مقالات كل العرب

حزب الله و كارثة لبنان

شارك

حزب الله و كارثة لبنان

الحاج مصطفى الترك

الحديث عن حزب الله لا يعني بالمطلق النيل من الطائفة الشيعية و هي الغنية بعطائها الوطني و العروبي ورافد لم يبخل بالشباب و الدم و الشهداء، وأيضا عندما اكتب عن حزب الله و دوره في هذه الازمة الكارثية التي يتعرض لها لبنان فلا يعني اننا ننال من قدسية المقاومة لاننا نثمن معاني هذه الكلمة، و لن اتردد بالقول ان حزب الله آخر المقاومين عندما دعت المصالح الاقليمية لتواجده في الجنوب حيث تجذرت كل رايات المقاومة سواء اليسارية او العروبية، لبنانياً و فلسطينياً على درب وطن سليب.
دعوني اقولها بصراحة رغم الهالة القدسية المفتعلة للحزب و سيده، ان حزب الله لم يخوض يوماً اي معركة في اطار الصراع العربي الاسرائيلي، و لا اظلم احداً بذلك لأن حزب الله بداية دوره، كان يخوض تارة معارك النظام الايراني اثناء حرب الخليج الاولى ثم معاركه ضمن الصراع الاقليمي للهيمنة على الساحة اللبنانية بين الاسد و طهران، قبل تسوية ذلك عبر اعطاء الدور السياسي الشيعي لحركة أمل و التسليم بالدور العسكري و السلاح الى حزب الله ضمن تفاهمات النظامين.
العمليات العسكرية لاخراج العدو من مناطق الجنوب كانت ضمن استراتيجية استعادة الثقل المناطقي للشيعة تعزيزاً لقوة الحزب و بيئته و هنا ايضاً نقول ان هذه العمليات لم تكن ابداً ضمن استراتيجية الصراع العربي الاسرائيلي، بل ان الاسد و ايران قدمتا على طبق من ذهب كل سلاح مقاوم عقائدي يشكل تهديداً لشمال كيان العدو، يعني كل الاحزاب و المنظمات تم تجريدها من السلاح أو بالقضاء عليها، و في افضل الاحوال تدجينها و تفتيتها تحت جناح النظام السوري و في خدمة مصالحه و استبعادها من خندق المواجهة مع الصهاينة مما ترك هامش من الارتياح عند العدو اسقطت ضرورة الحفاظ بالحزام الامني و كلفة قوات لحد و مخاطر الحفاظ على هذا الحزام فخرج العدو من الجنوب مطمئناً الى امن مناطقه الشمالية.
بالعودة الى حزب الله نسقط من حساباتنا كلمة مقاومة و مفاعيلها لتصبح حقيقة (المقاومة) مجرد حشد عسكري مذهبي يخضع بالكامل لسياسة و مصالح طهران (كما صرح السيد نصرالله) فأصبح تهديداً لمصالح لبنان و علاقاته مع اشقائه العرب مما ادى الى شبه قطيعة معهم و ارخى بثقل سلاحه على الوضع السياسي الداخلي بفرض من يخضع لمشيئته في الحكم و التدمير التدريجي لاقتصاد لبنان سواء بالمداخيل و الرسوم الجمركية و التهريب و ربط عجلة الاقتصاد الوطني في خدمة نظام بشار المحاصر دوليا بقرارات و قيود حتى امتص النظام السوري كل العملات الاجنبية من بنوك لبنان و المواد الاولية الضرورية التي تصله (ليس تهريبا بمعنى تلك الكلمة) بل فرضاً علنياً و بلطجة مسلحة عجزت الدولة عن مواجهتها حتى وصل الوضع في لبنان الى كارثة حقيقة.
و عندما تحرك الشارع ينادي بمحاسبة الفاسدين كان عصا الحزب لهم بالمرصاد فسقط اخلاقياً امام الشارع اللبناني.
اليوم، ليس هناك اي مجال لأية اصلاحات او محاسبة الفاسدين و ايقاف الهدر العام و استعادة ودائع البنوك المنهوبة من العباد، سواء بمعجزة داخل حزب الله سواء الانكفاء و عملية نقد ذاتي و هذا مستحيل، ام بتغيرات قيادية و قد سبق ذلك اثناء قيادة الطفيلي و الامام فضل الله و رسم سياسة وطنية و هذا ايضا معجزة تحت الارتهان الكامل للفقيه قراراً و وجوداً.
في الختام هل يدرك السيد نصرالله حقيقة مشاعر الناس و اوضاعها ام يبقى تحت عقدة الانتصارات و التأليه و العصمة عن الخطأ.

الحاج مصطفى الترك- أمين عام حركة انصار الثورة في لبنان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى