مقالات كل العرب

يريدون تغيير وجه العراق العربي

شارك

يريدون تغيير وجه العراق العربي!!

د. علي القحيص


العراق بلد عربي أصيل ، عرف منذ نشأته صراعات تاريخية وسياسية ودينية، عبر تاريخه الطويل فهو منبع اول واقدم الحضارات التي عرفتها البشرية ، وكان محط أنظار العالم لما يملكه هذا البلد العربي من ثروات وفيرة وخيرات كثيرة متعددة، اولها واهمها عقول ابنائه وذكائهم ،سواء الذهب الأسود (البترول)، وكل المعادن الثمينة أو ارضة السوداء الخصبة المنتجة لجميع أنواع الزراعة ، أو وفرة مياهه العذبة ( دجلة والفرات)، التي تمر بصحاريه المترامية الأطراف، وكذلك موقعه الاستراتيجي المهم، وأيضا ثروتة البشرية الذكية الكثيرة المتعلمة الهائلة، فهو ابو العلماء ومنبع العلم والمعرفة والانبياء ، فقد منح العراق قبل احتلاله شهادة اليونسكو للقضاء على الأمية في وقت مبكر جدا، وأنشأ المصانع الضخمة والشركات العملاقة والمؤسسات العلمية والتعليمية والثقافية والفنية والجامعات المرموقة.
وكان شاغل الدنيا بما يملك من كفاءات بشرية علمية متفوقة، فضلا عن تركيبة المجتمع العراقي الذي كان يتميز اهله بالوطنية العالية وحبهم لانتمائاتهم العربية والشجاعة المفرطة والكرم الهائل.
وهذا التميز كان يتحلى به شعب العراق العربي قبل الإحتلال عام 2003، حيث كان شعبا واحدا ، متماسكا ومتناغما مع قيادتة ووحدتة الوطنية وهويتة العراقية الواحدة، قبل أن تدخل عليه الأحزاب الدينية الجديدة، التي جاء بها المحتل وتفرقه عن طريق الطوائف المطرفة والمذاهب المتشددة ، والعقول المتحجرة ، التي تريد ان تثأر من العراق وتحطمة وتمزقة وتقيمة ، واوصلتة إلى أكثر البلدان فسادا وتخلفا وعدم إستقرار، بسبب التبعية والطائفية ، وانتشار الإرهاب وتفشي الأمية والفقر لهذا البلد الغني المتميز .
واليوم تظهر الطغمة الحاكمة التي مكنها الاحتلال من الهيمنة على رقاب العراقيين وتعلن عن!مناسبات دينية جديدة غريبة على الدين الاسلامي القويم ، ويعلنونها بكل وقاحة عطلة رسمية في العراق ، لم ينزل الله بها من سلطان ، فأين العقلاء والمفكرين والمثقفين الوطنيين الأحرار، من هذا الجهل والتجهيل، وتجيش طوابير من الذين جهلوهم لعقدين من زمن الاحتلال من المجتمع العراقي، ليعتنقوا عبادات وأديان ومعتقدات طائفية متخلفة، غريبة الأطوار والأهواء والصفاة، لم تكن في الحسبان ، ولم يكن العراق يعترف أو يتوقف عندها ، لإنها ضربا من الخيال والهرطقة الطائفية ، ليستغلوها في الفرقة والتخلف والنزعات الطائفية المقيتة ،لاشكال المجتمع بخرافات ودجل وشعوذة وتخفي الحس الوطني، فالعراقيون لم تكن في قواميسهم الدينية والوطنية ، ولا حتى تذكر في المناسبات الإجتماعية البسيطة، لأنها دخيلة على العراق الأبي الأصيل، وشعبه العراقي الكريم، الذي لايرضى بهذة الخزعبلات والبدع، التي تجلب الفرقى وإثارة الفتن والفوضى والتخلف ، وتاخره عن منهجيته الوطنية والقومية،وتشغل المجتمع عن ركب التطور الحضاري والفكري والثقافي، الذي كان يتحلى ويتميز به العراق الاشم، الذين يريدون أن يلبسونه قناع مزيف غير وجهه الحقيقي ، ليس من ثوبه، لكي ينزعون عنه اسمه العربي الاصيل، الذي لايليق الا به، مهما دنسه الأغراب والخونة والعملاء، الذين عبروا الحدود عليه ، في وقت ظلام دامس كوجوههم المكفهره، ونواياهم الخبيثة وراياتهم السوداء !!

كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى