الرئيسيةكل السياسة

كل العرب تنفرد بزيارة كمين الرعب بسيناء

شارك

هنا كمين 17 العريش .. أشهر أماكن المواجهة العسكرية في سيناء والذى أصبح هدفاً دائماً للعناصر الإرهابية المسلحة والتى تهاجمة بضراوة بكل وسائل الإبادة لأفراده.. فهناك أكثر من عملية تمت لاقتحامه منها تفجير عربة مفخخة انفجرت على مدخله، ثم عمليات محاولات القنص من على بعد عدة كيلو مترات بأستخدام أحدث الأسلحة التي تعمل بأجهزة التليسكوب والرؤية الليلية وذلك لاستهداف ضباط وجنود الكمين .

كمين 17 العريش .. هو تجمع أمنى يسيطر على مداخل مدينة العريش والطريق المؤدي إلى مدينتى رفح والشيخ زويد وكلما زادت قوة الكمين زاد التضيق على العناصر الإرهابية ومنعت عنهم الإمدادات اللوجستية والبشرية ومن هنا أصبح استهداف قوات الكمين الهدف الثابت لعناصر الأرهاب .

أستطاعنا الحصول على سبق وانفراد بزيارة ميدانية التقيت فيها على الأرض بقوات الكمين وعشت معهم يوماً كاملاً محفوفاً بالمخاطر حيث تتوقع في أي لحظة سقوط طلقات مدفعية أو صواريخ آر بى جى أو تفجير سيارة مفخخة وهي تقتحم المكان .

بعد الحصول على التصاريح الأمنية اللازمة بأعتماد خاص من قيادات رفيعة المستوى، تحركت بعد الفجر صوب الكمين الذي شهد آخر جرائم الارهاب بعد عيد الأضحى بأسبوع بعد محاولة اقتحامه بعدة عناصر مدججة بالاآر – بى – جى، كانت فى انتظارهم مقاومة شرسة من أفراد الكمين وبعد معركة أستمرت أكثر من ساعتين تم تصفية المجموعة الأرهابية والتى كانت تضم المصور الخاص للتنظيم ومعه كاميرته الحديثة جداً والتي يصاحب فيها أعضاء تنظيم ولاية سيناء الأرهابي خلال عملياته الاجرامية لتسجيل وقائع عملياتهم كنوع من التوثيق وإذاعته عبر وسائل التواصل الأجتماعي لأهداف متعددة منها إشاعة الرعب والفزع فى أوساط أهل سيناء لإجبارهم على الرحيل من المكان وكذلك نشر الخوف بين قوات الشرطة أو الجيش التى تعمل على مواجهتهم وإجهاض جرائمهم .

عبرت أخيراً “قناة السويس” بواسطة المعدية من المرسى المعروفة بأسم نمرة 9 وبعد تفتيش دقيق والاطلاع على الهوية الشخصية وفور وصولنا للجانب الشرقى للقناة, اجتازنا طريق مواز لشاطئ القناة قبل أن ندلف يميناً حيث الطريق الدولي الذي يبدأ من مدينة القنطرة شرق واجتزنا قرى بالوظة ورومانة وبعد أن قطعنا نحو 120 كيلو متر كانت قديماً لا تتجاوز أقل من الساعة قطعناها فى أكثر من 3 ساعات بسبب انتشار التعزيزات الأمنية لقوات الجيش والشرطة التي يقوم كل واحد منها بأجراءاته المستقلة وكأنه الوحيد الموجود على الطريق .

أخيراً وصلنا إلى المفرزة الأمنية لمنطقة بئر العبد وهى نقطة الألتقاء المتفق عليها مع الأجهزة الأمنية التي سترافقني عناصر التأمين منها لننطلق جميعاً في اتجاة كمين 17 على مشارف مدينة العريش .
مازالت مشاهد آثار المعركة الطاحنة التى جرت منذ ساعات تبدو واضحة مئات من طلقات الأسلحة النارية متناثرة بالمكان، بعض الملابس وتجهيزات العناصر الإرهابية وأثار دماء جثثهم تبدو واضحة.

بعد استقبال سريع بدأت جولة بواسطة قائد الكمين والذي شرح لي تفاصيل المعركة .
شملت الجولة مواقع ابراج الحراسة الأمامية والخلفية .. مكان الكمين على اتساع كبير بحيث يحكم مراقبة الطريق الدولي وكل الطرق المؤدية لمنافذ العريش .

شاهدت آثار عمليات القصف على الأبراج قال لي قائد الكمين أنها آثار هجمات متعددة ومع طول جولتنا كان يتلقى اشارات عبر جهاز الاسلكي من قادته أو من جنوده فى نقاط المراقبة بأية ملاحظات حيث يصدر تعليماته على الفور وكلها تدعو لليقظة التامة والتعامل الفوري مع أي حالات اشتباه، لاحظت أيضاً بعد أرتفاع آذان الظهر قيام صلاة الجماعة للجنود ولكن كمجموعات على حلقات وبادرني قائد الكمين وهو ضابط برتبة رائد من قوات الشرطة المصرية الخاصة، نحن نصلي على مجموعات حتى تظل أعمال المراقبة والحراسة مستمرة على مدار الوقت ولا تتأثر بالصلاة، ثم ضحك قائلاً وهو يشير إلى جندي يتلو القرآن من المصحف الشريف يجلس خلف مدفعه متعدد المهام، هذا نموذج لباقي الجنود لا يعرفون مع مهامهم في التأمين والحراسة للأرض والعرض سوى الصلاة وقراءة القرآن ورغم ذلك ينعتوننا بأننا الكفار ولا تتوقف هجماتهم علينا بسبب نظرتهم لنا.

طول الجولة في أرجاء الكمين كان التحرك بحرص شديد، شاهدت أيضاً أن باقي الجنود يعيشون فى ملاجىء أسفل الرمال وهم يستريحون أو يتناولون طعامهم، وكما قال قائد الكمين الحياة في الدشمة هي أساس من أنتهت نوبته حتى لا يتعرض لأعمال القنص على مدار الساعة فالأرهابيون يختفون أسفل حفر الرمال وبأزياء مموهة ويطلقون النار علينا من مسافة 5 كيلو مترات بإستخدام التلسكوب وليلاً بأجهزة الرؤية الليلية.

تناولت مع الجنود وجبات الغذاء والعشاء، شباب يبتسمون لا يهابون الموت يدركون رسالتهم لحماية الوطن والعرض، لم ألاحظ أي خوف أو جزع، غادرتهم ومشاعر الأطمئنان على الوطن وآمنه تغمرني طالما مثل هؤلاء يواجهون أعداء الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى