مقالات كل العرب

جحش و خمس قارات

شارك

جحش وخمس قارات

أ. نسيم قبها

أدرك وأنا في المراحل المتأخرة من شيخوخة المجاديف ، من أن حياة الفلسطيني تعمل على تشكيل الجغرافيا على حواف المتوسط بطوله ، ففي هذه الدم يتشكّل نمط حياة غير مسبوق في تأطير الايدلوجيا والإشمئزاز ، وتترسّخ عاداة وتوجّهات ومعتقدات وقيَم من أطياف متضادة ومتقابلة ومتوازية ومتعارضة ، شوربة من الإتجاهات في مرحلة غياب الإنسان الذي لا يشرب الدم .
إن حيويّة الرمال المتفجرة في غزة ، والصخور الملغمة في الضفة تتطلّب التّثقيف الأممي لمعنى ( الخرء) السياسي الموقفي ، فالطّفل في فلسطين في حالة نموّ مستمرّ ومؤقت حتى تحرقه أشلاء آلة الديموقراطية الإمبريالية بسواعد صهيونية جبانة ، اعتلت السماء خوفا من أن تبلعهم الأرض الكارهة ، وكلّ ما يتلقّاه الفلسطيني من تأثيرات ومساعدات منتهية الصلاحية ، او اجترار في شجب واستنكار عاهر ومأجور على مستوى الأستخفاف بالعقل المقلوب ، والرّوح المشوية ، كل ذلك يلعب دورا حاسما في تكوين سفاسف بشرية في قارات حيوانية مستقبليّة.
من هنا يأتي الدّور الحيويّ للموز بشكل عام، وللشعير الجيّد المُعدّ والمحصود بلا عفن بشكل خاص، فالموز يلعب دورا حيويا في إعداد الأنظمة لمستقبل القرود ، والشعير يؤثّر في سلوكهم وفي بناء القيَم الغابواتية لديهم، فيطوّر لغتهم البهيمية ، ويسهم في تثقيفهم الميت ، ويلبي حاجاتهم المعرفيّة لمعنى الجحش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى