مقالات كل العرب

التيك توك ذكاء اصطناعي يقرأ ما في رأس البشر!

شارك

التيك توك ذكاء اصطناعي يقرأ ما في رأس البشر!

أ. سندرا نصر سامي

برنامج التواصل الإجتماعي الأكثر شهرة في عام 2022 يتعدّى كونه منصّة ترفيهيّة لتداول الفيديوهات القصيرة. وينتقل إلى برنامج تسويقي بامتياز من خلال تأثيره على القرارات الشّرائية للمستخدمين بصفة كبيرة. فقد سجّل التّطبيق المحمول مؤخّرا إقبالا واسعا من قبل صانعي المحتوى التّونسيّين وارتفاعا ملحوظا في نسب الإعلانات للمنتجات والعلامات التّونسيّة. فما هو هذا البرنامج؟ وكيف حقّق نموّا هائلا في مجال التّسويق الرّقمي عالميّا ومحليّا؟

تطبيق تيك توك هو منصّة إجتماعيّة تمّ إطلاقها في سبتمبر 2016 بواسطة مؤسّسها “تشانغ مي يانغ” في الصّين. إذ يتمكّن المستخدمون من مشاركة مقاطع الفيديو التي لا تتجاوز خمسة عشر ثانية وإضافة الموسيقى بسهولة عليها، ممّا يجعل الرّقصات والمقاطع التمثيليّة تحتلّ مكانة بارزة في التّطبيق.
تعتبر شبكة “تيك توك” منصّة واسعة الانتشار ،تروج لمقاطع تّعبيريّة يصل عدد مستخدميها حاليا إلى 750 مليون مستخدم ممّا يجعلها ثالث أكبر شبكة إجتماعيّة بعد فايسبوك وانستغرام ، و بعدد مستخدمين جملي يفوق الواحد بليون مستخدم. أما على الصّعيد المحلّي، فيتجاوز عدد مستخدمي التطبيق في تونس المليون مستخدم بنسبة 73 ٪؜ من الفئة العمريّة بين 18 و 24 سنة حسب إحصائيّات الشركة لسنة 2021.

مع الزّيادة المستمرّة في عدد المستخدمين، لم يعد “تيك توك” يستخدم التّسلية فقط، بل أصبح آداة مهمّة للتّسويق والدّعاية والتّرويج. ذلك أن “العديد من المشاهير أصبحوا يستخدمون هذه المنصّة للتّرويج لأعمالهم وعلاماتهم التّجاريّة.” تقول الكاتبة “اليزابيث ويليامز” في تقرير نشرته مجلّة “كيريوس مايند ماغازين”. و”هذا مايفسّر تحوّل صانعي المحتوى والمؤثّرين التّونسيّين من مختلف التّطبيقات الأخرى إلى تطبيق تيك توك الذي يلقى رواجا كبيرا في صفوف التجّار والمستهلكين”.
تتوجّه العلامات المحليّة لتركيز إعلاناتها عبر المنصّة مستهدفة من خلالها الفئة العمريّة الشابّة التي يسهل التّأثير عليها عبر التّطبيق. كما يقبل الشّباب من جانبهم على تيك توك لاستهلاك الرّسائل الدعائيّة الموجودة داخل المقاطع الموسيقيّة القصيرة. ولكن كيف يعمل هذا التطبيق؟ وكيف يؤثر بسهولة على القرارات الشّرائيّة للفرد؟

يمكن لمستخدمي تيك توك مشاهدة مقاطع الفيديو من واجهة التطبيق المصمّمة بدقّة لإبقاء الأشخاص في التّطبيق لأطول فترة ممكنة. تكون المقاطع مدفوعة بالخوارزميّات التي تسجّل النّشاط الفردي للمستخدم؛ الحسابات الجديدة والموضوعات الشّائعة التي يتابعها، فترات المشاهدة للمقاطع، الأصوات والتّأثيرات. كما تعمل كذلك على عوامل مختلفة مثل التّفاصيل الدّيمغرافيّة والنّفسيّة كالبلد واللّغة وتفاعلات المستخدم. ومنها يتعرّف الذّكاء الإصطناعي على سلوك المستهلكين ثمّ يخصّص لهم المحتوى الخاصّ بهم. ولهذا جمعت هذه التطبيقة بين العرض والطّلب في منصّة واحدة، وتتعاطى مع احتياجات الجمهور كل فرد حسب متطلباته بما يخلق التجاوب بين المستهلك والمنتج المعروض.وهو ما يترجمه اختلاف مضامين المادة أو التسجيلا التي ترد على شخص دون آخر.

نشير إلى أن برنامج تيك توك في السّنوات الأخيرة حقق تغيّرا واضحا في عالم التّسويق الرّقمي ووفّر فرصة للمسوّقين التّونسيّين للإعلان عن منتوجاتهم من خلال استراتيجيّة تسويقيّة غير تقليديّة. كما تمكّنت العلامات التّجاريّة التّونسيّة في مختلف المجالات من استهداف الجماهير بطريقة مربحة ومريحة وتحويلهم إلى” 3 عملاء أوفياء”. هذا ما يعتبر نقلة جزئيّة في عالم الدّعاية والإعلان للمشاريع الصّغيرة وصنّاع المحتوى الشبّان، لكنّه لا يسدّ النّقص الذي تواجهه ساحة التسويق الرّقمي في تونس وهو مايطرح السؤال حول متى يتمكّن المسوّقون التّونسيّون من تحقيق تجربة الدّعاية الرقميّة الكاملة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى