

من بين مقالاتي الأخيرة جاء مقالي” رسالتي لمثقفي وعقلاء دارفور”، وكنت قد دعوت فيه كل مثقفي ونخب دارفور بلا فرز بأن يظهروا في الملاء ويعلنوها داوية برفضهم للحرب بكل أشكالها، باعتبار انهم يمثلون النخب المثقفة التي تؤمن بالحوار والسلام والمدنية وترفض الحرب وما تجر إليه من خراب و دمار.

منذ فجر التاريخ، لم ولن تكن الحرب في يوم من الأيام حل لاختلاف رأي او نزاع او صراع، بل بعد كل القتل والدماء والخسائر كانت الأطراف المتصارعة ترجع للتفاوض وتقديم التنازلات واختيار السلم.

وبعدها ينتبهون لذلك الثمن الغالي الذي دفعوه في الأرواح والانفس مقابل الوصول لاتفاقية كان يمكن الوصول اليها بقليل من الحكمة والصبر.

كنت ومازلت ككثير من المثقفين غيري من الرافضين وبشدة للحرب في جنوب السودان وفي دارفور وفي جبال النوبة لإيماننا بان السلاح الحربي يرفع فقط للدفاع عن الوطن ضد أي غزو او عدوان خارجي. وماعدا ذلك من نزاعات يحل بالنقاش والتفاوض.

لا ينكر احد ان غالبية قوات الدعم السريع هي من اقليم دارفور وحتى داخل الاقليم هناك غالبية تتمثل فيما تعارف عليه بالعرب ويقصد بها القبائل ذات الاصول العربية وهي كغيرها من القبائل الحدودية في السودان لها امتداد غير منقطع في دول الجوار.

الذي يحدث اليوم ان قوات الدعم السريع او ما تسميه هي بالمتفلتين تسببوا في قتل و تهجير سكان الخرطوم واحتلال منازلهم ونهب اموالهم، وهاهو الامر يمتد الى مدينة ود مدني وكل قرى الجزيرة، وقد يمتد الامر لمدينة سنار وكل قرى ومدن السودان، فأذا اضفنا لذلك التمدد والامتداد تصريحات عدة منها تصريح حميدتي “..العمارات دي الا تسكنها الكدايس”، او رد د. جبريل إبراهيم لأحد مناصريه “العمارات ما تهدوها، شيلوها”، بالاضافة الى كثير من التصريحات في الوسائط الاجتماعية التي اصبحت بديل “للحكامات” في جانب تسعير الحرب؛ نجد ان هذه التصريحات تنضح بالعنصرية والفتنة القبلية النتنة وتعمل على صب الزيت على النار!

يبقى واجب شرعي ووطني واخلاقي لكل زعماء وعمد القبائل في دارفور ان يصدروا تصريحات واضحة بأنهم ضد الحرب وخاصة وهم يروون ان الحرب بدأت باإرهاب وقتل وتشريد للمواطنيين في الخرطوم ومدني بصفة عامة وهي مدن كبرى جمعت افراد واسر من كل القبائل والمجموعات السودانية بلا فرز.

ولكن هذه الحرب بدأت تتحول قليلا قليلا الى حرب عنصرية وقبلية نتنة خاصة وان امتداد الحرب للقرى يعني مهاجمة بطن او قبيلة معينة لان كل قرى السودان بغلب على سكانها الانتماء لقبيلة او قبيلتين بالمنطقة. مما يعني تحول وتحور الحرب لقبلية واثنية وجهوية.

ندائي اليوم استمرار لقناعتي الدائمة برفض الحرب بكل اشكالها، وان الواجب اليوم على الجميع المساهمة في إطفاء نار الحرب قبل ان تتحول لحرب قبلية كاملة تقود لتقسيم السودان لأقاليم متناحرة لن تقوم لاي منها قائمة بل ستستمر في صراع لانهائي قد ينتهي بصوملة السودان ، وتظل دعواتي نفسها متجددة لأهل الصومال بأن يعود لهم الأمن والاستقرار والرخاء.

abdelgadir@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى