مقالات كل العرب

طوفان الأقصى

شارك

طوفان الأقصى

أ. ثائر محمد حنني الشولي

بعد مرور عشرون عاماً على تدمير العراق الشقيق وتحييده كصخرة كأداء في وجه المشاريع والمخططات المشبوهة بحق أمتنا وقضيتها المركزية فلسطين , بفعل عدوان التحالف الغربي الصهيوني الإمبريالي , وما خلفه من فراغ رهيب وكبير في الساحة العربية وصلت الى درجة الموت السريري للأمة , وفتحت معها شهية الكيان العنصري الصهيوني بممارسة العربدة الغير مسبوقة بحق الفلسطينيين والعرب عموماً , وذلك من خلال تصعيد حرب الإبادة الجماعية وأعمال القتل اليومي والتطهير العرقي الممنهج والمدموغ بجملة قوانين عنصرية أقرتها ما يسمى الكنيست الإسرائيلي عام 2018م , وكذلك تسعير الهجمة الإستيطانية التي طالت كل الأراضي الزراعية والمراعي ومصادر المياه الجوفية والأغوار في الضفة الغربية , والمحاولات الحثيثة من أجل تهويد القدس العربية وتقسيم الأقصى المبارك والإعتداء على الحرائر الفلسطينيات والمرابطين والمرابطات وإنتهاك كل الحرمات وحقوق الشعب الفلسطيني , وفي السياق لا ننسى أيضاً ذاك الحصار المطبق الذي يلف قطاع غزة منذ ستة عشر عاماً وما يعانيه مليونا فلسطيني هناك من ألوان القهر والجوع والحرمان وحروب الإبادة المتتالية على المواطنين الأبرياء والتي راح ضحيتها اّلاف الشهداء من الأطفال والشيوخ والنساء ومثلها من البيوت المهدمة والبنى التحتية المدمرة من غير أفق لفرج قريب أو تدخل دولي يلجم سياسات العدو الصهيوني الإجرامية التي طالت أطفالنا وشيوخنا ونسائنا الحرائر وأرضنا ومقدساتنا ومياهنا وسمائنا ومصدر رزقنا ولقمة عيشنا .. حتى جاءت صولة طوفان الأقصى في فجر السبت العظيم السابع من اكتوبر لتضع حداً لعربدة الصهيوني المجرم وتشكل فارقاً حاداً في معادلة الصراع العربي الصهيوني وما يعنيه ذلك من وقف مسلسل الإنهيار العربي الفلسطيني ومسيرة التطبيع المجانية .. تلك الصولة التي أبهرت العالم كله بمهارة فرسان القسام وكافة أجنحة المقاومة وبقدرة الفلسطيني صاحب الحق الأزلي وضعف الكيان الصهيوني الغاصب المحتل الطاريء الهش الاّيل للسقوط والزوال .. وحيث إستفاق العالم في صبيحة السابع من اكتوبر على واقعة إجتياح كتائب عز الدين القسام لأكثر من عشرين مدينة وبلدة صهيونية ..إضافة لجميع القواعد العسكرية المحيطة بقطاع غزة والتي تحوي قوات النخبة في الجيش الصهيوني ( قوات اليمام واليسام والجولاني ) التي سيطرت عليها قوات النخبة في كتائب القسام وأبطالها الذين قتلوا الاّلاف في معركة بطولية من مسافة الصفر وأسروا المئات منهم وداسوا على رؤوس قادة النخب العسكرية الصهيونية تلك .. ثأراً لكرامة حرائرنا في الأقصى المبارك ولدماء الأرياء من شعبنا ومعاناته طوال 75عاماً من القهر والإضطهاد .. تلك الصولة التي تركت العدو مصدوماً مذبوحاً من الوريد الى الوريد جراء ما إقترفته أيدي جنوده من جرائم بحق شعبنا طيلة سني الإحتلال الطويلة .. ليستنجد بجوقة الأعداء التاريخيين للأمة العربية ( أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وإيطاليا ) الذين أرسلوا بوارجهم وحاملات الطائرات وقذائف الموت الذكية في جسر جوي دعماً لجيش الإحتلال الذي أعلن الحرب الضروس على المواطنين الأبرياء في قطاع غزة المكلوم وأمطر بيوت الاّمنين بحمم من نار ولهيب أكلت الأخضر واليابس ونهشت في لحم الأطفال الرضع والشيوخ العجز والأيامى من النساء المثقلات بالهموم والجراح بالسلاح الأمريكي الغربي دون وازع من ضمير إنساني لدى تلك الدول الحافل تاريخها بالإستعمار وقتل الشعوب ونهب ثروات الأمم الفقير والضعيفة .
وأمام تلك الصولة البطولية التي أكدت مجدداً أن الشعب الفلسطيني حي وقادر على الإبداع وإستحضار وسائله النضالية وقيادة النضال العربي نحو النهوض والتحرر والإستقلال والبناء والإقتدار والجهوزية الدائمة في الكفاح وإيذاء المحتل الذي سيضطر صاغراً إزاء تلك الصولة للإنصياع والرضوخ لشروط المقاومة المنتصرة وخصوصاً بعد أن تأكد لديه أن لا عودة لما قبل السابع من اكتوبر , وأن لهذا النصر إستحقاقاته بما يكفل تغيير خريطة الإقليم وقلب المعادلة الدولية وتدويرها بما يضمن نيل شعبنا حقه في تقرير المصير وتبييض السجون وإقامة الدولة المستقلة على كامل الأراضي العربية المحتلة وعاصمتها القدس الشريف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى