حوار خاص مع الكاتب و المؤرخ احمد يوسف

حوار خاص مع الكاتب والمؤرخ احمد يوسف

أجرى الحوار: أ. رانيا ايوب
نستضيف في هذا اللقاء الكاتب والمؤرخ احمد يوسف أحد الاسماء العربية البارزة في الوسط الثقافي في اوروبا وصاحب مجموعة من الكتب التي اعادت قراءة العلاقة بين الشرق والغرب بلغة جديدة.
ـ كيف كانت بدايتك مع فرنسا؟
ـ وصلت الى فرنسا عام 1985 بعد نصائح متكررة من توفيق الحكيم ولويس عوض بان اكمل دراساتي العليا اعطاني الحكيم عنوان الدكتور انور لوقا وقال لي اذهب اليه سيساعدك سافرت دون خطة واضحة وعندما وصلت الى مدينة “اكس ان بروفانس “وجدته ينتظرني في محطة القطار وكانت لفته اثرت في كثيرا وشعرت معها ببداية مرحلة جديدة احببت المدينة لانها صغيرة وهادئة.
ـ وماذا عن مسارك الأكاديمي؟
ـ فتح لي الدكتور لوقا ابوابا كثيرة وواصلت الدراسة حتى حصلت على الدكتوراه في الادب المقارن كانت رسالتي طويلة واشاد بها الاساتذة ثم اختصرتها لاحقا وصدر منها كتاب بعنوان الولع الفرنسي بمصر وكان نجاح الكتاب نقطة تحول حقيقية في مسيرتي العلمية.

ـ كيف دخلت عالم الصحافة؟
ـ بعد صدور الكتاب الاول انضممت الى مؤسسة الاهرام مراسلا لها في باريس مع الاستاذ شريف الشوباشي وهذا العمل قربني من المثقفين والكتاب والدبلوماسيين وفتح امامي ابوابا كثيرة ثم اصدرت عددا من الكتب مثل كوكتو المصري والاسرار السبعة لمكتبة الاسكندرية وجاك شيراك والشرق وبونابرت ومحمد.
ـ كيف تختار عناوين كتبك؟
ـ العنوان مهم لكن العنوان الفرعي احيانا اهم لانه يجذب القارئ ويضيء جزءا مهما من موضوع الكتاب كما حدث في بعض اعمالي التي تناولت العلاقة بين الشرق والغرب وفي كتابي عن لوحة الفنان كوربيه ركزت على خلفية سياسية وتاريخية لا يعرفها كثيرون.
ـ كيف ترى المشهد الثقافي العربي حاليا؟
المشهد مرتبط بالحياة السياسية فعندما تتراجع الحرية يلجا الكاتب الى الرمزية كما فعل نجيب محفوظ ومعارض الكتب العربية اصبحت محطات مهمة لكنها تحتاج الى تنظيم جديد مع انتشار القراءة الرقمية والقارئ اليوم ينتظر وصول الكتاب اليه.
ـ هل تغيرت علاقة القارئ بالنص الطويل؟
ـ تغيرت جزئيا لكن النص الطويل، ما زال حاضرا في اوروبا حيث تطبع ملايين الكتب سنويا وتقام الاف المعارض حتى في القرى الصغيرة والكتاب هناك مناسبة اجتماعية قبل ان يكون حدثا ثقافيا.
ـ كتبت كتابا عن مكتشف حجر رشيد ماذا حدث بعد صدوره؟
ـ تناولت في الكتاب سيرة الضابط الذي اكتشف حجر رشيد وبعد صدوره لفت الانظار الى قريته “اورجليه “في منطقة” جورا “فقام اهل القرية بإنشاء معرض للكتاب ومكتب سياحي وبدأوا التفكير في خط قطار جديد وكانت تجربة جعلتني اشعر بان الكتاب قادر على تغيير مكان بأكمله.
ـ في مسرحيتك السلطان بونابرت ما الفكرة الأساسية؟
ـ المسرحية ليست اعادة تمثيل للحملة الفرنسية بل محاولة لفهمها من الداخل كنت ابحث علاقة نابليون بالاسلام وكيف حاول مخاطبة المصريين بلغتهم وثقافتهم وتقع الاحداث بعد مقتل ثلاث سيدات مصريات ويواجه بونابرت سؤالا اخلاقيا هل يعاقب جنوده ام يحمي جيشه ومن خلال شخصيات بونابرت وكليبر ومينو قدمت رؤى مختلفة لمصر.
ـ كيف كان صدى العرض الأخير؟
ـ قدم العرض في المسرح البلدي في مدينة فونتانبلو وكانت القاعة شبه ممتلئة وتفاعل الجمهور مع الاسئلة التي يطرحها النص وكتب بعض النقاد ان المسرحية تقدم الحملة الفرنسية كتجربة انسانية معقدة.
ـ ما اخر اعمالك عن نابليون والشرق؟
شاركت قبل أسبوعين في امسية فكرية في مدينة “تور” وكانت امسية مهمة وطرح الحضور اسئلة كثيرة حول علاقة نابليون بالاسلام وفهمه لهذه الديانة وحول علاقة الحملة الفرنسية ببدايات التوسع الاستعماري في القرن التاسع عشر وحتى اليوم ، وتحدثت عن الانجذاب الذي ظهر عند بعض العرب تجاه نابليون بعد رحيل القوات الفرنسية عام 1801 وهو موضوع لا يفهم الا عند النظر الى وضع مصر تحت الحكم العثماني وكتب العلماء المرافقون لنابليون عن دهشتهم من طاعة بعض العرب له وهذا الموضوع ما يزال يحرك فضولي ويدفعني للكتابة وقد تناولته في احد كتبي التي حصلت على جائزة مرموقة عام 2024.
ـ ماذا عن مشاريعك المقبلة؟
ـ اعمل على أكثر من فكرة بعضها بحثي وبعضها مسرحي وأفضل ان اتركها تنضج قبل الاعلان عنها وعندما تكتمل سأقدمها في الوقت المناسب.
ـ كلمة أخيرة؟
ـ اعيش دائما بين ثقافتين مصر التي شكلت بداياتي واوروبا التي ساعدتني على بناء مشروعي الفكري وما دمت قادرا على الكتابة سأواصل بناء جسر بينهما.



