وداعا فاضل الجزيري عميد المسرح التونسي وفارس الإبداع

وداعًا فاضل الجزيري عميد المسرح التونسي وفارس الإبداع

أ. رجاء السنوسي

فقدت الساحة الثقافية والفنية التونسية صباح اليوم 11 أوت 2025 واحدًا من أعمدة المسرح والسينما في تونس والعالم العربي المخرج والمسرحي القدير فاضل الجزيري الذي مثّل عبر عقود طويلة رمزًا للابتكار والعمق الفني وبصمة لا تُمحى في إثراء التراث الموسيقي والثقافي الوطني.

ولد الجزيري في عام 1948 بالعاصمة تونس ونشأ في بيئة مثقفة شكّلت له قاعدة متينة للانطلاق في مجال الفن منذ بداياته كان مسرح المدرسة الصادقية محطة انطلاقه نحو عالم الإبداع حيث انخرط في الحركة المسرحية وأكمل دراسته في لندن ليصقل مهاراته الفنية

كان الجزيري من المؤسسين الأساسيين لمسرح الجنوب في قفصة عام 1972 ولاحقًا لمسرح الجديد عام 1976 حيث ساهم مع رفاقه في تقديم أعمال مسرحية ثورية تناولت قضايا المجتمع واحتفت بالتراث ما جعله من أبرز المبدعين في تونس وامتدت رؤيته لتشمل إحياء التراث الموسيقي الصوفي والشعبي عبر عروض ضخمة كالـ”النوبة” و”الحضرة” التي أعادت للفن الروحي بريقه وأصالته.

على صعيد السينما ترك بصمته من خلال أفلام مثل “ثلاثون” 2007 الذي رسم مسيرة رموز تونسية خالدة مؤكدًا على دوره كمخرج واعٍ ومؤرخ فني كما أسس مركز الفنون بجربة في 2022 معززًا دعم الفنون والابتكار في الجهات الداخلية مواصلًا رسالته في تنمية المشهد الثقافي الوطني

كان آخر ظهور فني له من خلال عرض “جرانتي العزيزة” في مهرجان الحمامات الدولي مشهدًا أخرجه بروح حية شاهداً على استمرار عطائه حتى آخر لحظات حياته

تقديرًا لعطاءه الفني الثري نال وسام الاستحقاق الثقافي وكان طوال مسيرته فنانًا ملتزمًا جمع بين الإبداع والرسالة الاجتماعية ليترك إرثًا لا ينسى في تاريخ الفن التونسي

رحم الله فاضل الجزيري وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان