مقالات كل العرب

لماذا مهرجان العين للكتاب؟

شارك

لماذا مهرجان العين للكتاب؟   

د. شاكر نوري 

 

اختار  مركز أبو ظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة المسؤول عن إقامة مهرجان العين للكتاب أن يُخرج هذا المعرض الذي سنوات طويلة من صيغته التقليدية،  ويجسده أمامنا في مناحي الحياة المختلفة: الفن، والواقع، ونمط الحياة، والتراث، والكلمة المغناة والرقص والموسيقى ليبعث الكتاب من جديد بصيغة حياتية تخرج عن المألوف. واختار شعار «العين أوسع لك من الدار» (من 19 إلى 25 نوفمبر الجاري) ليشارك هذا العام  150 ناشرًا وعارضاً محلياً (تم الغاء الرسوم تشجيعًا للناشرين) بـ60 ألف عنوان،   ويشهد 400 فعالية متنوعة تسلط الضوء على التراث التاريخي والثقافي لتبرز ما في مدينة العين ما فيها من كنوز زاخرة في التفرد والتميز. وضع المركز نصب عينيه أن يطلق ثقافة القراءة ويعيد الاعتبار إلى الكتاب الورقي الذي قل بريقه بهيمنة وسائل التواصل الاجتماعي ليذكر أن لا بديل للكتاب أبدًا في حضارتنا ماضيًا وحاضرًا ليجذب إليه فئة الشباب، الذين سيكون الكتاب  في خدمة مستقبلهم أولًا وأخيرًا.  توزع المهخرجان في تسعة مواقع متنوعة من مدينة العين، بدلًا من مكان واحد، وهي (استاد هزاع بن زايد ــ العين سكوير ـــ ، بيت محمد بن خليفة، وقصر المويجعي، ومركز القطارة للفنون، ومكتبة زايد المركزية، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والعين مول، وبراري مول، والفوعة مول) ليروي لنا القصص الثقافية الإمارتية والشعر والفن والموسيقى للجميع. المهرجان بشكل أو بآخر استطاع أن يخرج الكتاب من الصندوق الذي وُضع فيه ليخرج إلى آفاق الحياة التي تجمع بين المعرفة والترفيه. كما أن لمكتبة زايد حضور في المهرجان، وهو يحتضن جائزة «كنز الجيل» في دورتها الثانية، التي تعزز مكانة الشعر وخاصة النبطي وإبراز دوره كمرآة للمجتمع. وكذلك جامعة الإمارات تستضيف مجموعة من الجلسات ضمن البرنامج الثقافي المتنوع.

 نحن أمام مشهد ثقافي متكامل في اثراء اللغة وآدابها، وتطوير الكتاب من خلال ليالي الشعر “الكلمة المغناة”، العامرة برموز الشعر النبطي، الذي يعبر عن جوهر الإنسان الإمارت الذي طالما تغنى به الشيخ زايد، طيب الله ثراه،  لأنه شاعر وقائد في آن واحد، وخبر الصحراء والكلمة، وقاد مشروعه في تأسيس الدولة بهذه الروحية العملاقة، فصار ليس ارثُا اماراتيًا بل ارثًا عالمية تعترف به كافة الأمم.  وتم طرح التساؤل التالي:  هل أنصفنا الشعراء؟ تؤكد الحقيقة أن بدايات هذا الاهتمام بالشعراء جاء من ينابيع الشيخ زايد طيب الله ثراه، إذ عاشوا المجد والعز، وأكرمتهم الدولة. فلا يمكنم أن يستغي المهرجان عن  شعراء الكلمة المغنّاة من مدينة العين، الذين مزجوا  بين فني الإلقاء والغناء، وغاصوا في ثقافتها الشفاهية التي تمتد جذورها في هذه الأرض المباركة. 

 ولم يكتف المهرجان بذلك بل استقبل الناشرين من مختلف أنحاء العالم العربي، ليرحب بهم رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية، د. علي بن تميم، ليؤكد أن الاقبال على مهرجان العين للكتب يزداد أهمية عامًا بعد آخر، ونحن حين نركز على الثقافة المحلية في تجلياتها لأنها  جزءٌ من الثقافة العربية والعالمية. وهذه الثقافة المحلية نمت وترعرت في أرض خصبة لأنها مدت جذورها عميقًا في الروح الأصيلة التي أنتجتها. وبذلك نحن نحيي الثقافة العربية والعالمية من خلال هذه الثقافة المحلية. ونؤمن بأن هذه الثقافة جزء لا يتجزء من اللغة العربية من خلال الجمع بين هذه الثنائية المرتبطة ببعضها. نحن نؤمن بأن تطوير الكتاب هو تطوير للثقافة بكل جوانبها. ومهرجان العين للكتاب  بمثابة جسر معرفي للتواصل بين الأجيال، يواكب رؤية ومكانة الدولة في احتضان أهم الفعاليات الثقافية”.

 هكذا يحتفي مهرجان العين للكتاب بأدب الطفل والناشئة،  والموسيقى و ورش الفن، و مهارات أخرى. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى