أخبار كل العربالرئيسية

قراءة في العولمة والجائحة

شارك

 

قراءة في العولمة والجائحة

بقلم : د. حارث سليمان

ظهرت قراءات عديدة عن تحولات المشهد الدولي الحالي في ظل الجائحة و أدلى مفكرون عديدون بنظريات تحاول إستشراف مستقبل العالم والنظام الدولي ما بعد موسم كورونا الكئيب.
القراءات مرتبكة تكشف العجز عن فهم الظاهرة وعن بناء نظرية لفهم هذا الكوكب. باتت الفلسفة متواضعة مقارنة بقدراتها في فترات تاريخية سابقة.
السؤال الجوهري هو ماهي سمة الظاهرة الأعم عالميا, التي داهمتها الجائحة وأظهرت الهشاشة البنيوية لساكني الكوكب!؟ هذا الكوكب الذي عرف نسقين:
النسق الأول هو نسق الدولة الوطنية القومية (البعض يسميها الكولونيالية) التي تخدم راسماليتها الصناعية، وتفتح أسواق العالم لتجارتها، وتسيطر على الموارد الطبيعية وموادها الخام، ومصادر الطاقة وممرات أسواقها في أغلب دول العالم، وقد لعبت هذا الدور الدول المتصارعة في الحربين العالميتين في القرن الماضي، فيما تفردت بهذا الدور منذ انهيار حائط برلين، الولايات المتحدة الأميركية.
النسق الثاني وهو نسق رأس المال المعولم والذي ابتدأ مع قيام الشركات العابرة للأوطان ( الشركات المتعددة الجنسيات) ، ونمو اقتصادات اليابان وألمانيا ثم الصين ونمور ٱسيا، ومع إنتقال الصناعات الأساسية من إعتماد مُخْرجات التعدين والمناجم والطبيعة كمواد تُصنّع، الى اعتماد البيتروكيماويات ذات الخواص المبتكرة من اللدائن و المواد المركبة ( matériaux composites) كأساس للصناعات الجديدة في كل الميادين، ثم توطين أغلبية الصناعات خارج دول العالم الأول في الغرب ، وصولا إلى دخول العالم، عصر الثورات العلمية الثلاثة: ثورة المعلومات والاتصالات وتطورها المتقدم في يومياتنا القادمة عنيت الذكاء الاصطناعي ، وثورة الهندسة الوراثية ثم ثورة النانوتقنية، الثورات الثلاثة هذه، غيرت سلوك رأس المال ومصدر ربحيته، وتعريفه لهويته، فكان اقتصاد المعرفة.
والمعرفة سلعة تحمل قيمة مضافة عالية الثمن، يصنعها الفرد المخترع أو المبتكر أو لنقل الباحث في جامعة أو مختبر، وليس جهد عضلات عامل غير ماهر، يكرر نشاطاً جسدياً على قشاط جرار في مصنع، أن هذا التغيير في مصدر ربحية رأس المال وفي مؤهلات صانع الربحية، أنتج تغييرا عميقا في الإجتماع السياسي على أرض المجتمعات كافة.
والمعرفة سلعة لا تتلف في مخزن، ولا تحتاج إلى قطارات أو بواخر لنقلها ولا الى مبان لتخزينها، وتعبر أي حدود جمركية بسهولة الانسياب في الأثير، ولا تتلف اذا ماتقادم تخزينُها، فهي لا تصدأ ولا تُفسِدُها رطوبة أو تغير مناخي، قيمتُها فيها، إلا إذا تقادمت ريادتها بسلعة معرفية أكثر حداثة.
رأس المال المعولم الجديد لم يعد يعتمد على إدارة حكومة الدولة البيروقراطية، بل على البحث العلمي والسباق في الابتكار ورفع مستوى استهلاك الفرد في أرجاء مدن المعمورة.
في أي نسق يعيش العالم اليوم؟
الجواب أنه في مقلب الانتقال بين نسقين ؛ من نسق الدولة ( القومية) الكولونيالية الى نسق الرأسمالية المعولم حيث تُودَعُ حكومات الدول في الصفوف الخلفية لصانعي القرارات الكبرى، في الوقت الذي يتركز اهتمام الشركات على مراكز رجال البحث العلمي والابتكار والجامعات.
هذا المنقلب يُودِّع نمطاً قديماً لرأسمالية استعمارية تلعب الدولة القومية فيها دورا في حماية رأس المال و”صناعته الوطنية” ( تعبير من الماضي) وتوسيع الأسواق و تأمين موارد الطاقة والمناجم فيها، وتضطلع بمسؤولية تأمين مرافق الخدمات في حفظ الأمن والنظام والرعاية الصحية والتضامن الاجتماعي وإعادة توزيع الثروة، وينتقل إلى مرحلة أخرى من العولمة التي ترسي نظاماً يتخطى حكومات الدول وجيوشها، ويُشَبِّكُ مصالحَ وأعمالاً عابرةً للقاراتِ تجتاحُ حدودَ الدول الوطنية وتهزأ من حروبها وتحصر السباق في التنافس والجودة.
في الفترة الانتقالية هذه يجري الصراع بين من يريد العودة إلى نسق الدولة القديم, وعليه يريد مثلا, أن تحتفظ أميركا بموقع قيادة العالم وتدافع عن حدودها وأسواقها وهويتها وديموغرافيتها ( ما يفعله ترامب)، آخرون يريدون نظاماً جديداً، يُدارُ ب ثنائية أو ثلاثية أو رباعية ( لا فرق) قطبية بين حكومات دول متنافسة أو متضامنة، (منطق مخلفات اليسار التقليدي والاسلام السياسي بكل اشكاله)، وهو تنافس في نفس صحن النسق الأول ومن داخله.
في حين أن راسمالاً أخراً, اكثرُ أهميةً وانتاجيةً وتجديداً من النسق الأول يعكس مصالح اقتصادية تملؤ العالم و تمتد من أميركا والصين الى اليابان والمانيا والهند ونمور ٱسيا، تذهب باتجاه تخفيف دور الدولة في الاقتصاد وتحقيق فتح الحدود التجارية والجمركية وتُفَّعِل توحيدَ الأسواقِ وحريةَ تبادل السلع والرساميل والافراد, فلا دولة للعولمة ولا وطنٌ لها. هذا إستنتاج آن للعقل السياسي العربي أن يدركه، والعولمة ليست الأمركة، وطبعا ليست نظاماً متعدد الاقطاب، على إعتبار أن كل دولةٍ فيه تُشكّل قطباً،
ومن المهم الإشارة إلى خطأ شائع يميل إلى تصوير العولمة على أنها عملية موحدة تخضع جميع الدول بموجبها إلى قواعد واحدة. بيد أنه في الحقيقة، فإن كل دولة تتعولم بطريقتها الخاصة، حيث تقوم الصناعات ذات المزايا التنافسية بالبروز على المسرح العالمي، في العالم الرقمي، تعمل GAFA اي شركات التكنولوجيا الأميركية الأربع الكبيرة: غوغل، أبل، فيسبوك، وأمازون يقابلها ويتكامل معها وينافسها ال BATX اي شركات التكنولوجيا الصينية الأربع الكبيرة: بايدو، علي بابا، تنسنت. و(تشومي ) ،فالعولمة تحكمها الشركات العابرة للقارات بمعزل عن جنسيات مالكيها، وهي ليست نادياً لحكومات الدول، لماذا ؟
ببساطة لأن رأس المال المعولم مصلحته في تشكيل السياسة والدول على مقاييس زيادة أرباحه في إقتصاد المعرفة والتقنيات الحديثة المعتمدة على البحث العلمي والإبتكار الإنساني والذكاء الصناعي.
لذلك تعزز الإتجاه إلى إقامة التكتلات الاقتصادية الكبرى، مع ما يرافق ذلك من إعادة صياغة لطبيعة الوظائف التي تتطلبها الأسواق ، فتم ويتم تطوير التعليم الجامعي، لتوثيق الصلة بين مخرجات ابحاث االجامعات وابتكاراتها وحاجات الصناعات وخطوط انتاجها، و أصبح ويصبح ملحأ إعادة تأهيل القوى العاملة بمهارات جديدة ومختلفة تعيد إدماجها في آليات الإنتاج الجديدة، مع ما يرافق ذلك من تهميش قطاعات واسعة، تفشل في برامج التعليم المستمر ودورات التدريب التأهيلية وفي الإندماج في السوق وتلبية شروطها التنافسية، فتُشَكِّل جمهوراً ضاغطاً يدعمُ السياسات الشعبوية لترامب في أميركا ول تيريزا ماي والبريكست في انكلترا ولمظاهرات السترات الصفراء في فرنسا.
جوهر الصراع القائم في حاضرنا هو بين قدرة العولمة على التقدم لجعل الكرة الأرضية قرية واحدة يديرها اساساً رأس المال المعولم، بما يشبه ” حكومة عالمية” وبين من يواجهها من بنى ومصالح وطبقات وعلاقات إنتاج تنتمي الى الرأسمالية الامبريالية التي بلغت طور شيخوختها.
رؤساء الشركات المعولمة والمتخصصة بالتقنيات العالية، لا يديرون أعمالهم وإبتكاراتهم وأسعار أسهمهم فحسب، بل هم معنيون بإدارة شؤون الكوكب أيضا، وبكفاءة وامكانيات تتجاوز قدرة الحكومات والدول، حتى الكبرى منها.
لذلك يدلي بيل غيتس بدلوه ويلتزم بمسؤولياته في تمويل أبحاث تواجه وباء كورونا، ثم يقوم مالك موقع أمازون بتخصيص مليارات الدولارات لشؤون صحية واجتماعية, هذه ليست أعمال خيرية، بل وجهة يتحمل من خلالها رأس المال المعولم نصيبه في إدارة سليمة للصحة الإنسانية.
على خط آخر تَظْهرُ العملات الإلكترونية ال (بت كونز وغيرها) كوسائل نقدية جديدة للتبادل التجاري وصرف الأموال من خارج سياقات سيطرة المصارف المركزية للدول, متجاوزة اعتبارات الحدود السيادية لحكومات العالم كافة.
وخلقت وتخلق وسائل التواصل الاجتماعي شبكة هائلة ضمت مختلف ارجاء المعمورة، تتعارف فيها الناس وتتواصل متبادلة الاخبار والمعلومات والافكار والصور والازياء والسلع والتجارة والعواطف والادب والشعر والرواية والفنون ووسائل المكياج والتجميل وصناعة الاطعمة والطبخ وامكنة السياحة ووسائل السفر والمتعة…الخ. بما يعولم المكان كقرية والزمان كوقت يتوازى.
نواجه مستقبلنا كبشر، امام تحديات جسام، لرفع مستوى القدرات العقلية لشباب الزمن الآتي؛ هل يتم ذلك عن طريق الهندسة الوراثية بإصطفاء جينات التفوق العقلي والذكاء الوراثي لعباقرة جيل الآباء، وتهجينها في أجنة معدلة!؟
أم يتم ذلك عبر زرع شريحة معالج في رأس كل طفل في سن التعلم!؟
على طريقة الفيزياء، العالم مكون من مزيج يحتوي مُرَكّبَانِ :
* الأول هياكل ونماذج صلبة منتشرةٍ في أرجاءِ الأرضِ ومُؤلفةٍ من كل بُنى السياسة والمال والاقتصاد والمَرافِقْ، التي بنيت في عهودِ الدُولِ القومية ؛ حركتُها بطيئةٌ وقدرتُها على المواءَمة والتكيّف ضعيفةٌ.
* الثاني مكوِّنٌ أخرَ سائلٌ او غازي، حركتُه سريعه وتحولاتُه وانتقالُه وتكيٓفُه مع كل جديد ممكنٌ ومؤكدٌ.
بموازاة التحول والانتقال بين نسقين قامت وتقوم مفاهيم ثقافية وفلسفية جديدة: منها على سبيل المثال لا الحصر ؤضع مسؤولية الحفاظ على سلامة الكوكب بأكمله، وعلى البيئة والتنوع البيولوجي والاعتماد على الطاقة المتجددة كمسائل باهمية كونية، حيث تعاظمت أهمية قمة المناخ، وحل مشكلة ثقب الاوزون وتخفيض انبعاثات الكربون والسعي الدولي للحفاظ على غابات الامازون….الخ
وسمت الى الاعلى حقوق الانسان الفرد، كحق يعلو على سيادة الدول الوطنية، وشرعت دول كثيرة، قوانين تولي محاكمها الوطنية صلاحية محاسبة من يرتكب جريمة حرب أو إبادة عرقية خارج حدودها وفي دولة اخرى، اضافة لآليات دولية لملاحقة جرائم غسل الاموال الناتجة عن الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والارهاب والبغاء والفساد المالي الخ…
بالعودة إلى كورونا ما الأثر الذي خلفته على انسياب الانتقال المتدفق بين النسقين؟
لا ينتمي فيروس كورونا كجسم مجهري الى نسق البنى الصلبة بطيئة الحركة الملتزمة حدود الدول، وقرارات حكوماتها السيادية، بل هو كائن طبيعته من سيولة العولمة، ولذلك لم يتوحد الكوكب مرة في تاريخه مثلما ظهر ك “قرية كورونية واحدة”، فاثار الجائحة لم تنحصر بان ازهقت ارواح أكثر من ربع مليون انسان، واحتجزت في منازلهم نصف سكان الارض، وخلفت خسائر اقتصادية لا يمكن معرفة حجمها وانعكاساتها، وطرحت اسئلة حرجة حول مسائل شائكة في سلم قيم مجتمعاتنا الانسانية واخلاقيات ممارساتنا؛ ك “شرعية تقييد حرية الانسان أو مراقبة سلوكه وحركته من اجل الحفاظ على صحته”، او ايلاء الجسم الطبي حق الاختيار بين من يتم انقاذ حياته بوضعه على جهاز تنفس طبي او من يرسل الى الموت دون اي مساعدة.
كتبت منال نحاس في موقع “اندبندت عربية” تصف دور الشركات المعولمة في مواجهة الجائحة؛
“القائمون على شركات الأدوية، بادروا إلى خطوات مجانية لضبط الوباء. فعلى سبيل المثل، قامت شركة “روش”، بتمويل ابتكار اختبارات عالية الدقة، أما “غوغل” فخصصت موقعاً يقدم توجيهات عن عوارض فيروس كورونا، وبدأت متاجر “وولمرت” إجراء فحوصات سريعة للفيروس في مواقف سيارات زبائنها العابرين، وتتولى مختبرات خاصة عملية تحليل الاختبارات هذه، وثمة سباق بين أكثر من 30 شركة دواء كبيرة، تسمى بيغ فارما، وشركات البيوتكنولوجيا، على إعداد علاج للفيروس ولقاح. وحين أعلن ترمب موافقة الـ”أف دي آي” للتوسل بالدواء المضاد للملاريا في جبه الكورونا، سارعت شركة “باير” الى التبرع بـ30 مليون حبة كلوروكين. وقدمت شركات الإنترنت مثل “كوكاست” و”فيريزون” اشتراكات مجانية ليبقى الأميركيين متصلين بالشبكة في الشهرين القادمين، ووفرت “آدوب” و”غوغل” أدوات التعليم عن بُعد للمدارس والجامعات والأهل. ولائحة الشركات تطول”…
وتضيف نحاس في مقطع آخر من مقالها ؛ “وعلى خلاف الدعوات إلى العودة عن العولمة والاعتماد على الموارد المحلية، بدا أن ارتفاع قيمة أسهم “أمازون” و”تيسلا” و”بروكتر أند غمبل” في البورصة مطلع مايو (أيار)، مؤشر إلى معالم عالم ما بعد كورونا: عالم أكثر عولمة واعتماداً على التكنولوجيا ترجح فيه كفة الكارتيلات. وسارعت “وول ستريت جورنل” إلى الاحتفاء بالعالم هذا مع ارتفاع أسهم شركات عمالقة الإنترنت في وقت رأت الاندبندنت أن العولمة لن تبقى على حالها بل ستتغير، وأبرز تغيير يطال، على قول هاميش ماكراي، قطاع السفر، وهو ركن العولمة. وتوقع أن ينخفض عدد الرحلات الجوية وألا يتعافى ويعود إلى سابق عهده”.
الجائحة واثارها ذهبت الى اعلان تحديات جديدة على مستويات متباينة؛
١_ انحدار صورة السياسيين وانحنائه امام الباحثين،
٢_ انهيار صورة الدول المتقدمة الكبرى وتبيان عجز بنيتها الصحية،
٣_ ارسال رجال الدين الى البطالة في اول مرة في التاريخ ،وهجرة الرجاء بشفاء من المرض من بهو بيوت الله الى انابيب المختبرات والمراويل البيضاء.
٤_ تواضع الجيوش والجنرالات امام الممرضات والاطباء، فالجائحة رفعت مستوى التحدي الى الحدود القصوى في مواجهة ادعاء حيازة اليقين و سلوك العنجهية ومنظومة كمال الخدمات الوطنية.
فالجائحة هزت هيبة الدول وحكوماتها، وافرغت البعد الغيبي ل “لحظة الموت” التي طالما استحوزتها في الوعي البشري، المؤسسات الدينية وهياكلها، وحولت زعماء الدول والسياسة الى مجموعة مهرجين يقولون ما لا يفهمون، ويصرحون بما لا يعرفون، وظهرت الجيوش والاسلحة وجنرلات الحروب، اجساما وهياكل لا فائدة منها، فيما شخصت عيون الملايين في الارض الى الجسم الطبي والصحي والى علماء المعامل المخبرية لايجاد حل ينقذ البشرية.
اضافة لكل ما تقدم، فقد ظهر جليا أمران متناقضان متلازمان؛ الحاجة الملحة لمرافق الدولة الوطنية ومؤسساتها الصحية، و خواء الانظمة الصحية هذه، وفشلها في مواجهة الوباء في اغلب الدول المتقدمة، وتم استعادة نقاش دام سنوات حول ضرورة دعم دور القطاع العام الصحي واجهزة الدولة من جهة بمواجهة النزوع الليبرالي الذي يفضل تكديس الثروة حيث الربحية الاعلى و يقلص الموارد الحكومية للقطاعات العامة وأجهزتها من جهة أخرى.
المعضلة تتلخص أن العولمة التي طالت انتاج السلع والمعرفة وحرية انتقال الرساميل والافراد واسواق العمل، لم تستطع لحينه، عولمة الصحة و الاستشفاء والطبابة، كما لم تستطع ان تعولم مناهج التعليم بجانِبَيْه، جانب التدريب على المهارات و الجانب الآخر المتضمن صياغة مفاهيم قيمية وثقافية.
نعم تعولم الفردُ كمبدعٍ، صانعِ إبتكار ومعرفة, وتعولمت ثمارُ أبحاثِه وربحيتها، على شكل ادوات تباعُ في كل الدنيا، أي تَعَوْلَم الانسان كمستهلك، وموضوعَ ربحٍ، أو كصانعٍ له، لكن عولمته ككائن بيولوجي، كما ككائن ثقافي يحمل وعياً إجتماعياً، بقيتا مقيدتين بقيد المكان وقيد الدولة وحدودها الوطنية وتقاليدها ومعتقداتها الثقافية، او بمؤسسة الرعاية التي تقدم له طبابته واستشفاءه وعنايته الصحية.
وتقف البشرية اليوم على مفترق الخيارات بين المزيد من العولمة باتجاه جعل الصحة والتعليم من ضرورات العولمة القادمة الصاعدة، او اعادة الاعتبار لدور الدولة الوطنية في مجالي الصحة والتعليم عبر اصلا ح وتطوير اجهزتها ومرافقها الصحية والتعليمية!؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى