مقالات كل العرب

برهم صالح..و النظام الغير صالح

شارك

برهم صالح..والنظام الغير صالح !!

د. علي القحيص

نشر الرئيس العراقي السابق برهم صالح (كردي الحنسية)عين رئيسا للعراق من (عام 2018- 2023) بموجب المحاصصة في العراق ، ومقاله الجديد الذي أثار جدلا في وسائل الإعلام و مراكز التحليل السياسي، الذي نشر في 2023-04-28م وهو تاريخ ميلاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين .
وهو مقالا حادا ضد الأنظمة الحاكمة المتعاقبة على السلطة في بغداد بعد إحتلال العراق عام 2003م، ويعتبر مقال برهم صالح الذي كان رئيسا للعرلق ان يناقد السلطة و هجوما لم يصدر بكل حال من أي سياسي عراقي سابق بعد الإحتلال، بل صدر عن رئيس الجمهورية العراق السابق ، الذي نشر في الرابع والعشرين من ابريل الحالي ومن خلال عدة صحف حيث هاجم خلاله صالح العملية السياسية المقامة بعد عام 2003، موردا قائمة بما وصفها بالعوامل السلبية السيئة التي قادت الى الوضع الحالي في العراق ، معترفا بسيطرة الفساد على مقدرات الدولة، وفشل النخبة السياسية بتحقيق امال الشعب العراقي والوعود التي أطلقت عقب الإحتلال وتأسيس النظام الجديد ابذي هو جزء منه .
النظام الذي وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش في مطالعتها العامة عن الأوضاع في العراق، بان اقامته “يدفع ثمنها الأكبر الشعب العراقي” مؤكدة وقوع نصف مليون ضحية لتغيير النظام وما تبعه من احداث، بالإضافة الى ملايين النازحين وبنى تحتية مدمرة بشكل شبه تام، حتى الآن، بحسب المنظمة، ما يزال العراق غير قادر على تحقيق التقدم الملموس الذي يجب ان يكون عليه البلاد، بالإضافة الى عجزه عن تعويض الضحايا ومحاسبة المسؤولين.
النظرة العالمية لغزو العراق بكل حال، تختلف بشكل كبير عن نظرة الشعب العراقي اليها وما كتبه الرئيس السابق برهم صالح من خلال مقاله بحسب ما بينت صحيفة (ذا كونفيرسشين الامريكية)، التي قالت ان غزو العراق، الذي يعتبر الأساس الحديث الذي بنيت عليه السياسة الخارجية الامريكية بعد عام 2003، لا يمثل للشعب العراقي سوى جزء اخر من تاريخ البلاد المعقد.
والنظرة غير المعتادة،التي كتبها صالح من خلال مقاله عن الأوضاع في العراق والتحديات التي تواجه العراق ، تركت اثرها على مضامين الاعلام الأجنبي بشكل عام والامريكي بشكل خاص حسب ماذكر ، إنه فيها نظرة الى داخل أروقة السياسة العراقية تبين بشكل واضح الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن، وما قادت اليها من نتائج سلبية .
الصحيفة الامريكية التي نشرت تقريرها في السادس والعشرين من ابريل الحالي، بعد يومين فقط من ماكتبه برهم صالح، قالت ان الأمريكيين والذي ما يزال غالبهم حتى اللحظة “لا يستطيع إيجاد العراق على الخريطة”، لا يفهمون بشكل فعلي ما فعلته الولايات المتحدة في العراق، على عكس العراقيين الذين قالت ان فهمهم للحرب وما تبعها، هو “أعمق وأكثر فهما وذهب الى مسافات ابعد من مجرد التاثيرات المباشرة للغزو”، الامر الذي عكس من خلال مقال برهم صالح الرئيس العراقي السابق ، الذي حين كان على رأس السلطة ، ينظر للامور نظرة ورديه ، ويبشر بالديموقراطية والحرية، لكنه الآن يتسائل ان
العراقيون ما يزالون بانتظار العدالة التي يستحقون.
برهم صالح وخلال مقاله الذي تلقته وسائل الاعلام الأجنبية واعادت نشره اكثر من صخيفة وموقع ، مؤكدا ان العراق وعلى الرغم من تغيير النظام ما يزال حتى اليوم قاصرا.
مبينا ان البلاد ما تزال تعاني حتى اللحظة من “فشل في الإدارة، توتر عرقي وديني طائفي، انتشار هائل للفساد واستمرار لاثار الحرب الطائفية حتى اليوم، بحسب ماقاله برهمة صالح، موضحا حتى اليوم ما يزال العراقيون ينتظرون العدالة والمساواة وفوائد الديمقراطية التي يستحقون، ولا يجدون”، مشددا الرئيس صالح “لا يمكن ان ندعي التفاجئ من انتشار الغضب الشعبي وفقدان الثقة جبالعملية السياسية، امر ترجم الى عزوف نصف المؤهلين للمشاركة بالانتخابات عن التصويت”.
الرئيس العراقي السابق برهم اكد أيضا ان “كافة الطوائف والمكونات العراقية” تتشارك الان بالغضب وفقدان الثقة بالعملية السياسية، موضحا “السنة، الاكراد والشيعة وباقي المكونات، تتشارك الان بعدم رضاها تام على العملية السياسية وما اظهرته من نتائج سلبية ، امر بات واضحا جدا من خلال التظاهرات التي تكررت عبر السنوات الماضية”. موضحا
النظام الحالي ولد من “الخوف”.. تأثيرات أمريكا ما تزال تحكم البلاد
نظام الخوف، هذا ما وصفه به معهد بيو للبحوث الامريكية ليس النظام العراقي فحسب، بل الأجواء والظروف التي قادت لخلقه في داخل ٠الولايات المتحدة منذ العام 2003 وحتى اليوم، موضحا بمقاله بان الغزو الذي استخدم واظهر القوة العسكرية الامريكية بالكامل، قاد الى نتائج سلبية عكسية، بدلا من رفع مستوى سيطرة الولايات المتحدة، فقد قاد الى “فقدان ثقة عام بالسلطة الامريكية، وابعاد للحلفاء عن النهج الأمريكي”.
المعهد بين ان 62% من الأمريكيين يرون بان حرب العراق لم تكن تستحق الخوض فيها لما قادت اليه من نتائج سلبية على العراق والولايات المتحدة ذاتها، مبينا، ان “ثقافة الخوف” التي حرصت الإدارة الامريكية على استخدامها كمبرر للغزو عام 2003، انتقلت الى العراق خلال إقامة نظامه الجديد، الامر الذي أكده برهم صالح في مقاله مؤكدا .
النظام العراقي الجديد أقيم على أساس “الخوف” على حد قول برهم صالح، موضحا “الشيعة كانوا خائفين من ان يسيطر عليهم من قبل الأقلية السنية كما حصل خلال فترة حكم صدام حسين،و الاكراد خائفون من ظهور دكتاتورية مركزية جديدة، والسنة كانوا غائبين بشكل شبه تام عن العملية السياسية”، و عملية الخوف بحسب برهم صالح قادت الى خلق نظام “ضعيف” غير مركزي معتمد على نظم فدرالية برلمانية، الامر الذي قاد أيضا الى سيطرة “عوامل خارج الدولة” على النظام وادارته.
النظام الحالي “انتهى امره”… حان الوقت لــ “نظام جديد”
العراق بحاجة الان الى “إصلاحات جذرية”، هذا النظام بحسب ماقاله برهم صالح “قد انتهى امره”!
ولماذا اتي مقال برهم صالح ، بهذا التوقيت ، ولماذا لم يقوم بالإصلاح والإعتراض لما كان رئيسا للعراق ؟!!

كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى