الأضرار البيئية و الصحية الناجمة عن أزمة إنتاج الطاقة الكهربائية في العراق
الاضرار البيئية والصحية الناجمة عن أزمة انتاج الطاقة الكهربائية في العراق
د. سعاد ناجي العزاوي/ أستاذ مشارك في الهندسة البيئية
1.0 تقديم:
استخدم الكهرباء في العراق لأول مرة في عام 1917 [1]. ووفقا لتقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP لعام 2008 [2]، ” تمتع العراق بنظام انتاج طاقة كهربائية ممتاز حتى عام 1990، ، حيث تجاوز الانتاج طاقة الطلب البالغ حوالي 6000 ميغا واط (MW)، بالاضافة الى وجود محطات لتوليد طاقة إضافية قيد الإنشاء قبل حرب الخليج الاولى في عام 1991″. وقد بلغ إجمالي طاقة التوليد ما يقرب من 9,295 ميغاواط، لعدد سكانه البالغ (22) مليون حينذاك [2]. وقد كان ذلك الانتاج يسد حاجة طلب الذروة (او اقصى استهلاك) والبالغ 5100 ميغاواط. لقد كان 87٪ من السكان في العراق يحصلون على الكهرباء خلال الثمانينات [2]. ووفق ما جاء بتقريرالامم المتحدة المذكور فقد تم نصب وتشغيل حوالي عشرين من مجموع ثلاثين محطة من محطات انتاج الطاقة الكهربائية في الفترة من (1970-1986) من قبل الحكومة الوطنية في العراق آنذاك.
ويوضح الجدول 1 ادناه عدد محطات الطاقة الكهربائية وتأريخ تشغيلها في العراق للفترة من 1959 – 2005، ويلاحظ من هذا الجدول انه [3] انه من مجموع 43 محطة توليد طاقة كهربائية تم انشاؤها وتشغيلها في العراق خلال الفترة من 1959-2005، تم انشاء اربعة وثلاثين محطة منها خلال الفترة من 1970- 2003، ستة منها خلال فترة السبعينات وثمانية وعشرون خلال الثمانينات والتسعينات التي شهدت فرض الحصار الاقتصادي الشامل على العراق. وحتى المحطات التي اعلن عن انجازها خلال الاعوام 2004 و2005 كان العمل بإنشائها قد بدأ قبل الاحتلال وتوقف بسبب الحرب ثم قامت سلطة الاحتلال بإنجازها مع منظمة UNDP.
2.0 التدمير المتعمد لخدمات الطاقة الكهربائية في العراق:
كتب بارتون جلمان (Barton Gilman) في صحيفة واشنطن بوست في 23 يناير1991 انه ” وفي حرب الخليج الاولى عام 1991، ” تم تحديد وقصف 700 هدف، 28 منها كانت “العقد الرئيسية” لتوليد الطاقة الكهربائية. اذ استهدف الحلفاء من خلال 215 طلعة جوية محطات توليد الطاقة الكهربائية، وذلك باستخدام قنابل غير موجهة، TC، وقنابل موجهة بالليزر بين اليوم السادس والسابع من الحرب الجوية، واغلق العراقيون ما تبقى من الشبكة الكهربائية ولم يتبق اي الكترون يتدفق في الشبكة الكهربائية وفقا لما قال أحد المخططين لهذه الاهداف”[4]. وكما ورد في تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي [2] فان 70٪ من نظام توليد الطاقة الكهربائية في العراق قد تم تدميره خلال حرب الخليج عام 1991, وان 80% من التوربينات المنتجة للغاز قد تضررت. وكتب جلمان أيضا: ” لابد لنا ان نؤكد هنا أن التخطيط لحملة القصف كان قد بدأ قبل غزو العراق للكويت في أغسطس الماضي”]
[4]. وهذا يؤكد أن الأسباب الرئيسية لاستهداف محطات توليد الطاقة الكهربائية بالقصف لا علاقة له بتحرير الكويت أو العراق، بل بالتدمير الكامل للبنى التحتية والخدمية للعراق.
وبعد توقف العمليات العسكرية لحرب الخليج الاولى في اذار 1991, تم إصلاح جزء من محطات توليد الكهرباء ومصافي النفط واكثروأكثر من 10000 مشروع خدمي وحكومي تم تدميره بالقصف الامريكي والبريطاني خلال حملة اعادة اعمار العراق الكبرى للفترةالكبرى للفترة من 1991-1993 [5]. وبدون توفر قطع الغيار خلال العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق، وقد تم إصلاح محطات توليد وإنتاج ما يقرب من 5300 ميغاواط فقط من مجمل طاقة الكهربائية السابقة]2] الا ان القوات الامريكية والبريطانية عادت لقصف ماتم اصلاحه من مشاريع خلال هجومها المتكرر على مناطق حظر الطيران غير القانونية في مناطق شمال وجنوب العراق للفترة من 1991 لغاية 2003.
وخلال العمليات العسكرية لغزو واحتلال العراق عام 2003 تم تنفيذ الهجمات للمرة الثالثة على أنظمة وشبكات توزيع وتحويل الكهرباء بقنابل ألياف الكربون [6]. وانقطع تجهيز الطاقة الكهربائية لمدة ثلاثين يوما بعد الضربات الاميركية على المحولات في الناصرية.
وفي عام 2003، وأثناء العمليات العسكرية لغزو واحتلال العراق قامت القوات العسكرية الامريكية للمرة الثالثة باستهداف محطات وشبكات توزيع الطاقة الكهربائية في العراق [5]. واصبحت عمليات تنقية المياه ونظم معالجة مياه الصرف الصحي والرعاية الصحية، والخدمات الأخرى ذات الصلة تعاني خللا كبيرا نتيجة ازمة انتاج وتجهيز الكهرباء. .وتجدر الاشارة الى
ان التحالف الامريكي خلال ثلاث حروب قامان ال بتدمير الشامل لمحطات توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية التي توفر خدمات المياه النظيفة والرعاية الصحية والغذاء ومتطلبات حقوق الانسان للمدنيين في العراق تعد من جرائم الحرب بموجب بنود اتفاقيات جنيف الرابعة وملاحقها [7] حيث نتج عن هذا التدمير المتعمد وفاة مئات الالاف من السكان من المرضى في المستشفيات والاطفال اللذين لم تتوفر لهم رعاية تحت الحاضنات حال ولادتهم وغيرها من النتائج التي وصلت لحدود الابادة الانسانية المتعمدة. وباحتلال العراق فان إنتاج الطاقة الكهربائية كان قد انخفض الى 3200 ميغاواط فقط عندما كان طلب الذروة 6000 ميغاواط [ [8].
وفي عام 2006، كان متوسط إمداد الكهرباء بالذروة نحو 4280ميغاواط مقابل حجم الطلب الذي وصل الى 8800 ميغا واط . واستمر التخبط وعدم التخطيط خلال الاعوام اللاحقة اذ بلغ مجمل انتاج الكهرباء في منتصف عام 2013 بحدود 10000 ميغاواط في حين بلغ معدل الطلب الفعلي أكثر من 14000 ميغاواط [8]. وخلال عام 2007 كان تجهيز الكهرباء من الشبكة الوطنية بمعدل 8 ساعات في اليوم فقط [9] ولهذه الأسباب لجأت المستشفيات والمؤسسات والمناطق السكنية لاستخدام المولدات بأعداد كبيرة واستمرت هذه الظاهرين للعقدين الماضيين وحتى يومنا هذا. ان استخدام وتشغيل ملايين المولدات في كل انحاء العراق بالوقود الاحفوري له تبعات وأضرار بيئية وصحية جدية واقتصادية لابد من تسليط الضوء عليها، وهذا هو الهدف الأساسي من هذه الدراسة.
| جدول 1 يوضح عدد محطات الطاقة الكهربائية وتأريخ تشغيلها في العراق للفترة من 1959 – 2005 | ||||
| محطات توليد الطاقة الكهربائية البخارية | ||||
| تأريخ التشغيل | القدرة | الشركة المجهزة | اسم المحطة | |
| 1959 | 60 | MAN | الدبس | 1 |
| 1965- 1966 | 135 | General Electric | جنوب بغداد | 2 |
| 1973 | 80 | Alstom | الحلة 1 | 3 |
| 1975 | 200 | Techno Prom Export | النجف | 4 |
| 1976 | 189 | BBC | النجيبية | 5 |
| 176-1978 | 120 | Hitachi | التاجي1 | 6 |
| 1978 | 20 | John Brown | التاجي 2 | 7 |
| 1979 | 800 | Mitsubishi | الهارثا | 8 |
| 1976-1980 | 840 | Techno Prom Export | الناصرية | 9 |
| 1982 | 240 | Hitachi, Alstom, AEG | الموصل | 10 |
| 1982 | 150 | Fiat | الدورة 1 | 11 |
| 1982 | 50 | GEC | شرق الموصل | 12 |
| 1983 | 320 | Siemens | الدورة 2 | 13 |
| 1983 | 220 | GE | جنوب بغداد | 14 |
| 1984 | 1320 | ANSALO | بيجي | 15 |
| 1986 | 240 | John Brown | ملا عبدالله 1 | 16 |
| 1988 | 320 | GIE ITALY | الحلة 1 | 17 |
| 1988 | 1200 | Hyundai | المسيب | 18 |
| 1988 | 15 | ACEC China | الكوفة | 19 |
| 1989 | 15 | ACEC China | الهندية | 20 |
| 1990 | 166 | Mitsubishi | دربنديخان | 21 |
| 2002-2004 | 492 | Dong Fong China | القدس 1 | 22 |
| 2004 | 25 | Flair USA | الحلة 2 | 23 |
| 2005 | 246 | GE | بغداد | 24 |
| 2005 | 172 | USAID | القدس 2 | 25 |
| محطات توليد الطاقة الكهربائية الغازية | ||||
| 1973 | 40 | ALSTOM | الشويبة 1 | 26 |
| 1977 | 252 | BBC | خور الزبير 1 | 27 |
| 1982 | 150 | FIAT | الدبس 2 | 28 |
| 2000 | 222 | Nanjing China | ملا عبد الله 2 | 29 |
| 2003 | 25.8 | ALSTOM | الشويبة 2 | 30 |
| 2005 | 246 | Bechtel | خور الزبير 2 | 31 |
| 2005 | 43 | DFID British | بزركان | 32 |
| 2005 | 43 | AFID British | السماوة | 33 |
| 2005 | 43 | USAID | الناصرية | 43 |
| 2005 | 65 | Siemens | كركوك1 | 35 |
| 2005 | 265 | Siemens | كركوك 2 | 36 |
| محطات توليد الطاقة الكهرومائية | ||||
| 1972 | 84 | GIE Italy | سامراء | 37 |
| 1978 | 400 | Techno Prom Export | دوكان | 38 |
| 1981 | 50 | INCRA CROATIA | محطة سد حمرين | 39 |
| 1985 | 60 | Voith | منظومة الموصل 1 | 40 |
| 1986 | 750 | TOSHIBA | محطة سد الموصل | 41 |
| 1987 | 660 | INCRA CROATIA | محطة سد حديثة | 42 |
| 1989 | 240 | GIE | محطة الموصل 2 | 43 |
- 3. واقع انتاج الطاقة الكهربائية بعد احتلال العراق عام 2003:
ان انتاج الطاقة الكهربائية في العراق وتجهيزها يتم من قبل وزارة الكهرباء وتحت إشرافها من خلال محطات التوليد التالية [10]:
- مولدات بخارية بقدرة (7,305) ميغاواط.
- مولدات غازية بقدرة توليد (15,857) ميغاواط.
- مولدات ديزل كبيرة (2,327) ميغاواط.
- محطات توليد كهرومائية (1,864) ميغاواط.
وعلى ذلك فانه من المفروض ان تكون مجموع طاقة التوليد بحدود (27,353) ميغاواط الا ان واقع الإنتاج الفعلي لا يتخطى حدود (13,002) ميغاواط، لا سيما وان مجموع الطاقة الكهرومائية من السدود لا يتجاوز 200 ميغاواط حاليا بعد ان انخفض تدفق المياه لنهري دجلة والفرات لأقل من ثلث الوارد المائي السنوي في سبعينات القرن الماضي بسبب انشاء 100 سد على منابع وروافد النهرين في كل من تركيا وإيران. أي ان مجمل كفاءة التوليد لا تتجاوز 47% فقط من الطاقة التصميمية لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وان النقص في تجهيز الطاقة الكهربائية لغاية عام 2018 اكثرمن (10,500) ميغاواط [10].
ويمكن القول انه بعد مرور أكثر من عقدين على احتلال العراق عجزت الحكومات المتعاقبة عن ايجاد حل لمعضلة تجهيز الطاقة الكهربائية في بلد يعتبر واحدا من اغنى الدول بالثروة النفطية والغاز لأسباب كثيرة أهمها عدم كفاءة الأداء الحكومي والفساد المستشري في الوزارات والمؤسسات الخدمية التي تعتمد سياستها لإدارة الدولة على المحاصصة للأحزاب الحاكمة بدلا من التخصص والخبرة والكفاءة في الأداء لتوفير خدمات كهرباء لائقة [11]. ففي عام 2021، قال رئيس الوزراء في العراق وقتها مصطفى الكاظمي، إن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء، “لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة الكهربائية للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها”.[12]. بالإضافة الى اضطرار الدولة الى شراء الكهرباء من الدول المجاورة بأسعار مبالغ فيها، واستيراد الوقود (زيت الديزل) من إيران بما يعادل 4 مليار دولار سنوياً، مع مبالغ اضافية لتحويل الوقود للعمل على الوقود السائل قليل الكفاءة، وضعف الحكومة في استحصال مبالغ فواتير المستهلكين وجمع الإيرادات، وعدم قدرتها على ادامة صيانة المنظومات والحد من الاعتداءات والسرقات من شبكات التوزيع والمحولات [8]. والشكل 1 يوضح حصة الفرد من الطاقة الكهربائية في العراق مقارنة بالدول النفطية العربية المحيطة [13] . ان عدم القدرة على تجهيز الكهرباء في بلد تصل درجة الحرارة فيه صيفا الى 120 درجة فهرنهايت هو نوع من انواع التعذيب بعينه.. ونلاحظ من الشكل 1 ان حصة الفرد العراقي من الطاقة الكهربائية اقل من 20% مقارنة بالدول العربية المحيطة الغنية بالثروة النفطية.
الشكل 1: حصة الفرد من الطاقة الكهربائية في العراق مقارنة ببعض الدول العربية النفطية [13].
لقد أدى هذا الخلل في أداء الدولة لتجهيز الطلب على الطاقة الكهربائية وبخاصة في أشهر الصيف شديدة الحرارة في العراق الذي يصل فيه طلب الذروة الى (27000) ميغاواط لعام 2018[10] الى اعتماد المواطنين في العراق على اقتناء المولدات المنزلية والشراء من خطوط تجهيز الطاقة الكهربائية التجارية التي انتشرت وتوسعت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بشكل كبير جدا. وان هذا التقصير والخلل عرض السكان في العراق للتأثيرات البيئية والصحية الخطيرة التي تنجم عن تشغيل عشرات الالاف من المولدات في المناطق السكنية. وهنا سيتم استعراض اعداد وأنواع هذه المولدات وطبيعة الانبعاثات الغازية والملوثات الخطرة التي تنتج من تشغيلها وتأثيراتها الصحية على السكان.
4.0 المولدات الكهربائية المنزلية والتجارية في العراق:
كالمعتاد لا يوجد مصدر رسمي حكومي أو مؤسسة علمية عراقية استطاعت تحديد عدد المولدات في العراق، ولكن بشكل عام هنالك ثلاثة انواع اساسية من المولدات:
- مولدات منزلية صغيرة بقدرة تتراوح من) 10-50) كيلوواط وتشير الإحصاءات غير الرسمية ان هنالك بحدود 4.3 مليون مولدة من هذا النوع في مجمل محافظات العراق [14].
- مولدات تجارية للقطاع الخاص بقدرة تتراوح من (150 -550) كيلوواط تقوم بتجهيز المنازل بقدرة حسب الطلب ويتراوح عددها من (90,000- 150,000 (تقوم بتجهيز عدد من الامبيرات بسعر محدد اثناء انقطاع التجهيز من الشبكة الحكومية المركزية [15] .
- مولدات تجارية في المناطق السكنية بقدرات تتراوح بين (150- 1750) كيلوواط تملكها مؤسسات الدولة والمجالس المحلية وتشرف على تشغيلها من قبل متعهدين اهليين. فمثلا في بغداد هنالك أكثر من 13 ألف مولدة في العاصمة بغداد، منها 2400 مولدة حكومية لافتاً الى أن “المحافظة لديها سجلات بهذه المولدات لمتابعتها ومراقبتها. [16].
5.0 الاثار البيئية والصحية التي نتجت عن أزمة الكهرباء في العراق:
تسببت ازمة الكهرباء في العراق بمشاكل بيئية وصحية جدية. وترتبط بعض هذه المشاكل بموضوع استخدام مئات الآلاف من المولدات المنزلية التي تستهلك الوقود الأحفوري (النفط الخام، الديزل والسولار والبنزين والكيروسين وغيرها) في المناطق السكنية المزدحمة لتوليد الطاقة الكهربائية. وحيث ان معظم المولدات المنزلية تستخدم البنزين او زيت الديزل لتوليد الطاقة الكهربائية فلابد من التعرف على مكونات عوادم او انبعاثات او ملوثات هذه المولدات للهواء في المناطق المزدحمة بالسكان وتأثيراتها البيئية والصحية.
وبناء على معلومات المركز الكندي للصحة والسلامة المهنية 2021, [17] فان اهم مكونات عوادم مولدات أو محركات الديزل تشمل: دقائق الكاربون soot(السخام) , اكاسيد الكاربون(CO, CO2) ,اكاسيد النيتروجين NOx, اكاسيد الكبريت Sox, بخار الماء, كحول, الدهايدات, كيتونات, هيدروكربونات, مركبات اروماتية مثل البنزين والتولوين و هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات polycyclic aromatic hydrocarbons (PAHs). وبالنسبة لمكونات سخام الديزل فانه بالدرجة الأولى مواد كربونية مع سيليكات وكبريتات، علما ان معظم هذه المكونات بحجوم اقل من 10 مايكرون أي انها قابلة للنفاذ للرئتين [17].
ان التعرض القصيرالامد لعوادم الديزل يمكن أن يسبب السعال وتهيج العينين والأنف والحنجرة والجهاز التنفسي وتهيج الرئة و/أو رد فعل تحسسي يسبب الربو (أزيز وصعوبة في التنفس)، أو يجعل الربو اذا كان موجود مسبقًا أسوأ, وقد تشمل الأعراض الأخرى الشعور بالصداع أو الغثيان [17]..
أما التعرض طويل الأمد فقد يؤدي إلى آثار صحية خطيرة خاصة لدى الأطفال. لقد صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، وهي جزء من منظمة الصحة العالمية (WHO)، عوادم محركات الديزل على أنها مواد مسرطنة للإنسان (المجموعة 1)، وحددت أن التعرض لانبعاثات عوادم الديزل يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وربما سرطان المثانة ايضا.
5.1 الآثار البيئية الأخرى لتلوث الهواء بعوادم المولدات الكهربائية.
وهذه التأثيرات هي:
1 . يؤدي زيادة انبعاثات اكاسيد الكربون للغلاف الجوي الى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. ويتم اجراءحسابات تقريبية لانبعاثاتCox) (أكاسيد الكربون والغازات الأخرى التي لها علاقة بظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي على سطح الكرة الارضية باستخدام معاملات انبعاث هذه الغازات القياسية لوكالة البيئة الامريكية [18]. حيث من الممكن بعد تحديد نوع وكمية أو وزن الوقود المستهلكة لكل حجم وقدرة لهذه المولدات في السنة الواحدة، تقدير انبعاثات اكاسيد الكربون من حاصل ضرب كمية الوقود في معاملات الانبعاث القياسية لكل نوع من الوقود وبذلك نحصل على عدد اطنان اكاسيد الكربون المنبعثة سنويا. والجدول 2 يوضح معاملات انبعاث مختلف ملوثات الهواء من مولدات الديزل الخاصة بوكالة حماية البيئة الامريكية [18].
وتضاف هذه الكمية من ثاني اوكسيد الكربون إلى مصادر الانبعاثات السنوية الاخرى في العراق والتي بلغت بحدود (180 مليون طن من ثاني اوكسيد الكربون لعام 2018) لاحظ الشكل 2 [19] .
جدول 2: معاملات انبعاث ملوثات الهواء من مولدات الديزل .
علما ان نسبة انبعاث اكاسيد الكربون من توليد الطاقة الكهربائية وحرق الغاز الطبيعي اثناء الاستخراج النفطي يمثل 60% من مجمل انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في العراق حسب تقرير البنك الدولي لعام 2022 [20] , اي انها تبلغ حوالي 108 مليون طن سنويا. ويعتبر العراق من الدول التي تضاعفت فيها انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون خلال العقد الماضي بشكل كبير. حيث اشار نفس التقرير المذكور في اعلاه في بان العراق قام بحرق 1.7 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي المصاحب للاستخراج النفطي والذي يمثل ما قيمته 2.5 مليار دولار سنويا واستورد من إيران مليار قدم مكعب من الغاز يوميا لإنتاج الطاقة الكهربائية خلال عام 2020, ولو تم استخدام الغاز الطبيعي الذي يتم حرقة في انتاج الطاقة الكهربائية لكان انتج مايقارب 10 ميغاواط سنويا [20].
أما المخاطر الصحية الناجمة عن حرق الغاز الطبيعي من الحقول النفطية فهنالك مؤشرات صرح بها المجلس الاعلى لحقوق الانسان في العراق في عام 2018 تدل على زيادة الحالات السرطانية في البصرة بما لا يقل عن 800 حالة شهريا لها علاقة بتلوث الهواء الناتج عن تسرب وحرق الغاز الطبيعي في مختلف مناطق البصرة [21] . وفيما يخص الاتجاه العام للأمراض السرطانية فتدل دراسة الحالات المسجلة في العراق ان نسبة الامراض السرطانية قد تضاعفت من 43.95/ 100000 في عام 1999 الى 91.66/ 100000 في عام 2019, وبالتحديد فان هذه الزيادة تركزت في سرطان الثدي والرئة والقولون والدماغ كما جاء في دراسة (Alwan et al, 2022) [22].
شكل 2: انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون في العراق للفترة (2013-2020) بملايين الاطنان [19].
- من المعروف ان زيوت الديزل في العراق ونتيجة الخلل في مصافي تكرير النفط الخام تحتوي على اعلى نسبة من تراكيز الكبريت مقارنة ببقية انحاء العالم والتي تتراوح بين 10,000- 25,000 جزء بالمليون23]]. ان احتراق زيت الديزل في المولدات الكهربائية يؤدي الى انبعاث اكاسيد الكبريت Sox وغاز كبريتيد الهيدروجين H₂S الذي في حال استنشاقه يؤدي الى احتقان في العين والانف والحنجرة وصعوبة التنفس لمرضى الربو واختلال في التوازن والذاكرة [24]. وبوجود الرطوبة والامطار يتحول الى المطر الحامضي الذي يؤدي الى تأكل المعادن وواجهات المباني بالإضافة لقتل الاحياء المجهرية والحشرات في التربة مما يفقدها حيويتها وخصوبتها ويساهم في تصحرها.
وفي بحث منشور عن انبعاثات مولدات الديزل في الجامعة التكنولوجية وسط العاصمة بغداد دلت نتائج الفحوصات المختبرية لعينات عوادم مولدات الديزل داخل الجامعة الى وجود تراكيز من كبريتيد الهيدروجين اعلى عدة مرات من التراكيز المحددة في المواصفة العراقية والعالمية لبعض الملوثات في الهواء الطلق [24]. والشكل 3 في ادناه يدل على وجود تجاوز في تراكيز غاز كبريتيد الهيدروجين في عوادم مولدات الديزل في الجامعة التكنولوجية للحدود المذكورة في المواصفة والتي تزداد بزيادة ساعات التشغيل حيث يصل التركيز بعد اربع ساعات من تشغيل المولدات الى 0.6 جزء في المليون أو ppm)) علما ان منظمة الصحة العالمية حددت اقصى تركيز لهذا الغاز في الهواء الطلق بحدود 5 جزء بالمليار أي بحدود (0.005 جزء بالمليون) في حال الاستنشاق لمدة نصف ساعة [24]. وهذا يعني ان تراكيز كبريتيد الهيدروجين في عوادم مولدات الديزل في الجامعة التكنولوجية تزيد مئة مرة عن الحدود المسموح بها في معايير منظمة الصحة العالمية لعام 2000.
- تؤدي الفواقد الحرارية الناتجة عن تدهور كفاءة تشغيل مئات الالاف من المولدات الى رفع درجات الحرارة في المناطق السكنية الى حدود لا تطاق خاصة في الصيف في العراق ويؤدي هذا الارتفاع الى توقف عمل المولدات من شدة الحرارة.
شكل 3: تراكيز كبريتات الهيدروجين وثاني أوكسيد الكبريت في عوادم مولدات الديزل في الجامعة التكنولوجية [23].
- التلوث الضوضائي. ان تشغيل الاف المولدات بنفس الوقت في المناطق السكنية يزيد من الضوضاء التي تتجاوز حدتها المستويات المقبولة للسماع والمحددة في المعايير المحلية للعراق وفي العالمية ايضا.
لقد حددت المواصفة العراقية في قانون منع الضوضاء لعام 2015 ان لا يتجاوز مستوى الضوضاء خلال النهار (55-60) ديسبل (وحدة قياس شدة الصوت)، اما في الليل فيجب ان لا يتجاوز المستوى (45-50) ديسبل [10]. والجدول 3 يوضح نتائج قياسات مستوى الضوضاء الصادرة من مولدات الديزل على مسافات مختلفة من المولدة في احدى مناطق مدينة الرمادي [25]، حيث نلاحظ ان هنالك علاقة عكسية بين المسافة من المولدة و مستوى الضوضاء، وان مستوى الضوضاء على بعد متر واحد من المولدة هو ضعف القيمة المحددة في قانون منع الضوضاء في العراق, وان هذه القيمة تتضاءل كلما ابتعدنا عن المولدة اثناء التشغيل لكنها ولغاية 100 متر اعلى من الحدود المسموح بها ليلا في المناطق السكنية.
جدول 3: شدة الصوت (ديسبل) الصادرة من مولدات الديزل على بعد مسافات مختلفة [25].
- ان زيادة انبعاث الابخرة الهيدروكربونية من المولدات في المناطق السكنية وبتفاعلها مع أكاسيد النيتروجين المنبعثة من عوادم السيارات وبوجود اشعة الشمس يزيد من انتاج غاز الأوزون.
والأوزون في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي يتسبب بإنتاج ما يسمى بالضباب الدخاني الكيميائي photochemical smog. ان التعرض المتكرر لهذا الضباب يؤدي للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، احتقان العيون، مشاكل القلب والأوعية الدموية. وكذلك من الممكن ان تكون الزيادة في معدل حالات الامراض السرطانية في العراق نتيجة التعرض المستمر لهذه الملوثات السامة [26 ]. - المشقة وعدم الشعور بالراحة والمشاكل النفسية الناجمة عن تذبذب وتناقص التيار الكهربائي وارتفاع درجات الحرارة والضوضاء ومشاكل اخرى خاصة بالنسبة للمرضى المرتبط علاجهم بالأجهزة الكهربائية. حيث تدل الدراسات الصحية [27] انه مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم. ويمكن أن يسبب هذا أعراضا خفيفة مثل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة، أو تورم القدمين نتيجة حدوث تسرب في الأوعية الدموية., في الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك أن هذا يؤدي إلى تغير في التوازن بينهما. ويمكن أن يؤدي هذا، إلى جانب انخفاض ضغط الدم، إلى الإنهاك الحراري، والذي تشمل أعراضه الدوخة والغثيان والإغماء والارتباك والتشنجات العضلية، والصداع، والتعرق الشديد، والإرهاق. وإذا انخفض ضغط الدم بشكل كبير، فإن خطر الإصابة بالنوبات القلبية يرتفع.
5.2 الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية الأخرى:
ومن هذه الاثار:
- تدني مستوى الخدمات والرعاية الصحية نتيجة انعدام وعدم تواصل تجهيز القدرة الكهربائية في المراكز الصحية والمستشفيات. أن هذا الموضوع يؤثر بشكل كبير على كفاءة اجراء العمليات الجراحية والتعقيم وسلامة الادوية القابلة للتلف وغيرها من الخدمات.، كما لا يمكن تجهيز المياه النقية ومعالجة مياه الصرف الصحي بشكل كفوء الا بانتظام تجهيز القدرة الكهربائية مما يؤدي لزيادة نسبة الامراض الانتقالية والجرثومية بين السكان لعدم كفاءة عمليات المعالجة قبل تصريف المياه لنهري دجلة والفرات.
- المعاناة التي يبذلها المواطنون للحصول على ما يكفي من الوقود للمولدات من السوق السوداء في بلد يعاني من مشاكل امنية ومناطقه مقسمة بنقاط تفتيش متعددة. ان الازدحام المروري ووجود نقاط التفتيش بين المناطق يمكن ان يطيل ا لرحلة الى محطة البنزين لساعات مع احتمالات التعرض للقتل أو انفجار السيارة بلغم ارضي كما حصل في السنوات الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق.
- مشاكل مالية حيث ان كل أسرة تضطر لان تنفق حوالي (200-300) دولار أمريكي شهريا على وقود وتصليح هذه المولدات.
- تدهور معايير جودة ونوعية ومستوى الحياة في المدن العراقية نتيجة لما ذكر في اعلاه. أن تسلسل مدينة بغداد في سلم مستوى المعيشة العالمي هو 240 من مجموع 241 مدينة دخلت في تصنيف مؤسسة ميرسر Mercer العالمية للعام 2023 [28] [شفق نيوز] بمعنى اخر فأنها اعتبرت ثاني أسوأ مدينة وفقا للعيش فيها في العالم.
- ان الخلل في تجهيز الطاقة الكهربائية يجعل من الصعب استخدام اجهزة التبريد في المنازل والمطاعم والمحال التجارية بشكل مستمر مما يؤدي الى زيادة حالات التسمم الغذائي البكتيري بالسالمونيلا وغيرها. علما ان هذه الامراض مألوفة جدا بين سكان العراق وتسبب زيادة في نسبة وفيات الاطفال.
- المشاكل الاقتصادية الناجمة عن عدم القدرة على انتاج وتجهيز ما يكفي من الطاقة الكهربائية لتنشيط القطاع الصناعي والري وشبكات الصرف الصحي وغيرها، حيث ونتيجة لعدم القدرة على تجهيز المياه لهذه القطاعات الحيوية فان الاف الهكتارات من الأراضي الزراعية تتحول سنويا لمناطق الصحراوية.
- وفي دراسة لمعهد بروكنز الأمريكي في 2015 ذكر فيها ان الاقتصاد العراقي يخسر ما قيمته 40 مليار دولار امريكي كل عام نتيجة الفشل في تجهيز الطاقة الكهربائية لمتطلبات القطاعات الزراعية والصناعية والقطاعات الأخرى في العراق [29]. أي ان العراق خسر خلال العقدين الماضيين ما قيمته 800 مليار دولار امريكي نتيجة تدمير خدمات الكهرباء وفشل الحكومات المتتالية بعد الاحتلال في النهوض بهذه الخدمات التي تعتبر العمود الفقري لتنمية بقية القطاعات.
- تراجع قدرة المنتجات الوطنية على منافسة المنتجات الاجنبية لارتفاع تكلفة انتاجها بسبب عدم انتظام توفير الطاقة الكهربائية وارتفاع تكلفة توفيرها باللجوء الى استخدام المولدات الخاصة والعامة.
6.0 خاتمة
لقد ادى التعمد في تدمير محطات توليد وتحويل وتوزيع الطاقة الكهربائية في العراق بطريقة ممنهجة خلال ثلاث عقود من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية ( 1 على العراق الى مضاعفة معاناة السكان المدنيين والتي ادت الى هجرة الملايين من المثقفين وحملة الشهادات واصحاب رؤوس الاموال من العراق الى الدول المجاورة ودول العدوان بعد تردي الوضع الامني والمعاشي والخدمات.
وقد استفادت هذه الدول من الامكانات العلمية والاكاديمية والمهنية للعقول البشرية المهاجرة بالاضافة للاموال تم تهريبها من العراق لتعزيز سيطرتها وتوسيع الفجوة العلمية والتكنولوجية والاقتصادية بينها وبين دول العالم التي تستهدفها في حروبها مثل العراق الذي اصبحأصبح من الدول الفاشلة حسب مؤشرات الاداء الحكومي العالمية وعلى كافة الاصعدة الاصعدة والتي اثبتت خلا عقدين على احتلال العراق على عدم قدرتها على إنهاء معاناة العراقيين بتوفير الخدمات الأساسية[ ومنها توفير الطاقة الكهربائية وبقية متطلبات الحياة التي تمثل العمود الفقري لمبادئ حقوق الانسان في لوائح الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان والتي تم احتلال وتدمير العراق بمسمياتها. Ottaway , 2023].
ملاحظة: نشرت في مجلة أكاديمي- العدد 50
مصادر المعلومات
[1] الموقع الالكتروني لوزارة الكهرباء في العراق، History of Electricity in Iraq http://www.moelc.gov.iq/pages_en.aspx?id=4.
[2] UNDP report 2008: Overview of Iraq’s Electricity.
[3] سحبان فيصل محجوب, 2018. منظومة الطاقة الكهربائية في العراق، الواقع والتحديات. من اصدارات المنتدى ا العراقي للنخب والكفاءات.
[4] Barton Gelman. Washington Post, jan23, 1991.” Allied Air War Struck Broadly in Iraq.
[5] العزاوي، سعاد ناجي, 2021″ الذي يدمر لا يعمر: ثلاث حملات لإعادة إعمار العراق في ثلاث عقود. مجلة الغاردينيا الالكترونية. 19 أبو 2021. https://algardenia.com/maqalat/50257-2021-08-19-33-35
.
[6]. Human Right Watch. Dec. 11, 2003. “Off Target: The Conduct of the War and Civilian Casualties in Iraq”.www.hrw.org/en/node/12207/section/6.
[7] Parker, Karen. War Crimes Committed by the United States in Iraq and Mechanisms for Accountability”. Consumers for peace. Oct.10, 2007
[8] عبد الرحمن بشار عبد الجبار، 2014″ أزمة الطاقة الكهربائية في العراق : دراسة ميدانية”. الموقع الالكتروني للمنتدى العراقي للنخب والكفاءات.
[9] UN-IAU,) inter agency information and analysis unit (. Electricity in Iraq Factsheet, 2010. https://www.humanitarianlibrary.org/sites/default/files/2013/05/Electricity_Factsheet_English_FINAL_v2.pdf.
[10] Ali Al-Wakeel, 2021, “Local Energy Systems in Iraq: Neighbourhood Diesel Generators and Solar Photovoltaic Generation”. Chapter from THE EDITED VOLUME Microgrids and Local Energy Systems, Edited by Nick Jenkins, Published: 15 December 2021. DOI: 10.5772/intechopen.95280. https://www.intechopen.com/chapters/74439#B8.
[11]Ottaway M, 2023, Iraq and the Problem of Democracy, Wilson Center,13 January 2023, https://www.wilsoncenter.org/article/iraq-and-problem-democracy.
[12] مصطفى كوران, 2023, “أصحاب المولدات في الموصل يشكون زيادة ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية”. رووداو ديجيتال , 27-11-2023. https://www.rudawarabia.net/arabic/middleeast/iraq/271120234
[13] Total electricity generation per person
https://ourworldindata.org/grapher/per-capita-electricity-generationز
[14] سكاي نيوز عربية 2021.” لا ماء ولا كهرباء في العراق.. ولا حلول في الأفق”. 6 أغسطس 2021. https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1455485-%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D9%81%D9%82.
[15] علي العزاوي , 2015, ” استثمار الأزمات. رواج مولدات الكهرباء “الأهلية في العراق”. صحيفة العربي الجديد، تموز 2015. https://www.alaraby.co.uk/%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%87%D8%B1%D8%A8%D8%A7%D8%A1-%22%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%8A%D8%A9%22-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82ز
[16] صفاقس قاسم هادي, 2022. “الاثار البيئية للمولدات الكهربائية في بغداد”. مجلة الآداب / المجلد (1)، العدد 141 , حزيران 2022. DOI: https://doi.org/10.31973/aj.v1i141.3685
[17] ( CCOHS), 2021, Canadian center for occupation health and Safety Fact sheet, what is diesel exhaust? Chemicals and Materials, 2021. https://www.ccohs.ca/oshanswers/chemicals/diesel_exhaust.html
[18] EPA, 2023. United State Environmental Protection Agency, Gasoline and Diesel Industrial Engines. AP 42, Fifth Edition, Volume I Chapter 3: Stationary Internal Combustion Sources. AP-42, Vol. I, 3.3: Gasoline And Diesel Industrial Engines (epa.gov).
[19] Iraq: Carbon dioxide (CO2) emissions.
https://www.theglobaleconomy.com/Iraq/carbon_dioxide_emissions/.
[20] Iraq: Country Climate and Development Report (November 2022) [EN/AR]
https://reliefweb.int/report/iraq/iraq-country-climate-and-development-report-november-2022-enar.
[21] Adnan Abu Zeed, June 16, 2021, “Rise in Iraqi cancer cases may be linked to wars, environment”. Al-Monitor, 16 June 2021.
Rise in Iraqi cancer cases may be linked to wars, environment – Al-Monitor: Independent, trusted coverage of the Middle East.
[22] Nada A S Alwan, Faris Lami, Mohannad Al Nsoor, David Kerr, 2022. “Trends in the Incidence and Mortality of the Most Common Cancers in Iraq (Iraqi Cancer Registry 1999-2019)”. gulf journal of oncology, 1(40):47-57, September 2022.
[23] Wahab K. Ahmed, Talib A. Abed, Ahmed Q. Salam, Khalid S. Reza, Maitham T. Mahdiy, Miqdam T. Chaichan,2020. “ENVIRONMENTAL IMPACT OF USING GENERATORS IN THE UNIVERSITY OF TECHNOLOGY IN BAGHDAD, IRAQ”. Journal of Thermal Engineering, Vol. 6, No. 6, Special Issue 12, pp. 272-281, December 2020. Yildiz Technical University Press, Istanbul, Turkey.
[24] Ambient Air Quality Data Summary and Trend Analysis Part I Main Report. Department of Public Health Sciences. School of Public Health, University of Alberta. CA.Dec.2009.
[25] Ahmed Obeed Farhan, Raid Khider Salman, S. S. Farhan, 2021. “Studying the effect of diesel Power Generator noise on the publicity in Ramadi city”. Journal of Physics: Conference Series 2114 (2021) 012078 IOP Publishing doi:10.1088/1742-6596/2114/1/012078.
[26] العمر مثنى عبد الرزاق, 2023. علوم السموم البيئية، مكتبة الطليعة العلمية، عمان الأردن. كتاب 242 صفحة، الضباب الدخاني صفحات (46-48).
[27] جيمس غالاغر 2022. ” درجات الحرارة: ماذا تفعل موجات الحر بأجسادنا ومن هم الأشخاص المعرضون للخطر؟”, بي بي نيوز/عربي. 16 يونيو/ حزيران 2022.
https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-61827538.
[28] Shafaq News, 2023. “ Iraq dwindles at the bottom of Mercer’s 2023 quality of living survey for expats”. 20[29]23-12-12 17:27.
[29] Al-Khatteeb L., and Istepanian H. , 2015, TURN A LIGHT ON: ELECTRICITY SECTOR REFORM IN IRAQ. THE BROOKINGS INSTITUTION, Doha Center, Doha, Qatar. Turn a light on: Electricity sector reform in Iraq | Brookings.
