كل الثقافة

رسائل رمادية

شارك

رسائلٌ رمادية 

 

ميس خالد

 

 

ثم إن أحدهم

 مازال عالقً على جسرِ دمعة …

وحدهم العشاقُ ياسادة ..

حرّاسُ فضيلةِ الزّمن الموبوء بالخطيئة

وحنينهم..

نيروزُ الوفاءِ النّابِت في جبالِ الصّبر .

….

ها هي أرصفة الليلٍ العارية

 تتهاوى بهَسيسِ الشمس ..

وأذكرُ أنّي لم أُبقِ لك من خُبزِ روحي 

إلا الفتات

وعجبًا أكلتَ حتّى شبعتْ بطونُ اللهفة 

وحمدّتَ بالتمنّي…

حمدتَ بالرغبةِ التي تترمد 

والنارُ تحت قشرتها تتفتق…

وأذكرُ أنّي لم أُزملْ ليلك بخميلةِ ضفيرتي

ولم أهدهد أحلامَك في مطالعِ الضّياء

حدّ أن يستوي بين ذراعيّ بحرٌ

تُربكه ذروةُ عواصِفي

وتهفهفُ سكونَه أمزجةُ أشرعتي…

وأعلمُ أنك اكتفيتَ منّي ..

بوردة وهبتُها لرياحِ المغيبِ… 

لتشقّ أنفاسكَ رحيلا بالأصدافِ إلى أعماقك

منذُ عُمرين وفَقد …

و أنا أمشي بلا هوية  

غير صورة نسيتُها في عينيكَ

هي رغبتي أن تحمل عنّي كلمات

 كلُّ ذاك التيه المُسافر بي ل اللاشيء ..

 أن تفتق أكمام الحَجَر المرتدي تناهيدي ..

و ترسم خمود اللحظة داخل حزام الجنون ..

قد أسقط منّي فوق موجة لعوب

 تفتح أزرار البحر بنهمٍ , لابتلاع أسحار الزرقة في سكرةٍ واسعة الدّفء ..

كريمة الغرق ..

وقد تخطفني الأجنحة ل اللاحدود

  فأرسم ببخاري المتصاعد ، عالماً لم يُبِح عذرية هوائه لمخالب الأنفاس المُخبأة تحت جلود البشر ..

ولأني امرأة بلافرقد ولا شاطئ 

سأدعوها لتكونَ مرساتي العائمة في الجلالة  ومقعدي المتأرجح 

على مباسم غيمات بيض القلوب 

لآخر رعشة من ملائكية الكفوف ..

سأخترع كل الإتجاهات ، من إشراقة طفولتها 

 لتكون حزمة براءة ،تفتح حُمرة حيائها على نافذةٍ أخيرةٍ

 يُشاكسها شعاعٌ راقص مُنفلت من ليل الشمس 

 فتفكّ رابطة الثلج عن عُنُقها الجميل طامعةً في رشفة من حُلمٍ بمذاق الربيع 

 حُلمٌ يفرش زواياها البعيدة بفقاعات العشب ..

يخطفها بفروسية المُقامر

 بروحه الباهتة … ليفوز بلحظة مُلوّنة  أو بحفنة من غُبارِ الموت .. 

لافرق 

ياقطرةَ الحبرِ المُنغمسة بي ..

 أيُّ كفّ ستطهو نيران الحنين ، وتعدّ موائد السّطور بخبز نبضٍ روضهُ السّكوت ..

يومٌ ضبابيٌ آخر 

يستطيل على أطراف العُمر

 كقطارٍ خرِب يعرج في زاوية من شارع ..

 الشوارع قاسية جداً ياقلبي المهزوم الشوارع جوقة معازف نُحاسية تنتعِل رأسك 

الشوارع لاتعرفني بالقدر الذي، تُسعفني فيه بشهقة من رائحة تراب أبي ..

 أو حفنة دفءٍ تحتطب أنفاس أمي ..

 المقهى المُبلل برائحة القهوة 

ينكمش في أبوابه 

 بالكاد تتسلّل إليه حواسي 

لم أكُن أُحبُه

أنا فقط كنتُ أختبرُ صمودَ اتقادِ الجمرِ 

أمام معطف صوته..

 المراود رغبتي في التكوّرِ فيه

عبثاً أتوكأُ على عكاز الأماني المعقوف 

لأجُسَّ شيخوخة أيْسري الطّفل،

لأختبرَ صلاحيته في تحملِ شهقة النبض الضّارية

ثمّ بخفةِ فراشة عابثة أعرجُ فوقَ صليب ضياعي

لأحفرَ وجهةَ يقيني الغائر

 قبيْل أن يرتحل نثار الضّوء

في أزمنة نعاسٍ حررتْ فجري الأخير مِن عقاله ..!

حتى وأنا إهزّ سريرَ الأحلامِ ..

في انفراجةِ جفن الهدهدة ، لوليد قلبه

وأغزّ أديمَ ترابي

 بكلّ ماتبقى لدي من قمحِ الرّوح

 مستلهمةً بكاء غيماته

لم أكن أحبه..

أنا فقط 

تمنيتْ أن أُغرغر جثتي الكليلة بأمزجةِ الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى