مهرجان قرطاج.. عودة مبهرة و “تهبل” لصوفية صادق

مهرجان قرطاج..عودة مبهرة و”تهبل” لصوفية صادق

أ. سنيا البرينصي

“يا تونس”..بهذه الأغنية الوطنية الملهمة للتونسيين استهلت الفنانة صوفية صادق حفلها، ليلة أمس الأربعاء، على ركح مسرح مهرجان قرطاج الأثري بعد غياب طويل دام ثمانية أعوام في سهرة فنية ضخمة يمكن وصفها ب”ألف ليلة وليلة”، وبحضور إعلامي مكثف وجماهيري بالالاف غصت به مدارج قرطاج، إلى جانب حضور من أعلى مستوى من مسؤولي الدولة.

عرض “سيدتي” للفنانة صوفية صادق، ليلة أمس الأربعاء، يأتي احتفاء بالمرأة التونسية في عيدها الموافق ليوم 13 أوت من كل عام، ويندرج في إطار الدورة ال 59 لمهرجان قرطاج الدولي.

وافتتحت صوفية صادق حفلها بأغنية “يا تونس”, هذه الأغنية التي تتغنى وتحتفي بالوطن، والتي تعد ملهمة لجيلي التسعينات وبداية الألفية خصوصا، لترسم مع جمهورها لحظات باهرة من الحب والحماس والهيبة، ليتوحدا معا في حضرة الوطن، وخارقة هي تلك المشاعر التي تندلع وتتفجر عندما نكون في حضرة الوطن.

كما غنت صوفية صادق كوكتيلا وطنيا على رأسه رائعتها “أقسمت بالوطن” و“تونس بلد النصر”، “مهد الله”، “يا بلادي أنت شمس”, وغيرها.

وأبدعت الفنانة صوفية صادق في الفقرة الخاصة بالأغنية التونسية التي جمعتها بعازف الكمان بشير السالمي، وسط هتافات كبيرة وتصفيق حار من الجمهور، من ذلك “يا بنية العرجون” و “خاني و بدلني” و”اه ودعوني” و “اليف يا سلطاني”.

صوفية صادق التي تعود من بعيد، وبعد غياب إلى مهرجان قرطاج الدولي، حافظت على حضورها الراقي والأنيق المعتاد مظهرا وأداء، وصوتها الكلثومي القوي والصادح، بأجمل وأشهر أغانيها، مثل “تعرفني نموت عليك” و “يهبل” (أغنيتان طالب بهما الجمهور مرارا تكرارا واستجابت صوفية) و”ضيعت العمر ليالي” و “يا ليل ياما سهرت فيك نفكر” و “أنا عاشقة” وغيرها.

كما غنت صوفية صادق “وتحلى الليالي ويحلى السهر” و”عشقتك” و “مراسيلي”, بالإضافة إلى تنويعات غنائية تونسية من رصيدها فجاءت “يا لالات”, و “راني حرت معاك”، وغيرها.

الفنانة صوفية صادق غنت كذلك للشيخ إمام رائعته “شيد قصورك”، ولفلسطين ” القدس تصيح” و “استيقظي يا أمتي”، كما غنت لأم كلثوم رائعة “أغدا ألقاك”، وأيضا “بعيد عنك” و “الحب كله”، لتختتم الحفل بعود على بدء نحو الوطن بأغنية “يا تونس”، في رسالة تشي بأن الوطن هو نقطة البدء ونقطة المنتهى، وما بينهما يكون الحب والانتماء في شكل أغنية وفاء تعانق المدى.

في المحصلة، قدمت صوفية صادق عرضا فنيا يعد من أكبر وأجمل عروض الدورة الحالية، وفيه أثبتت صوفية أن الغياب، لسبب أو لاخر، لا يغيب الكبار قيمة فنية، والكبار جمهورا، لأن أمثال هؤلاء ببساطة أكبر من الغياب.