أهمية مصـر على مـر التاريخ

أهمية مصـر على مـر التاريخ
أ. أمل الشهاوي
أردت أن يكون مقالى بداية لسلسة متكاملة أوضح فيها لحضراتكم مكانة مصرعلى مـر التاريخ ودورها المحورى فى المنطقة وكيف كانت ولا تزال مصدر القوة والحصن المنيع الرادع لكل المعتديين وحكيمة العرب ذات الرأى السديد على مر العصور وهذا ما ستتناوله سلسلة مقالاتى القادمة .
عزيزى القارئ أنعم الله علينا بإن جعلنا مصريين وأكرر بكل فخـر القول المأثور للزعيم الراحل مصطفى كامل ( لو لم أكن مصرياً لوددتُ أن أكون مصرياً ) وسيرى من يتابعنى فى مقالاتى القادمة صدق هذه العبارة مسطره بسطور من ذهب فى عبق التاريخ الذى أبحرت فيه ودفعنى إبحارى أن أكون واحدةً ممن ينالون شرف الكتابة فى التاريخ المصرى.
فتجد عزازى القارئ رغم ما تعانيه الدول المجاورة من الألم والصعوبات الصمود المصرى قيادتاً وجيشاً وشعباً ليبرهـن لك كيف كانت وما زالت بلد الأمن والأمـــان والأستقرار ونموذج يحتذى به فى كافة المجالات والأصعدة وكيف كانت وما زالت بأزهرها الشريف نبراس للعلم والدين وقوة اقتصادية لا يستهان بها بسبب موقعها الجغرافى الفريد ومواردها المتنوعه وأرضها الخصبة وأعتدال مناخها وصلابة شعبها ..
فنجد فى العصر الفرعونى ومنذ أكثر من خمسة الأف سنة كيف كانت مصر مهد الحضارة الأنسانية فهى من أوائل الدول التى نشأت فيها حضارة متقدمة بفضل نهر النيل
وما شاهدته من تقدم علمى أذهل العالم كله حتى الأن بوثائق تثبت نبوغ المصريين القدماء فى الطب والفلك والهندسة والزراعة والتحنيط وفن العمارة الذى يترجم لنا على أرض الواقع فى بناء الأهرامات والمعابد التى لا تزال تذهل العالم حتى يومنا هذا .
وسأخصص فى كتاباتى القادمة توضيحاً مفصلاً يبين كيف تمتعت مصر منذ أقدم العصور بنظام حكم مركزى قوى بدأ مع المصريين القدماء الذين أسسوا أولى أشكال الدولة المنظمة بما فى ذلك الإدارة البيروقراطية والجيش ، وأمتد هذا النظام عبر العصور مروراً بالعصرين اليونانى والرومانى بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر(عام 332 قبل الميلاد ) حتى أصبحت مصر مركزاً للعلم والثقافة وكيف كانت مكتبة الاسكندرية هى الأكبر والأعظم شائناً فى العالم القديم لأحتوائها على مئات الألاف من المخطوطات أظهرت لنا التنوع الحضارى والعبقرية المصرية التى جمعت بين الحضارة الفرعونية والأغريقية والرومانية ، وكيف أنتهى الأمـر لبداية العصر الأسلامى ( منذ القرن السابع الميلادى ) ، وكيف كانت مصر بوابة الفتح الأسلامى لأفريقيا ومركز علمى قوى ، وتوضيح ما قام به الأزهر الشريف من دور محورى فى العالم الأسلامى .
حتى جاء عهد الدولة الفاطمية والأيوبية وفترة دولة المماليك مروراً بفترات متعددة كانت مصر فيها هى مركز الحكم والخلافة لما كانت تتميز به من قوى عسكرية دونتها سطور تنير التاريخ فنجد منها ما قام به السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى فى جهاده ضد الصليبيين أنطلاقاً من مصر وكذلك ما قام به السلطان سيف الدين قطز لأنهاء خطر الغول التتارى الذى كان مصدر رعب للعالم لتكتب له النهاية فى مصر ليعم الأمن والأمان والسلام على الجميع بتوفيق من الله وبفضل جهود مصر وشعبها وقيادتها .
كما سأبين لك عزيزى القارئ ملامح التاريخ المصرى فى العصر الحديث ومنها كيف تصدت مصـر للأحتلالين الفرنسى والبريطانى وكانت من أوائل الدول العربية التى نالت أستقلالها وسعت إلى بناء دولة حديثة حتى جاءت ثورة يوليو 1952 م ، فغيرت وجه السياسة فى الشرق الأوسط وقدمت نموذجاً ملهماً لثورات التحرير الوطنى ضد الأستعمار ، وتوالت الأحداث حتى تحقق نصر السادس من أكتوبر عام 1973م ، الذى أعاد للأمة العربية كرامتها وثقتها ، وتبقى مصر الأبية شريان الأمة العربية وصاحبة البطولات الممتدة عبر العصور فى كل حقبة من تاريخها. وستسلط مقالاتى القادمة الضوء على صفحات مشرقة من التاريخ المصرى وصولاً إلى حاضرنا وتحدياته الراهنة أعتزازاً بوطن يزداد إشراقاً عبـر الزمن .
كاتبة مصرية