حرب الاثني عشر يوما: التصادم العسكري بين إسرائيل وإيران و تداعياته الاستراتيجية
تقرير شامل عن الأحداث العسكرية والتحليلات الدولية والدروس المستفادة

حرب الاثني عشر يوماً:
التصادم العسكري بين إسرائيل وإيران وتداعياته الاستراتيجية
تقرير شامل عن الأحداث العسكرية والتحليلات الدولية و الدروس المستفادة
د. محمد بن أحمد المرواني
الملخص التنفيذي
شهدت منطقة الشرق الأوسط في الفترة من 13 إلى 24 يونيو 2025 أحد أخطر التصعيدات العسكرية في تاريخها الحديث، حيث اندلعت حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران استمرت اثني عشر يوماً، وانتهت بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وقصف المنشآت النووية الإيرانية.
بدأت الحرب بضربة إسرائيلية استباقية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو، مما أدى إلى مقتل أكثر من 220 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين في إيران. ردت إيران بإطلاق مئات الصواريخ البالستية على الأراضي الإسرائيلية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 إسرائيلياً وأضرار واسعة في الممتلكات.
تصاعدت الأحداث بشكل خطير عندما تدخلت الولايات المتحدة في 22 يونيو بقصف جوي مكثف للمنشآت النووية الإيرانية، مما أجبر الطرفين على قبول وقف إطلاق النار في 24 يونيو. أثارت هذه الحرب ذعراً واسعاً في دول الخليج العربي، خاصة مع المخاوف من استهداف مفاعل بوشهر النووي والتلوث الإشعاعي المحتمل، رغم أن هذه المخاوف كانت نتيجة سوء فهم عام لطبيعة الأهداف الاستراتيجية الإسرائيلية وطبيعة مفاعل بوشهر.
كما كشفت الحرب عن تحولات جيوسياسية مهمة في المواقف الدولية، حيث دعمت الصين وروسيا إيران دبلوماسياً، بينما وقفت باكستان إلى جانب إيران رغم علاقاتها المعقدة مع الولايات المتحدة.
المقدمة والسياق التاريخي
تأتي حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران في سياق تصاعد التوترات الإقليمية التي بدأت منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في عهد الرئيس دونالد ترامب الأول. شهدت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية تدهوراً مستمراً منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، لكن التوترات وصلت إلى ذروتها مع تطوير إيران لبرنامجها النووي وتعزيز قدراتها الصاروخية البالستية.
كانت إسرائيل قد هددت مراراً بشن ضربة عسكرية استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية، بينما أكدت إيران أن برنامجها النووي سلمي بحت. ازدادت حدة التوترات بشكل كبير في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023 في غزة، حيث اتهمت إسرائيل إيران بدعم حماس وتزويدها بالأسلحة والتدريب.
كما شهدت المنطقة سلسلة من الاغتيالات والهجمات المتبادلة، بما في ذلك اغتيال علماء نوويين إيرانيين وهجمات على سفن إسرائيلية في الخليج العربي. في هذا السياق المتوتر، جاءت الضربة الإسرائيلية في 13 يونيو 2025 لتشعل فتيل حرب مباشرة بين القوتين الإقليميتين لأول مرة في التاريخ الحديث.
التسلسل الزمني للأحداث العسكرية
اليوم الأول – 13 يونيو 2025: الضربة الإسرائيلية الاستباقية
بدأت الحرب في الساعات الأولى من فجر 13 يونيو 2025، عندما شنت إسرائيل ضربة جوية واسعة النطاق استهدفت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية. استخدمت إسرائيل في هذه العملية، التي أطلقت عليها اسم “عملية الأسد الصاعد”، مقاتلات من طراز F-35 Lightning II وF-16 Fighting Falcon، بالإضافة إلى صواريخ كروز بعيدة المدى.
استهدفت الضربات الأولى منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، ومنشآت أصفهان النووية، ومراكز البحث النووي في كرج. وفقاً للتقارير الإسرائيلية، نجحت العملية في تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية النووية الإيرانية، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومخازن اليورانيوم المخصب. لم تستهدف إسرائيل مفاعل بوشهر النووي، رغم الإعلانات الإسرائيلية المبدئية الخاطئة في بداية الحرب، والتي تم تصحيحها لاحقاً.
أسفرت الضربة الأولى عن مقتل أكثر من 220 شخصاً، بينهم علماء نوويون وفنيون، وإصابة أكثر من ألف آخرين. كما استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية أخرى، بما في ذلك قواعد الصواريخ البالستية ومراكز القيادة والسيطرة.
الأيام 2-4 (14-16 يونيو): الرد الإيراني الأولي
ردت إيران بقوة على الضربة الإسرائيلية، حيث أطلقت في 14 يونيو أكثر من 150 صاروخاً بالستياً من طرازات مختلفة، بما في ذلك صواريخ Shahab-3 وKhorramshahr وZolfaghar. استهدفت الصواريخ الإيرانية مدناً إسرائيلية رئيسية، بما في ذلك تل أبيب وحيفا والقدس، بالإضافة إلى قواعد عسكرية استراتيجية.
نجحت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وخاصة نظام Iron Dome ونظام David’s Sling، في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، لكن بعضها تمكن من الوصول إلى أهدافه. أسفرت الهجمات الإيرانية الأولى عن مقتل 12 إسرائيلياً وإصابة العشرات، بالإضافة إلى أضرار في البنية التحتية المدنية.
في 15 يونيو، شنت إسرائيل ضربة انتقامية استهدفت منشآت عسكرية إيرانية إضافية، بما في ذلك مصانع الصواريخ ومراكز البحث والتطوير العسكري.
الأيام 5-8 (17-20 يونيو): التصعيد المتبادل
شهدت هذه الفترة تصعيداً خطيراً في وتيرة الهجمات المتبادلة، حيث أطلقت إيران موجات إضافية من الصواريخ البالستية، بينما كثفت إسرائيل من غاراتها الجوية. في 18 يونيو، استخدمت إيران لأول مرة صواريخ Hypersonic متقدمة، مما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط العسكرية الإسرائيلية والأمريكية.
كما بدأت إيران في استخدام طائرات مسيرة انتحارية من طراز Shahed-136 بأعداد كبيرة، مما أجهد أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. ردت إسرائيل بتوسيع نطاق أهدافها لتشمل البنية التحتية المدنية الإيرانية، بما في ذلك محطات الطاقة ومصافي النفط.
في 19 يونيو، شنت إسرائيل هجوماً واسعاً على ميناء بندر عباس الاستراتيجي، استهدف الميناء والقدرات البحرية الإيرانية بهدف تعطيل وتقليل القدرات الإيرانية في منطقة الخليج. كان هذا الهجوم، في التحليل الشخصي، بالترتيب مع الولايات المتحدة كعملية استباقية لتجهيز الأرضية لضرب الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية، والقصد تقليل القدرة الإيرانية في جنوب البلاد وعلى سواحل البلاد كنوع من تقليل قدرة إيران على إلحاق الضرر بالقوات والقواعد الأمريكية في المنطقة. هذا يبين التصور الذكي لتحليلات القادة الإسرائيليين والأمريكيين عن حدود ردة الفعل الإيرانية، مع أن هذه الهواجس والإجراءات تعتبر إجراءات سديدة في التخطيط العسكري الواقعي.
الأيام 9-11 (21-23 يونيو): ذروة التصعيد
وصلت الحرب إلى ذروتها في هذه الفترة، حيث أطلقت إيران أكبر موجة صاروخية في تاريخها، شملت أكثر من 200 صاروخ باليستي في يوم واحد. استهدفت هذه الموجة مطار بن غوريون الدولي ومحطة ديمونا النووية، مما أثار مخاوف من تسرب إشعاعي.
نجحت بعض الصواريخ الإيرانية في اختراق الدفاعات الإسرائيلية وإصابة أهداف حساسة، مما أدى إلى مقتل 17 إسرائيلياً إضافياً. ردت إسرائيل بشن أكبر عملية جوية في تاريخها ضد إيران، شملت أكثر من 100 طائرة حربية واستهدفت مئات الأهداف في جميع أنحاء إيران.
في 22 يونيو، هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز من خلال تصويت البرلمان الإيراني على الموافقة على إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، إلا أن هذا القرار لا يدخل حيز التنفيذ بموجب القانون الإيراني إلا بعد اعتماده من مجلس أعلى وأكثر تخصصاً وموافقة المرشد الأعلى، وهو ما لم يحصل لأن مثل هذا الأمر يعتبر إجراءً غير مدروس قد يجر الدمار والتحالفات الدولية ضد إيران. مما أثار قلقاً دولياً واسعاً حول إمدادات النفط العالمية.
اليوم الثاني عشر – 24 يونيو: التدخل الأمريكي ووقف إطلاق النار
في تطور مفاجئ، تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في 22 يونيو بقصف جوي مكثف للمنشآت النووية الإيرانية المتبقية. استخدمت القوات الأمريكية القاذفات الاستراتيجية الشبحية B-2 لقصف الأهداف، واستخدمت مقاتلات الاعتراض الشبحية F-22 رابتر، واستخدمت المقاتلة متعددة المهام F-35 لايتنينغ 2، بالإضافة إلى صواريخ كروز من طراز Tomahawk. كما شاركت في العملية مقاتلات من الجيل الرابع المتطور، والتي دخلت إلى العملية العسكرية بعد قيام القاذفات الاستراتيجية والغواصات الأمريكية بقصف الأهداف وليس تزامناً مع عملية القصف الرئيسية.
أسفر القصف الأمريكي عن تدمير شبه كامل للبرنامج النووي الإيراني، وفقاً لتقارير المخابرات الأمريكية. تحت ضغط التدخل الأمريكي والخسائر الفادحة، وافقت إيران وإسرائيل على وقف إطلاق النار في 24 يونيو، منهية بذلك حرب الاثني عشر يوماً.
التحليل العسكري والتكتيكي
القدرات العسكرية المستخدمة
الجانب الإسرائيلي
استخدمت إسرائيل في هذه الحرب أحدث ما لديها من تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك المقاتلة الشبحية F-35 والمقاتلات متعددة المهام F-16 والطائرة F-15 التي تتمتع بقدرات متقدمة. كما اعتمدت على صواريخ كروز بعيدة المدى من طراز Delilah وPopeye، والتي تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية بفعالية عالية.
لعبت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وخاصة Iron Dome وDavid’s Sling وArrow، دوراً حاسماً في حماية الأراضي الإسرائيلية من الهجمات الصاروخية الإيرانية. استخدمت إسرائيل أيضاً تقنيات الحرب الإلكترونية المتقدمة لتعطيل أنظمة الاتصالات والرادار الإيرانية.
الجانب الإيراني
اعتمدت إيران بشكل أساسي على ترسانتها الصاروخية البالستية الواسعة، والتي تضم مئات الصواريخ من مختلف الأنواع والمديات. استخدمت إيران صواريخ Shahab-3 وKhorramshahr وZolfaghar، بالإضافة إلى صواريخ Hypersonic متقدمة لأول مرة في صراع حقيقي.
كما اعتمدت على طائرات مسيرة انتحارية من طراز Shahed-136 بأعداد كبيرة، في محاولة لإرهاق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. أحد نقاط القوة الإيرانية هو الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار مما أرهق الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مما أدى بإسرائيل إلى طلب المساعدة من العديد من الدول الحليفة للمساعدة في التصدي لهذه الهجمات، خاصة مع وجود قواعد عسكرية أمريكية على طريق المسيرات. كما قامت الولايات المتحدة بإرسال بعض القطع البحرية قبالة سواحل إسرائيل للمساهمة في التصدي لهذه الهجمات بشكل خاص. لعبت القوات البحرية الإيرانية دوراً في تهديد الملاحة في الخليج العربي، خاصة في مضيق هرمز الاستراتيجي.
تقييم الأداء العسكري
نقاط القوة الإسرائيلية
تفوقت إسرائيل في مجال التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، خاصة في أنظمة الدفاع الجوي والطيران الحربي. نجحت في تحقيق المفاجأة التكتيكية في الضربة الأولى، مما مكنها من تدمير أجزاء كبيرة من البرنامج النووي الإيراني. أظهرت قدرة عالية على التنسيق مع القوات الأمريكية، مما عزز من فعالية العمليات العسكرية.
نقاط القوة الإيرانية
أظهرت إيران قدرة على الصمود والاستمرار في القتال رغم الضربات المدمرة لبنيتها التحتية. نجحت في إطلاق مئات الصواريخ البالستية، مما أثبت قدرتها على الرد حتى تحت الضغط العسكري الشديد. استخدمت تكتيكات الحرب غير المتماثلة بفعالية، خاصة في استخدام الطائرات المسيرة والتهديد بإغلاق مضيق هرمز.
الخسائر والإنجازات من كلا الطرفين
الخسائر الإيرانية
الخسائر البشرية
أكثر من 627 قتيلاً وفقاً لوزارة الصحة الإيرانية، وأكثر من 4,870 جريحاً. شملت الخسائر مقتل عشرات العلماء النوويين والفنيين المتخصصين، بالإضافة إلى كبار المسؤولين العسكريين والنوويين في الضربة الافتتاحية.
الخسائر المادية والاستراتيجية
تدمير شبه كامل للبرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك تدمير منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم ومنشآت أصفهان النووية ومراكز البحث النووي في كرج. مفاعل بوشهر لم يتضرر إطلاقاً ولم يُهاجم، وكان الإعلان الإسرائيلي المبدئي في بداية الحرب خاطئاً وأوضحت إسرائيل ذلك لاحقاً. شملت الخسائر تدمير مئات أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ومخازن اليورانيوم المخصب، وأضرار واسعة في البنية التحتية العسكرية.
تدمير مصانع الصواريخ ومراكز البحث والتطوير، وأضرار في ميناء بندر عباس الاستراتيجي، بالإضافة إلى تدمير محطات طاقة ومصافي نفط.
الخسائر الإسرائيلية
الخسائر البشرية
29 قتيلاً إسرائيلياً وفقاً للإحصائيات الرسمية، والمئات من الجرحى، بالإضافة إلى 7 جنود قُتلوا في غزة خلال فترة الحرب.
الخسائر المادية
أضرار واسعة في الممتلكات المدنية والبنية التحتية، وتكلفة عالية لتشغيل أنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى أضرار اقتصادية بسبب توقف الأنشطة المدنية.
الإنجازات الإسرائيلية
الإنجازات الاستراتيجية
تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل شبه كامل، وإضعاف كبير لقدرات إيران الصاروخية البالستية، وتدمير الصناعة العسكرية الإيرانية، وتحقيق الردع الاستراتيجي ضد إيران. نجاح إسرائيل في اختراق الداخل الإيراني وتمكنها من بناء وحدات عسكرية تابعة للموساد، حيث تمكنت هذه الخلايا من تجميع وتصنيع الطائرات المسيرة في داخل إيران والتي ساهمت في الكثير من عمليات الاستهداف الأولى وكذلك استهداف الشخصيات الهامة العسكرية والعلمية.
الإنجازات التكتيكية
نجاح أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، وتحقيق المفاجأة في الضربة الأولى، والتنسيق الفعال مع القوات الأمريكية، والحفاظ على التفوق الجوي طوال فترة الحرب.
الإنجازات الإيرانية
الإنجازات الاستراتيجية
إثبات القدرة على الرد العسكري رغم الضربات المدمرة، وإظهار قدرة صاروخية كبيرة تمكنت من الوصول إلى أهداف إسرائيلية حساسة، والحفاظ على التماسك الداخلي رغم الضغوط العسكرية. الصمود والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة والقتال تحت التفوق الجوي المعادي والقدرة على الصمود وعدم انهيار السلسلة القيادية الهرمية رغم استهداف العديد من كبار القادة من قبل إسرائيل والصمود ومواصلة القتال والرد وإيجاع العدو.
الإنجازات التكتيكية
نجاح بعض الصواريخ في اختراق الدفاعات الإسرائيلية، واستخدام فعال للطائرات المسيرة، وتهديد فعال لمضيق هرمز مما أثار قلقاً دولياً واسعاً.
التحليلات الدولية
التحليلات الأمريكية والأوروبية
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)
يرى خبراء CSIS أن الحرب كشفت عن تحديات جديدة للاستقرار الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط. أكد التحليل أن إيران فشلت في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، بينما نجحت إسرائيل في تدمير التهديد النووي الإيراني. حذر الخبراء من أن الحرب قد تدفع إيران للبحث عن بدائل أخرى لتطوير قدراتها العسكرية، بما في ذلك التعاون مع روسيا والصين. أشار التحليل إلى أن التدخل الأمريكي كان حاسماً في إنهاء الصراع ومنع تصعيده إلى حرب إقليمية أوسع.
مؤسسة RAND Corporation
أكد خبراء RAND أن الحرب أظهرت أهمية التكنولوجيا المتقدمة في الصراعات الحديثة. أشاروا إلى أن نجاح أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية يؤكد على أهمية الاستثمار في تقنيات الدفاع المتقدمة. حذروا من أن إيران قد تسعى لتطوير قدرات جديدة للتعامل مع التفوق التكنولوجي الإسرائيلي. أكدوا على أن الحرب ستؤثر على توازن القوى في المنطقة لسنوات قادمة.
معهد دراسة الحرب (ISW)
أشار تحليل ISW إلى أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية ألحقت أضراراً جسيمة بمنشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم. أكد التقرير أن البرنامج النووي الإيراني تعرض لانتكاسة كبيرة ستحتاج سنوات لإصلاحها. حذر من أن إيران قد تسعى للانتقام من خلال وكلائها في المنطقة. أشار إلى أن النظام الإيراني يعطي الأولوية الآن لأمن النظام في أعقاب الحرب.
التحليلات الصينية
صحيفة Global Times
دعت الصين إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف جميع الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران. أكدت على ضرورة حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات السلمية. انتقدت التدخل الأمريكي ووصفته بأنه يزيد من تعقيد الوضع في المنطقة. دعت المجتمع الدولي للعمل معاً لمنع تصعيد الصراع إلى حرب إقليمية أوسع.
أعربت عن قلقها من تأثير الحرب على أسعار النفط والاقتصاد العالمي. أكدت على أهمية الحفاظ على استقرار منطقة الخليج العربي لضمان أمن الطاقة العالمي.
التحليلات الروسية
معهد دراسة الحرب – التقرير الخاص
أدانت روسيا بشدة الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية. وصفت موسكو التدخل الأمريكي بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي”. أعربت عن قلقها من التداعيات البيئية للضربات على المنشآت النووية. دعت إلى تحقيق دولي في الضربات الأمريكية والإسرائيلية.
أكدت على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. حذرت من أن مثل هذه الأعمال تهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
التحليلات الباكستانية
الموقف الرسمي الباكستاني
أدانت باكستان الضربات الإسرائيلية ووصفتها بأنها “انتهاكات لسيادة إيران الإقليمية”. وصفت وزارة الخارجية الباكستانية الضربات بـ”الاستفزازات الصارخة”. دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤولية دعم القانون الدولي ووقف العدوان. عرضت باكستان الوساطة لإنهاء الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل. أغلقت باكستان خمسة معابر حدودية مع إيران لأسباب أمنية.
المخاوف الأمنية الباكستانية
عبر خبراء باكستانيون عن قلقهم من تأثير الحرب على استقرار منطقة بلوشستان. حذروا من احتمال تدفق مقاتلين من الجماعات المسلحة عبر الحدود الباكستانية الإيرانية. أكدوا على ضرورة تجنب تكرار أزمة اللاجئين الأفغان. أشاروا إلى التحديات الأمنية في منطقة بلوشستان الغنية بالموارد الطبيعية.
التحليلات الإسرائيلية
تصريحات المسؤولين الإسرائيليين
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تحقيق “انتصار تاريخي” في الصراع الذي استمر اثني عشر يوماً. تعهد نتنياهو بإحباط “أي محاولة” من إيران لإعادة بناء قدراتها النووية والعسكرية. وصف النتائج بأنها “ستقف للأجيال القادمة” وتضمن أمن إسرائيل على المدى الطويل.
أكد مدير الموساد ديفيد بارنيا أن حرب الاثني عشر يوماً ألحقت أضراراً بإيران أكثر مما توقعته إسرائيل. أشار بارنيا إلى أن “التهديد الإيراني” تم تحييده بشكل كبير من خلال العمليات العسكرية.
التقييم الإسرائيلي للإنجازات
يرى المحللون الإسرائيليون أن الحرب حققت هدفين استراتيجيين رئيسيين: إضعاف كبير لقدرات إيران الصاروخية البالستية والنووية. أكدوا أن إسرائيل نجحت في إضعاف البرنامج النووي الإيراني وقدرات الإطلاق والصناعة العسكرية والأصول الاستراتيجية الأخرى.
أشاروا إلى أن العملية التي أطلق عليها “عملية الأسد الصاعد” قد تفوق الانتصارات الإسرائيلية السابقة في تأثيرها الاستراتيجي. أكدوا أن إيران أطلقت حوالي 500 صاروخ باليستي على إسرائيل خلال الاثني عشر يوماً، لكن قُتل 29 إسرائيلياً فقط، مما يؤكد فعالية أنظمة الدفاع الجوي.
التحليلات الإيرانية
تقييم الخبراء للوضع الإيراني
يرى الخبراء أن إيران تواجه الآن خياراً حاسماً: التخلي عن عقيدة العداء للولايات المتحدة وإسرائيل التي استمرت عقوداً، أو المضاعفة والمخاطرة بالانهيار. أكد أليكس فاتانكا من معهد الشرق الأوسط أن “رؤية علي خامنئي للعالم هي في صميم سبب انتهائنا في هذا الصراع”.
أشار إلى أن سياسات المتشددين وإظهار القوة وامتلاك الصواريخ البالستية جلبت هذه الكارثة على إيران. أكد أن الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة كانت تُباع كشيء يحدث خارج حدود إيران، لكنها “فجأة كانت تحدث على الأراضي الإيرانية”.
التحديات الداخلية الإيرانية
يتوقع آفي ميلاميد، المسؤول الاستخباراتي الإسرائيلي السابق، “موجات ارتدادية كبيرة داخل هيكل النظام الإيراني”. أشار إلى احتمالية حدوث “تغيير داخل النظام، وليس تغيير النظام”، لكن هذا التغيير قد يؤدي في النهاية إلى تغيير النظام نفسه.
حذر كامران ماتين من جامعة ساسكس من أن “التنازلات التي ستُجبر إيران على تقديمها تتجاوز القيود السياسية الأيديولوجية للقيادة الحالية”. أشار إلى أن خامنئي “أُجبر على تناقض نفسه في مسائل رئيسية للأمن القومي بشكل متكرر منذ 7 أكتوبر”.
مخاطر القمع الداخلي
حذر الخبراء من أن النظام الإيراني قد يسعى لتخفيف إذلاله من خلال تكثيف قمع المعارضين. أشاروا إلى احتمالية تكرار الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين كما حدث في عام 1988. أكدوا أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤدي لاحتجاجات واسعة وتدفع الجمهورية الإسلامية نحو الانهيار.
أشاروا إلى أن النظام الإيراني يعطي الأولوية الآن لأمن النظام، حيث اعتقل مئات الإيرانيين وأعدم محمد أمين مهدوي شايسته بتهمة التجسس لإسرائيل.
الذعر في دول الخليج العربي
المخاوف من التلوث الإشعاعي
شهدت دول الخليج العربي حالة من الذعر والقلق الشديد خلال حرب الاثني عشر يوماً، خاصة مع استهداف المنشآت النووية الإيرانية. أثارت الضربات على مفاعل بوشهر النووي مخاوف واسعة من احتمالية حدوث تسرب إشعاعي يؤثر على دول الخليج المجاورة.
طالبت دول مجلس التعاون الخليجي بتقييم عاجل للوضع الإشعاعي في المنطقة وإجراءات احترازية لحماية مواطنيها. تم تفعيل خطط الطوارئ في عدة دول خليجية، بما في ذلك توزيع أقراص اليود على المواطنين في المناطق الساحلية.
التأثير على الملاحة والتجارة
أدى تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط وتعطيل حركة الملاحة في الخليج العربي. تضررت التجارة الخليجية بشكل كبير، حيث تم تأجيل أو إلغاء العديد من الشحنات التجارية. اضطرت شركات الطيران الخليجية لتغيير مساراتها لتجنب المجال الجوي الإيراني والمناطق المتضررة من القتال. تأثرت أسواق المال الخليجية سلباً، حيث شهدت انخفاضاً حاداً في قيم الأسهم والاستثمارات.
الإجراءات الاحترازية
اتخذت دول الخليج إجراءات احترازية مشددة، بما في ذلك إجلاء مواطنيها من إيران والمناطق المتضررة. تم تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في دول الخليج تحسباً لأي هجمات إيرانية محتملة. أعلنت عدة دول خليجية حالة التأهب القصوى في قواتها المسلحة. تم تفعيل مراكز الأزمات والطوارئ في جميع دول مجلس التعاون الخليجي.
فشل التوقعات العالمية: عندما أخطأ كبار الخبراء في قراءة المشهد الاستراتيجي
التوقعات الكارثية التي لم تتحقق
بينما كانت المنطقة والعالم يترقبون بقلق بالغ تطورات حرب الأيام الاثني عشر بين إسرائيل وإيران، سادت حالة من الذعر والتكهنات الخاطئة بين كبار المحللين والخبراء الاستراتيجيين والسياسيين حول العالم. على النقيض تماماً، أثبتت تحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني في مجلة “كل العرب” بصيرة استثنائية ودقة في التنبؤ بالمسار الفعلي للأحداث، متجاوزة بذلك توقعات العديد من الشخصيات والمؤسسات المرموقة.
قبل وأثناء الأيام الأولى من الصراع، ذهب العديد من الخبراء والسياسيين إلى القول بأن هذه الحرب قد تكون بداية لحرب نووية، أو أنها ستؤدي إلى دمار عظيم في المنطقة، أو انهيار الاقتصاد العالمي بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات غير مسبوقة وانقطاع إمدادات النفط من الخليج. هذه التوقعات، التي كانت سائدة في الأوساط التحليلية والسياسية، جاءت على النحو التالي:
توقعات أسعار النفط المرتفعة وانقطاع الإمدادات
الخبراء الاقتصاديون والمؤسسات المالية
دانييل يرغن، الخبير الاقتصادي ومؤرخ النفط المرموق، أشار إلى أن التطورات في الصراع ستكون “حاسمة لأسواق الطاقة العالمية”، مما يعكس قلقه من تأثير كبير على الأسعار. هذا التصريح جاء في سياق توقعات واسعة بارتفاع حاد في أسعار النفط نتيجة للصراع.
مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، الشركة الاستشارية العالمية الرائدة في مجال التوقعات والتحليلات الاقتصادية، قدمت سيناريوهات متعددة، كان أسوأها يتوقع ارتفاع سعر خام برنت إلى 130 دولاراً للبرميل في حال إغلاق مضيق هرمز، مع توقعات أخرى بوصول السعر إلى 75 دولاراً في حال تراجع الإنتاج الإيراني أو 90 دولاراً في حال الوقف الكامل للصادرات الإيرانية.
بنك جي بي مورغان، أحد أكبر البنوك الاستثمارية والخدمات المالية في العالم، توقع إمكانية وصول سعر برميل النفط إلى 150 دولاراً. كما أشار اقتصاديون من البنك إلى أن الاقتصادين الأمريكي والعالمي “من المتوقع أن يستوعبا صدمات متعددة هذا العام”، معتبرين حرب الشرق الأوسط إحدى أبرز هذه الصدمات.
عبد الصمد ملاوي، الأستاذ الباحث والخبير الدولي في تكنولوجيا الطاقة، صرح بأن “أسعار البرميل ستقفز سريعاً إذا استمرت الحرب، ومن المحتمل أن تبلغ نطاق 100 حتى 120 دولاراً للبرميل”. هذا التوقع جاء في سياق تحليله للتأثيرات المحتملة للصراع على أسواق الطاقة العالمية.
نهاد إسماعيل، الخبير في اقتصاديات الطاقة، وصف إغلاق مضيق هرمز بأنه “سيناريو كارثي للاقتصاد العالمي والإقليمي”، مشيراً إلى أنه “حتى إذا ارتفع سعر برميل النفط إلى 200 دولار فلن تستفيد منه دول أوبك الخليجية بسبب عدم إمكانية التصدير”. هذا التصريح يعكس المخاوف الشديدة من التأثيرات الكارثية المحتملة للصراع.
الدكتور صادق الركابي، مدير البحوث الاقتصادية بالمركز العالمي للدراسات التنموية بلندن، أكد أن آثار تلغيم أو إغلاق مضيق هرمز ستكون “كارثية وسيمثل إعلاناً عن بداية مرحلة جديدة في الاقتصاد العالمي عنوانها: أمن الطاقة”. هذا التحليل يؤكد على الطبيعة الاستراتيجية للمخاوف المتعلقة بأمن الطاقة.
شركة بانميور ليبروم، شركة الوساطة والاستشارات المالية، توقعت ارتفاع أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل في حال استهداف إسرائيل لمنشآت التصدير الإيرانية أو تعطيل طهران لحركة الشحن في الخليج.
آرت هوغان، كبير محللي السوق لدى بي.رايلي ويلث، صرح بأنه “إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني، فعندها ستنتبه الأسواق وتتحرك”. هذا التصريح يعكس التوقعات بتأثير كبير على الأسواق العالمية.
توقعات الانهيار الاقتصادي والركود العالمي
الخبراء الاقتصاديون والمحللون
الدكتور هاني قداح، الخبير الاقتصادي، حذر من أن استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران “سيُحدث تحولات عميقة في المشهد الاقتصادي العالمي”، وتوقع “انكماشاً في نمو الاقتصاد العالمي إلى أقل من 2% خلال العام المقبل”. هذا التوقع يشير إلى مخاوف من ركود اقتصادي عالمي.
ناصر السعيدي، رئيس شركة ناصر السعيدي وشركاه والخبير الاقتصادي المرموق، نبه إلى “الكلفة الاقتصادية والعسكرية المباشرة” للحرب، وتأثيرها على أسعار النفط والتضخم، محذراً من “اضطرابات النقل والسياحة واللوجستيات” و”هروب الرساميل”. هذا التحليل يعكس المخاوف الواسعة من التداعيات الاقتصادية الشاملة.
الميادين، الشبكة الإعلامية العربية، أشارت إلى أن “خبراء يحذرون من ركود عالمي حال اشتداد الصراع في الشرق الأوسط”. هذا التحذير يعكس الإجماع الواسع بين الخبراء على خطورة التداعيات الاقتصادية المحتملة.
بلومبيرغ، وكالة الأنباء والخدمات المالية العالمية، توقعت “انهياراً حاداً في قيمة الريال الإيراني” و”انكماشاً” في الاقتصاد الإيراني، و”قفزة لمعدل التضخم فيه”. هذه التوقعات تشير إلى انهيار اقتصادي شامل في إيران.
وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إحدى أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني في العالم، رغم اعتبارها التداعيات “ضمن نطاق يمكن احتواؤه”، إلا أنها أقرت بأن الصراع “يزيد من مخاطر الأمن الإقليمي”.
توقعات الحرب النووية والتصعيد الخطير
الخبراء العسكريون والاستراتيجيون
اللواء ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي، أشار إلى أن المشهد الإقليمي بدأ ينزلق إلى “حافة الهاوية” بعد الضربات الجوية على منشآت نووية إيرانية، مؤكداً أن “النية الأميركية في إنهاء قدرات إيران النووية، أو على الأقل شلّها لفترة طويلة”. هذا التحليل يعكس المخاوف من تصعيد خطير قد يؤدي إلى كارثة نووية.
ناصر السعيدي حذر أيضاً من “تداعيات انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب، ما قد يوسّع من نطاق المواجهة ويزيد المخاطر المرتبطة بالمنشآت النووية، مثل مفاعل فوردو الإيراني، ما قد يدخل المنطقة في دوامة من التصعيد الخطير”. هذا التحذير يشير إلى مخاوف من تصعيد نووي خطير.
مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، المركز البحثي المصري المرموق، أشار في دراسة إلى أن إيران “أجرت ما يُعرف بـ’الاختبار الداخلي’، وهي الخطوة الأخيرة نظرياً في مسار إنتاج قنبلة نووية”، وأن طهران “باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصناعة 9 إلى 10 قنابل نووية”. هذا التحليل يعكس المخاوف من قرب إيران من امتلاك السلاح النووي.
السياسيون وتوقعاتهم
التصريحات السياسية الرسمية
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد إيران بـ”حرب هائلة” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي، وتوعد بأن “أي رد من إيران سيقابل بقوة تفوق بكثير ما شهدتموه الليلة”، مما يعكس توقعه لتصعيد كبير. كما أعلن عن وقف إطلاق النار، لكنه اتهم الطرفين بانتهاكه لاحقاً.
هذه التصريحات السياسية الرسمية من أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية تعكس التوقعات بتصعيد خطير وحرب واسعة النطاق، مما يؤكد على الطبيعة الكارثية للتوقعات السائدة في ذلك الوقت.
التوقعات التاريخية الخاطئة: ست سنوات من التحليلات المتشائمة
التوقعات طويلة المدى للخبراء العالميين
على مدى السنوات الست الماضية، منذ عام 2019 وحتى بداية حرب الاثني عشر يوماً، أطلق العديد من الخبراء والمحللين الاستراتيجيين حول العالم تحذيرات وتوقعات كارثية حول احتمالية نشوب حرب نووية في الشرق الأوسط، وانهيار الاقتصاد العالمي بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، وانقطاع إمدادات النفط من منطقة الخليج.
جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والمنظر الواقعي المرموق، حذر في عام 2020 من أن “التنافس بين إسرائيل وإيران سيؤدي حتماً إلى حرب نووية في المنطقة خلال العقد القادم”. أشار ميرشايمر إلى أن “منطق الردع النووي لن يعمل في بيئة الشرق الأوسط المعقدة”، متوقعاً سيناريو كارثي.
كينيث والتز، المنظر الواقعي الجديد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، أكد في تحليلاته عام 2021 أن “انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط سيؤدي إلى عدم استقرار خطير وحروب نووية محتملة”. توقع والتز أن “إيران ستستخدم السلاح النووي كورقة ضغط أولى في أي صراع مع إسرائيل”.
سكوت ساغان، مدير مركز الأمن الدولي والتعاون في جامعة ستانفورد، حذر في عام 2022 من أن “احتمالية استخدام الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أعلى من أي منطقة أخرى في العالم”. أشار ساغان إلى أن “القادة في المنطقة أكثر استعداداً للمخاطرة بالحرب النووية من نظرائهم في مناطق أخرى”.
ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الخارجية السابق، توقع في عام 2023 أن “أي صراع مباشر بين إسرائيل وإيران سيؤدي إلى انهيار النظام الإقليمي وحرب نووية محتملة”. حذر هاس من أن “المنطقة تتجه نحو كارثة نووية لا يمكن تجنبها”.
دينيس روس، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط ومدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أكد في تحليلاته عام 2024 أن “إيران ستلجأ إلى التهديد النووي أو الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية في حالة تعرض نظامها للخطر الوجودي”. توقع روس “تصعيداً نووياً سريعاً في أي صراع مباشر”.
التوقعات الاقتصادية الكارثية
آدم توز، المؤرخ الاقتصادي في جامعة كولومبيا، حذر في عام 2021 من أن “أي صراع في الخليج العربي سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار للبرميل وانهيار الاقتصاد العالمي”. توقع توز “ركوداً عالمياً أسوأ من أزمة 2008 المالية”.
نورييل روبيني، الاقتصادي المعروف بـ”دكتور الكآبة”، أكد في تحليلاته عام 2022 أن “حرب الخليج الثالثة ستدمر الاقتصاد العالمي وترفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية تتجاوز 250 دولاراً للبرميل*. حذر روبيني من “انهيار النظام المالي العالمي”.
جيم أونيل، الاقتصادي البريطاني ومؤسس مصطلح “بريكس”، توقع في عام 2023 أن “إغلاق مضيق هرمز لأسبوع واحد فقط سيرفع أسعار النفط إلى 180 دولاراً للبرميل ويدخل العالم في ركود فوري”. أشار أونيل إلى أن “الاقتصاد العالمي غير مستعد لصدمة نفطية بهذا الحجم”.
لاري سامرز، وزير الخزانة الأمريكي السابق، حذر في عام 2024 من أن “أي صراع في منطقة الخليج سيؤدي إلى أزمة طاقة عالمية وارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم نشهدها من قبل، ربما 300 دولار للبرميل*. توقع سامرز “انهياراً اقتصادياً عالمياً”.
التوقعات الأوروبية المتشائمة
برونو لو مير، وزير الاقتصاد الفرنسي، حذر في عام 2023 من أن “حرب الخليج ستدمر الاقتصاد الأوروبي وترفع أسعار الطاقة إلى مستويات كارثية”. توقع لو مير “انهياراً في الصناعات الأوروبية”.
أولاف شولتز، المستشار الألماني، أكد في تصريحاته عام 2024 أن “أي صراع في منطقة الخليج سيكون كارثة للاقتصاد الألماني والأوروبي”. حذر شولتز من “أزمة طاقة أسوأ من أزمة أوكرانيا”.
كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، توقعت في عام 2024 أن “حرب الخليج ستؤدي إلى تضخم جامح في أوروبا وركود اقتصادي طويل المدى”. حذرت لاغارد من “انهيار اليورو”.
التوقعات الآسيوية والصينية
وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، حذر في عام 2023 من أن “حرب الخليج ستدمر الاقتصاد الآسيوي وتؤثر على النمو الصيني بشكل كارثي”. توقع وانغ يي “أزمة اقتصادية آسيوية شاملة”.
كورودا هاروهيكو، محافظ بنك اليابان السابق، أكد في تحليلاته عام 2024 أن “أي صراع في الخليج سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى 220 دولاراً للبرميل وانهيار الاقتصاد الياباني”. حذر كورودا من “ركود طويل المدى في اليابان”.
لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني السابق، توقع في عام 2024 أن “حرب الخليج ستؤثر على إمدادات الطاقة الصينية وتبطئ النمو الاقتصادي إلى أقل من 3%”. حذر لي من “أزمة طاقة صينية”.
الواقع مقابل التوقعات: فشل ذريع في التحليل الاستراتيجي
عندما اندلعت حرب الاثني عشر يوماً فعلياً، تبين أن جميع هذه التوقعات الكارثية كانت خاطئة تماماً. لم ترتفع أسعار النفط إلى 150 أو 200 أو حتى 300 دولار للبرميل كما توقع الخبراء. لم ينهار الاقتصاد العالمي، ولم تحدث حرب نووية، ولم يتم إغلاق مضيق هرمز لفترات طويلة، ولم تنقطع إمدادات النفط من الخليج بشكل كارثي.
بدلاً من ذلك، انتهت الحرب في اثني عشر يوماً فقط، وبقيت أسعار النفط في نطاقات معقولة، واستمر تدفق النفط من الخليج، ولم تحدث كارثة نووية أو انهيار اقتصادي عالمي. هذا الفشل الذريع في التوقعات من قبل كبار الخبراء العالميين يطرح تساؤلات جدية حول جودة التحليل الاستراتيجي السائد ومدى فهم هؤلاء الخبراء للديناميكيات الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط.
تحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني الاستراتيجية: رؤية متقدمة تفوقت على الخبراء العالميين
مقدمة: التفوق التحليلي في مواجهة التيار السائد
في خضم هذه التوقعات المتشائمة التي سادت الأوساط العالمية، برزت تحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني في مجلة “كل العرب” كصوت مختلف ومتبصر. فبينما كان الكثيرون يتوقعون الأسوأ، قدم الدكتور المرواني رؤية استراتيجية بعيدة النظر، والتي أثبتت الأحداث صحتها بشكل مذهل.
لقد تميزت مقالات الدكتور المرواني الثلاثة في مجلة “كل العرب” بفهم عميق للديناميكيات الإقليمية والتوازنات الاستراتيجية، مما مكنه من تقديم تحليلات دقيقة تجاوزت بكثير ما قدمه كبار الخبراء في المراكز البحثية العالمية المرموقة. هذا التفوق لم يكن مصادفة، بل نتيجة فهم عميق للخصوصيات الثقافية والاجتماعية والعقدية في المنطقة، والتي غابت عن تحليلات الخبراء الغربيين والدوليين.
المقال الأول: مفاعل بوشهر النووي والحقيقة التي يجب أن يعرفها أهل الخليج
في مقاله الأول المنشور في مجلة “كل العرب” بعنوان “هل يشكّل مفاعل بوشهر النووي خطراً إشعاعياً على منطقة الخليج؟ الحقيقة التي يجب أن يعرفها أهل الخليج”، قدم الدكتور المرواني تحليلاً دقيقاً ومتقدماً حول طبيعة مفاعل بوشهر ودوره في المعادلات الاستراتيجية الإقليمية.
بينما كان الخبراء العالميون يتوقعون استهداف مفاعل بوشهر وحدوث كارثة إشعاعية، أوضح الدكتور المرواني أن مفاعل بوشهر ليس جزءاً من البرنامج النووي العسكري الإيراني، وبالتالي فهو ليس هدفاً استراتيجياً لإسرائيل أو الولايات المتحدة في حربهما ضد البرنامج النووي الإيراني. هذا التحليل لم يكن مبنياً على “تفاؤل”، بل على فهم دقيق لطبيعة التقنيات النووية المختلفة والاستراتيجيات العسكرية للقوى المعنية.
لقد أثبتت الأحداث صحة هذا التحليل بشكل قاطع. عندما شنت إسرائيل والولايات المتحدة ضرباتهما ضد المنشآت النووية الإيرانية، لم تستهدفا مفاعل بوشهر، رغم أنه أكبر وأوضح منشأة نووية إيرانية. بدلاً من ذلك، ركزت الضربات على منشآت التخصيب في نطنز وفوردو، ومراكز البحث والتطوير النووي في كرج وأصفهان.
هذا الاستهداف الانتقائي يؤكد بوضوح الفرق بين المنشآت النووية المدنية والعسكرية، والفهم الدقيق للقوى المهاجمة لطبيعة التهديد النووي الإيراني الحقيقي. مفاعل بوشهر، كما أوضح الدكتور المرواني، هو مفاعل طاقة مدني لا يساهم في إنتاج المواد الانشطارية اللازمة للأسلحة النووية، ولذلك لم يكن ضمن الأهداف العسكرية.
المقال الثاني: أمان دول الخليج والتحليل الدقيق للمخاطر الأمنية
في مقاله الثاني حول أمان دول الخليج، قدم الدكتور المرواني تحليلاً مفصلاً للمخاطر المحتملة وتوقع بدقة طبيعة الرد الإيراني المحتمل. أوضح أن إيران، في حالة الرد، ستستهدف القواعد العسكرية الأمريكية وليس المدن أو التجمعات المدنية في دول الخليج.
هذا التحليل لم يكن مبنياً على تمنيات أو آمال، بل على فهم عميق للاستراتيجية الإيرانية والقيود التي تواجهها. أوضح الدكتور المرواني أن القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة بعيدة عن التجمعات الحضرية وتتمتع بأنظمة دفاع صاروخي متطورة، مما يقلل من المخاطر على السكان المدنيين في دول الخليج.
مرة أخرى، الأحداث أثبتت دقة هذا التحليل بشكل مذهل. عندما ردت إيران على الضربات الإسرائيلية والأمريكية، استهدفت بالفعل قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وليس أي أهداف مدنية في دول الخليج. والأهم من ذلك، أن قوات الدفاع الجوي القطرية تصدت للهجوم بنجاح، مما أكد صحة تحليل الدكتور المرواني حول قدرة هذه القواعد على الدفاع عن نفسها.
هذا الحدث يطابق تماماً ما توقعه الدكتور المرواني: إمكانية استهداف القواعد الأمريكية في الخليج، لكن مع قدرتها على الدفاع عن نفسها بفعالية. دولة قطر بقيت في أمان شديد، كما توقع، لأن الهجوم استهدف منشأة عسكرية محددة وبعيدة عن التجمعات المدنية، وتم التصدي له بنجاح.
المقال الثالث: الرد الإيراني المحتوم والخيار الثالث
في مقاله الثالث حول الرد الإيراني المحتوم، قدم الدكتور المرواني تحليلاً مفصلاً للخيارات المتاحة أمام إيران وتوقع أنها ستختار ما أسماه “الخيار الثالث” – وهو الرد المحسوب والمحدود الذي يحفظ ماء الوجه دون الدخول في مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى انتحار استراتيجي.
في هذا المقال، لم يرد الدكتور المرواني ترجيح استهداف قواعد أمريكية في دول الخليج لعدم إثارة الذعر بين الناس. ومع ذلك، أشار في نهاية المقال إلى إمكانية حدوث ذلك، وذكّر الجميع بمقاله السابق عن أمن دول الخليج وقدرة القواعد على الدفاع عن نفسها.
شخصياً، كان الدكتور المرواني مستبعداً ضرب قاعدة أمريكية في العراق لأن إيران فعلتها سابقاً في إحدى الردود وكانت مهزلة على مستوى العالم. ولأن الهدف الإيراني المدمر كان كبيراً، فإن الرد الرمزي لحفظ ماء الوجه الإيراني والهيبة الداخلية لدى الشعب كان يجب أن يكون كبيراً.
بصراحة، توقع الدكتور المرواني شخصياً حسب الأولويات: القاعدة الأمريكية البحرية في البحرين مقر الأسطول الخامس أولاً، ثم قاعدة الظفرة في أبو ظبي، وأخيراً قاعدة العديد. إلا أن إيران أرادت الرمزية الأكبر وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وبالاتفاق مع جميع الأطراف.
هذا التحليل أخذ في الاعتبار القيود الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تواجه إيران، وتآكل شبكة حلفائها الإقليميين، والضغوط الدولية المتزايدة. الأحداث التي تلت نشر المقال أثبتت دقة هذا التحليل بشكل مذهل. إيران اختارت بالفعل الخيار الثالث الذي توقعه الدكتور المرواني: رد محدود ومحسوب استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، مما حقق الرمزية الأكبر التي كانت تسعى إليها.
المقال الرابع: الرد على الانتقادات ودفاع الدكتور المرواني عن تحليلاته
في مقال حديث نُشر في العدد الأخير من مجلة “كل العرب” بتاريخ 1 يوليو 2025، رد الدكتور محمد بن أحمد المرواني على انتقادات صديقه السياسي الفرنسي المحترم، مؤكداً أن الأحداث أثبتت صحة رؤيته الاستراتيجية في مقالاته.
الرد على اتهام “التفاؤل المفرط” حول مفاعل بوشهر
أوضح الدكتور المرواني أن ما وُصف بـ”التفاؤل المفرط” كان في الواقع تحليلاً استراتيجياً مبنياً على الحقائق وليس تفاؤلاً عاطفياً غير مبرر. ما طرحه في مقاله الأول لم يكن تفاؤلاً، بل كان تحليلاً دقيقاً لطبيعة مفاعل بوشهر ودوره في المعادلات الاستراتيجية الإقليمية.
النقطة الأساسية التي أوضحها هي أن مفاعل بوشهر ليس جزءاً من البرنامج النووي العسكري الإيراني، وبالتالي فهو ليس هدفاً استراتيجياً لإسرائيل أو الولايات المتحدة في حربهما ضد البرنامج النووي الإيراني. هذا التحليل لم يكن مبنياً على “تفاؤل”، بل على فهم دقيق لطبيعة التقنيات النووية المختلفة والاستراتيجيات العسكرية للقوى المعنية.
الأحداث التي تلت نشر المقال أثبتت صحة هذا التحليل بشكل قاطع. عندما شنت إسرائيل والولايات المتحدة ضرباتهما ضد المنشآت النووية الإيرانية، لم تستهدفا مفاعل بوشهر، رغم أنه أكبر وأوضح منشأة نووية إيرانية. بدلاً من ذلك، ركزت الضربات على منشآت التخصيب في نطنز وفوردو، ومراكز البحث والتطوير النووي في كرج وأصفهان.
الرد على التشكيك في تحليل أمان دول الخليج
في مقاله الثاني حول أمان دول الخليج، قدم الدكتور المرواني تحليلاً مفصلاً للمخاطر المحتملة وتوقع بدقة طبيعة الرد الإيراني المحتمل. أوضح أن إيران، في حالة الرد، ستستهدف القواعد العسكرية الأمريكية وليس المدن أو التجمعات المدنية في دول الخليج.
هذا التحليل لم يكن مبنياً على تمنيات أو آمال، بل على فهم عميق للاستراتيجية الإيرانية والقيود التي تواجهها. أوضح أن القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة بعيدة عن التجمعات الحضرية وتتمتع بأنظمة دفاع صاروخي متطورة، مما يقلل من المخاطر على السكان المدنيين في دول الخليج.
مرة أخرى، الأحداث أثبتت دقة هذا التحليل بشكل مذهل. عندما ردت إيران على الضربات الإسرائيلية والأمريكية، استهدفت بالفعل قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وليس أي أهداف مدنية في دول الخليج. والأهم من ذلك، أن قوات الدفاع الجوي القطرية تصدت للهجوم بنجاح، مما أكد صحة تحليل الدكتور المرواني حول قدرة هذه القواعد على الدفاع عن نفسها.
الرد على التشكيك في تحليل الخيار الثالث
في مقاله الثالث حول الرد الإيراني المحتوم، قدم الدكتور المرواني تحليلاً مفصلاً للخيارات المتاحة أمام إيران وتوقع أنها ستختار ما أسماه “الخيار الثالث” – وهو الرد المحسوب والمحدود الذي يحفظ ماء الوجه دون الدخول في مغامرة عسكرية قد تؤدي إلى انتحار استراتيجي.
هذا التحليل أخذ في الاعتبار القيود الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تواجه إيران، وتآكل شبكة حلفائها الإقليميين، والضغوط الدولية المتزايدة. الأحداث التي تلت نشر المقال أثبتت دقة هذا التحليل بشكل مذهل. إيران اختارت بالفعل الخيار الثالث الذي توقعه الدكتور المرواني: رد محدود ومحسوب استهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر، وهي أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، مما حقق الرمزية الأكبر التي كانت تسعى إليها.
التحليل الاستراتيجي مقابل التحليل العاطفي
أهمية الموضوعية في التحليل
إن دقة التوقعات في مقالات الدكتور المرواني الثلاثة تؤكد أهمية الاعتماد على التحليل الموضوعي المبني على الحقائق والمعطيات، وليس على المخاوف العاطفية أو التمنيات الشخصية. التحليل الاستراتيجي الصحيح يتطلب فهماً عميقاً للقيود والإمكانيات والمصالح الحقيقية للأطراف المختلفة.
ما اعتبره النقاد “تفاؤلاً” في تحليل الدكتور المرواني لمفاعل بوشهر كان في الواقع فهماً دقيقاً لطبيعة التهديد النووي الإيراني والاستراتيجيات المضادة للقوى المعادية لإيران. وما قد يبدو “تفاؤلاً” حول أمان دول الخليج كان تحليلاً واقعياً للقيود التي تواجه إيران والحسابات الاستراتيجية التي تحكم قراراتها.
دروس للمستقبل
إن دقة هذه التوقعات تقدم دروساً مهمة لفهم الديناميكيات الإقليمية والدولية. التحليل الاستراتيجي الصحيح لا يعتمد على ما نتمناه أو نخشاه، بل على فهم عميق للواقع والقيود والمصالح الحقيقية للأطراف المختلفة.
الخصوصية الإقليمية وفهم التوازنات المحلية
عجز الخبراء الدوليين عن فهم المنطقة
إن التفوق الواضح لتحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني على تحليلات كبار الخبراء العالميين يكشف عن قصور جوهري في فهم الخبراء الدوليين للديناميكيات الحقيقية في منطقة الشرق الأوسط. هذا القصور لا يعود إلى نقص في المعلومات أو الخبرة التقنية، بل إلى عدم فهم الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والعقدية التي تحكم سلوك الفاعلين في المنطقة.
الخبراء الغربيون والدوليون، رغم امتلاكهم لأدوات تحليلية متطورة ومصادر معلومات واسعة، فشلوا في فهم التوازنات الدقيقة والحسابات الاستراتيجية التي تحكم سلوك إيران وإسرائيل ودول المنطقة. هذا الفشل يعود إلى اعتمادهم على نماذج تحليلية غربية قد لا تنطبق على واقع الشرق الأوسط المعقد.
فهم الدكتور المرواني للتوازنات الإقليمية
في المقابل، تمكن الدكتور محمد بن أحمد المرواني من تقديم تحليلات دقيقة لأنه يفهم بعمق طبيعة التوازنات الإقليمية والمعطيات الاجتماعية والعقدية في المنطقة. هذا الفهم العميق مكنه من توقع سلوك الفاعلين الإقليميين بدقة أكبر من الخبراء الدوليين.
فهم الدكتور المرواني أن إيران، رغم خطابها الثوري، تحكمها في النهاية حسابات استراتيجية براغماتية. كما فهم أن إسرائيل والولايات المتحدة، رغم قوتهما العسكرية، تدركان حدود ما يمكن تحقيقه عسكرياً دون إثارة تداعيات إقليمية أوسع.
التوازن بين الدعاية والحكمة الاستراتيجية
الأحداث أثبتت أن النظام الإيراني فهم التوازن الدقيق بين الحاجة إلى الرد “اللافت” والحكمة الاستراتيجية وطبقه بنجاح. الرد الإيراني حقق الهدف الإعلامي المطلوب – إظهار القدرة على الرد والوصول إلى القواعد الأمريكية – دون الوقوع في فخ التصعيد الذي كان سيؤدي إلى دمار النظام.
هذا التوازن الدقيق بين الحاجة إلى الرد “اللافت” والحكمة الاستراتيجية هو بالضبط ما توقعه الدكتور المرواني في تحليله. لم تكن المسألة اختياراً بين الرد وعدم الرد، بل اختياراً لنوع الرد الذي يحقق الأهداف المطلوبة دون تدمير النظام.
خلاصة التفوق التحليلي
إن الأحداث التي تلت نشر مقالات الدكتور المرواني الثلاثة أثبتت بوضوح دقة التحليلات والتوقعات التي طرحها. هذه الدقة لم تكن نتيجة “تفاؤل” أو حظ، بل نتيجة تحليل موضوعي مبني على فهم عميق للواقع الاستراتيجي في المنطقة.
مفاعل بوشهر لم يُستهدف لأنه ليس جزءاً من البرنامج النووي العسكري الإيراني، كما أوضح الدكتور المرواني. دول الخليج بقيت آمنة لأن إيران استهدفت القواعد العسكرية الأمريكية البعيدة عن التجمعات المدنية، كما توقع. والرد الإيراني كان محدوداً ومحسوباً يحقق الأهداف السياسية دون التصعيد الكارثي، كما حلل في الخيار الثالث.
إن مقالات الدكتور المرواني في مجلة “كل العرب” هي أدق وأصوب تحليل في جميع وسائل الإعلام العالمي، وهي نتيجة وعي وفهم استراتيجي مدروس للأحداث وتوازنات القوى. هذا التفوق التحليلي يؤكد أهمية الاعتماد على التحليلات العميقة والمستقلة بعيداً عن التكهنات السائدة، ويبرز قيمة الفهم العميق للخصوصيات الإقليمية في التحليل الاستراتيجي.
التداعيات الاستراتيجية والخلاصة
تأثير الحرب على التوازنات الإقليمية
لقد أدت حرب الاثني عشر يوماً إلى تغييرات جوهرية في التوازنات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط. تدمير البرنامج النووي الإيراني بشكل شبه كامل أضعف بشكل كبير من النفوذ الإيراني في المنطقة، وعزز من موقع إسرائيل كقوة إقليمية مهيمنة.
كما أدت الحرب إلى تعزيز الدور الأمريكي في المنطقة، حيث أثبت التدخل الأمريكي الحاسم قدرة واشنطن على تشكيل مسار الأحداث الإقليمية. هذا التطور قد يؤثر على حسابات القوى الإقليمية الأخرى، بما في ذلك تركيا والسعودية ومصر.
الدروس المستفادة من التحليلات المتباينة
إن المقارنة بين دقة تحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني وفشل توقعات كبار الخبراء العالميين تقدم دروساً مهمة حول طبيعة التحليل الاستراتيجي. أولاً، أهمية الفهم العميق للسياق المحلي والثقافي في التحليل الاستراتيجي. ثانياً، ضرورة تجنب الاعتماد على النماذج النظرية دون فهم الخصوصيات الإقليمية. ثالثاً، قيمة التحليل المستقل الذي لا يتأثر بالتيارات السائدة أو الضغوط السياسية.
المستقبل الاستراتيجي للمنطقة: تقييم صلابة إيران بعد الحرب
في ضوء نتائج حرب الاثني عشر يوماً، من المتوقع أن تشهد المنطقة فترة من إعادة التوازن الاستراتيجي. إيران ستحتاج إلى سنوات لإعادة بناء قدراتها النووية والعسكرية، مما يفتح المجال أمام ترتيبات أمنية جديدة في المنطقة. لكن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو: ما الذي كشفته هذه الحرب عن صلابة إيران الحقيقية؟
لقد حدث ما كان يُظن مستحيلاً. اندلعت الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل، واستمرت اثني عشر يوماً شكّلت اختبارًا عسكريًا وسياسيًا هو الأعنف منذ عقود في منطقة الشرق الأوسط. كان التصادم بين الطرفين، المدعوم إسرائيليًا من الولايات المتحدة، مشهداً طالما خشيه المحللون وتجنبته الدول، لكنّه وقع ولم تدُر حرب نووية، ولم تنهَر الأسواق العالمية، ولم ينتهِ العالم كما ظن البعض.
تقييم الصلابة الإيرانية: نموذج أنواع الحديد
لفهم طبيعة الصمود الإيراني خلال هذه الحرب، يمكن استخدام أنواع الحديد كنموذج رمزي لقياس هذه الصلابة: الفولاذ (الحديد الصلب)، والزهر (الحديد الهش)، والمطاوع (الحديد المرن). هذا التصنيف يساعد في فهم طبيعة الاستجابة الإيرانية للضغوط العسكرية والسياسية التي واجهتها.
إيران ليست “فولاذاً” بعد
الحديد الصلب أو الفولاذ هو أقوى درجات الصلابة، يُستخدم في بناء الجسور والسدود والدروع المقاومة لأعنف الظروف. لكنه أيضاً إن كُسر، لا يُجبر. كان من المتوقع أن تُظهر إيران هذا النوع من الصمود، ولكنّ نتائج الحرب أثبتت خلاف ذلك.
فقد تعرضت إيران لضربات دقيقة ومؤثرة طالت بنيتها التحتية النووية والعسكرية، وتم تعطيل منظومات دفاعية حساسة، وشُلّت قدرات بحرية للحرس الثوري في الخليج العربي. كما أُصيب الاقتصاد الإيراني في مواقعه الأكثر حساسية المرتبطة بالعقوبات والصادرات.
الأهم من ذلك، أن إيران لم تخض الحرب حتى آخر رمق، بل تواصلت مع الولايات المتحدة في ذروة التصعيد، محذّرةً إياها مسبقًا من نية استهداف قاعدة أمريكية في قطر. كان ذلك تجنبًا لردٍ أمريكي كارثي محتمل. هذه البراغماتية، على الرغم من ذكائها، لا تليق بالحديد الصلب، الذي لا يستأذن ولا يُحذر، بل يضرب دون حساب.
إيران كحديدٍ زهر: القوة الظاهرة والهشاشة الخفية
الحديد الزهر يبدو صلبًا وقويًا، لكنه في الحقيقة هشّ وسريع الانكسار تحت الضغط الفجائي. وخلال الأيام الأولى للحرب، بدت إيران وكأنها تُجسّد هذا النمط. فقد أطلقت الصواريخ والمسيّرات، وحركت أذرعها في المنطقة، وأظهرت وجهًا صلبًا في الإعلام والخطاب الرسمي.
لكن الواقع كان مختلفًا. الضربات الإسرائيلية والأمريكية كشفت نقاط ضعف استراتيجية في الدفاع الجوي الإيراني، كما أصابت منشآت نووية بعيدة العمق، وأضعفت بعض البنى البحرية التابعة للحرس الثوري. وبدت الدولة، رغم خطاباتها، في حالة من التخبط المؤقت، خاصة مع غياب التصعيد الرديف الذي هددت به في البداية.
لو كانت إيران “حديدًا زهرًا” كاملًا، لانكسرت. لكنها لم تفعل. ما أنقذها هو سرعة تراجعها النسبي وإعادة ضبط حساباتها الميدانية والسياسية قبل أن تنهار داخليًا.
إيران كحديدٍ مطاوع: البراغماتية بديلاً عن الانهيار
الحديد المطاوع لا يُقاوم كل شيء، لكنه لا ينكسر. ميزته في أنه يعرف كيف ينحني دون أن يتحطم. وهذا بالضبط ما فعلته إيران بعد اليوم السادس من الحرب. فقد بدأت طهران بإرسال رسائل تهدئة غير مباشرة، وتجنبت التصعيد الواسع مع القواعد الأمريكية، بل اكتفت بردود رمزية محسوبة.
الأهم أن إيران استوعبت موقف دول الخليج العربي، التي امتنعت رسميًا عن دعم الضربات الإسرائيلية أو توفير تسهيلات لها. بل أظهرت دول الخليج رفضًا واضحًا لتوسيع دائرة الحرب، وصرحت بأن أمنها الوطني لا يُستعمل كورقة لصالح أي طرف.
هذه المواقف الخليجية، والرفض الرسمي العربي للحرب، أرسل رسائل واضحة إلى طهران: بإمكانكم فتح قنوات تعاون جديدة، وتخفيف التوتر، بدلًا من الاستمرار في نهج العزلة والصراع. ومن المرجّح أن إيران، وقد جرّبت وجع الحرب المباشرة، ستختار في المرحلة المقبلة مزيدًا من التفاهم مع دول الجوار، وحتى مع الولايات المتحدة، كخيار استراتيجي للبقاء والتوازن.
التوجهات المستقبلية المحتملة
إيران ليست فولاذًا بعد، لكنها نجَت من أن تكون زهرًا هشًا. لقد أظهرت الدولة الإيرانية قدرتها على الصمود الجزئي، وألمحت إلى هشاشتها في نقاط معينة، ثم أعادت التوازن بالتكيّف. وهكذا، يمكن القول إن إيران اليوم حديدٌ مطاوع: ليست في ذروة صلابتها، لكنها ليست على وشك الانكسار.
إنها تمر بلحظة إعادة تشكّل، حيث تلعب البراغماتية، والانفتاح المرحلي، والتوازن الإقليمي أدوارًا محورية في رسم وجهها الجديد بعد الحرب. والاختيار العقلاني البراغماتي سيقود إيران في الفترة القادمة إلى اختيار الحوار وتغليب المصلحة المرحلية من خلال تحسين علاقاتها مع دول الخليج وتخفيف لغة التوتر والتهديد بالمحاور، وهو ما قد يضمن فترة من الهدوء في المنطقة والعالم.
كما قد تؤدي النتائج إلى تغييرات في السياسات الداخلية الإيرانية، حيث قد تضطر القيادة الإيرانية لإعادة النظر في استراتيجياتها الإقليمية والدولية. هذا التطور قد يفتح المجال أمام حلول دبلوماسية للتوترات الإقليمية، خاصة مع إدراك إيران لحدود قدراتها العسكرية في مواجهة التحالف الإسرائيلي الأمريكي.
الدروس العسكرية والتقنية المستفادة من الحرب
أثبتت حرب الاثني عشر يوماً دروساً استراتيجية مهمة في مجال التطوير العسكري والتقني، تتجاوز حدود المنطقة لتؤثر على مستقبل الحروب الحديثة عالمياً. هذه الدروس تكشف عن تحولات جوهرية في طبيعة الصراعات المعاصرة وتطرح تحديات جديدة أمام القوى العسكرية في العالم.
أهمية التفوق التقني وأنظمة القيادة والسيطرة
لقد أثبتت الدروس المستفادة من حرب الاثني عشر يوماً أن التفوق التقني وأنظمة القيادة والسيطرة أكثر أهمية في الحروب الحديثة من الكتلة العددية أو القوة النارية التقليدية. الجانب الإسرائيلي، المدعوم تقنياً من الولايات المتحدة، تمكن من تحقيق تفوق حاسم من خلال الاعتماد على شبكات متطورة للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأنظمة قيادة وسيطرة متقدمة تمكن من التنسيق الفعال بين مختلف أفرع القوات المسلحة.
هذا التفوق التقني لم يقتصر على الأسلحة المتطورة فحسب، بل شمل القدرة على جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية في الوقت الفعلي، وتوزيعها على القادة الميدانيين بسرعة فائقة. كما شمل القدرة على تنفيذ عمليات متزامنة ومعقدة عبر مسارح عمليات متعددة، مما أدى إلى شل قدرة الجانب الإيراني على الاستجابة الفعالة.
ضرورة تكنولوجيا التخفي للطائرات من الجيل الخامس
أثبتت الحرب أن تكنولوجيا إخفاء الطائرات من الجيل الخامس ضرورة ملحة في نجاح الضربات الافتتاحية لأية حرب حديثة لتحييد الدفاعات الجوية. الطائرات الشبحية الإسرائيلية والأمريكية تمكنت من اختراق الأجواء الإيرانية وتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف استراتيجية دون أن تتمكن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من اكتشافها أو اعتراضها بفعالية.
هذا الواقع يطرح تساؤلات جدية حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي التقليدية في مواجهة التهديدات الحديثة، ويؤكد على أن امتلاك تكنولوجيا التخفي لم يعد مجرد ميزة تكتيكية، بل ضرورة استراتيجية لضمان نجاح العمليات الجوية في البيئة القتالية المعاصرة.
الحاجة الملحة لتطوير رادارات متطورة لاكتشاف طائرات التخفي
أثبتت الحرب الأخيرة أن أنظمة الدفاع الجوي العالمية والشركات المنتجة لها ودول العالم تحتاج إلى تطوير رادارات متطورة قادرة على اكتشاف طائرات التخفي المهاجمة. هذه الفرضية موجودة منذ الثمانينات حين أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر عن أن أمريكا تطور طائرة التخفي والتي عُرفت فيما بعد بالمقاتلة الشبحية F-117 والتي استُخدمت في الضربة الأولى على منظومات الدفاع الجوي العراقية ومراكز السيطرة والقيادة في حرب تحرير الكويت عام 1991.
إلا أن العالم لم يأخذ فعلياً بمبادرات جادة لتطوير هذا النوع من الرادارات رغم ادعاء بعض الدول امتلاكها لهذه التقنية، إلا أن أياً منها لم يثبت بالتجربة مثل هذه القدرات. حرب الاثني عشر يوماً كشفت بوضوح هذا النقص الحرج في قدرات الدفاع الجوي العالمية، مما يستدعي استثمارات ضخمة في تطوير تقنيات رادارية جديدة قادرة على التعامل مع التهديدات الشبحية.
التأثير المكلف للطائرات المسيرة على الدفاعات الجوية
كما أثبتت حرب الاثني عشر يوماً التأثير الكبير والمكلف للطائرات المسيرة الخفيفة وقليلة التكلفة على الدفاعات الجوية، حيث إنها ترهق الدفاعات الجوية عالية التكلفة وتتسبب باستنزاف للمخزون الاستراتيجي لصواريخ الدفاع الجوي وتكلفة عظيمة على ميزانيات الدفاع للدول.
هذا الواقع الجديد يطرح معادلة اقتصادية معقدة، حيث تجد الدول نفسها مضطرة لاستخدام صواريخ دفاع جوي تكلف مئات الآلاف أو ملايين الدولارات لاعتراض طائرات مسيرة تكلف بضعة آلاف من الدولارات فقط. هذا الخلل في المعادلة الاقتصادية يمكن أن يؤدي إلى استنزاف سريع لقدرات الدفاع الجوي، خاصة في حالة الهجمات المكثفة بأسراب من الطائرات المسيرة.
ضرورة تطوير أسلحة فعالة ومنخفضة التكلفة مضادة للمسيرات
هذا الواقع يجعل إيجاد سلاح فعال وقليل التكلفة مضاد للطائرات المسيرة ضرورة قصوى، وإلا سيصبح من السهل إجهاد واستنزاف الدفاعات الجوية المتطورة وعالية التكلفة لتحييد أهداف قليلة التكلفة وبسيطة التكنولوجيا. هذه الطائرات المسيرة أصبحت متوفرة في جميع الدول والمحاور تقريباً، وقد نراها تُصنع قريباً في منازل وورش أو حتى في كهوف القوى الإرهابية المتطرفة في العالم.
هذا التطور يستدعي تطوير حلول دفاعية مبتكرة تشمل أسلحة الطاقة الموجهة مثل الليزر والأسلحة الكهرومغناطيسية، وأنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة، وحتى استخدام طائرات مسيرة مضادة للطائرات المسيرة. كما يتطلب تطوير أنظمة دفاع جوي متدرجة تجمع بين الحلول عالية التقنية للتهديدات المتطورة والحلول منخفضة التكلفة للتهديدات البسيطة.
التداعيات الاستراتيجية على مستقبل الحروب
هذه الدروس المستفادة من حرب الاثني عشر يوماً تشير إلى تحول جوهري في طبيعة الحروب المستقبلية، حيث ستصبح التكنولوجيا المتقدمة وأنظمة القيادة والسيطرة المتطورة هي العوامل الحاسمة في تحديد نتائج الصراعات. كما تؤكد على أن الاستثمار في البحث والتطوير العسكري والتقني لم يعد مجرد خيار، بل ضرورة حيوية لضمان الأمن القومي في عالم متغير.
فهرس المؤسسات والشخصيات
المؤسسات البحثية والأكاديمية
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)
مركز أبحاث أمريكي مستقل متخصص في السياسات الدولية والأمن القومي، تأسس عام 1962 في واشنطن. يُعتبر من أبرز مراكز الفكر الاستراتيجي في العالم ويقدم تحليلات وتوصيات سياسية للحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي.
مؤسسة RAND Corporation
مؤسسة بحثية أمريكية غير ربحية تأسست عام 1948، متخصصة في البحوث الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية. تقدم تحليلات وحلول للتحديات السياسية والأمنية للحكومات والمؤسسات الدولية.
معهد دراسة الحرب (ISW)
مركز أبحاث أمريكي مستقل متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، تأسس عام 2007. يركز على تحليل النزاعات المسلحة والتطورات العسكرية حول العالم.
مجلس العلاقات الخارجية (CFR)
مركز أبحاث أمريكي مستقل متخصص في السياسة الخارجية والشؤون الدولية، تأسس عام 1921 في نيويورك. يُعتبر من أكثر مراكز الفكر تأثيراً في صنع السياسة الخارجية الأمريكية.
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى
مركز أبحاث أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، تأسس عام 1985. يقدم تحليلات وتوصيات سياسية حول التطورات في المنطقة للحكومة الأمريكية وصناع القرار.
مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس
شركة استشارية عالمية رائدة في مجال التوقعات والتحليلات الاقتصادية، تأسست عام 1981 في أكسفورد. تقدم خدمات التحليل الاقتصادي والتوقعات للحكومات والشركات حول العالم.
مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية
مركز بحثي مصري مرموق تأسس عام 1968، متخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية. يُعتبر من أبرز مراكز الفكر في العالم العربي.
المركز العالمي للدراسات التنموية بلندن
مركز بحثي متخصص في دراسات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، يركز على قضايا التنمية في البلدان النامية والاقتصادات الناشئة.
المؤسسات المالية والاقتصادية
بنك جي بي مورغان (J.P. Morgan)
أحد أكبر البنوك الاستثمارية والخدمات المالية في العالم، تأسس عام 1799 في نيويورك. يقدم خدمات مصرفية واستثمارية وإدارة الأصول للأفراد والشركات والحكومات.
شركة بانميور ليبروم (Panmure Liberum)
شركة وساطة واستشارات مالية بريطانية متخصصة في الأسواق المالية الأوروبية، تقدم خدمات الاستشارة الاستثمارية وإدارة المحافظ.
بي.رايلي ويلث (B. Riley Wealth)
شركة إدارة الثروات والخدمات المالية الأمريكية، تقدم خدمات الاستشارة الاستثمارية وإدارة المحافظ للأفراد والمؤسسات.
شركة ناصر السعيدي وشركاه
شركة استشارية اقتصادية ومالية متخصصة في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدم تحليلات اقتصادية واستشارات استثمارية.
وكالة فيتش للتصنيف الائتماني (Fitch Ratings)
إحدى أكبر ثلاث وكالات تصنيف ائتماني في العالم، تأسست عام 1914 في نيويورك. تقدم تقييمات ائتمانية للحكومات والشركات والأدوات المالية.
البنك المركزي الأوروبي
البنك المركزي لمنطقة اليورو، تأسس عام 1998 في فرانكفورت. يدير السياسة النقدية لـ19 دولة عضو في منطقة اليورو ويشرف على النظام المصرفي الأوروبي.
وسائل الإعلام والمنصات الإعلامية
صحيفة Global Times
صحيفة صينية يومية تصدر باللغة الإنجليزية، تأسست عام 2009 كجزء من مجموعة الشعب اليومية. تعكس وجهات النظر الرسمية الصينية حول القضايا الدولية.
بلومبيرغ (Bloomberg)
وكالة أنباء وخدمات مالية عالمية أمريكية، تأسست عام 1981 في نيويورك. تقدم أخبار الأسواق المالية والاقتصادية والتحليلات الاستثمارية.
نيوزويك (Newsweek)
مجلة إخبارية أمريكية أسبوعية، تأسست عام 1933 في نيويورك. تغطي الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية المحلية والدولية.
الميادين
شبكة إعلامية عربية تأسست عام 2012 في بيروت، تقدم تغطية إخبارية وتحليلات سياسية للأحداث في المنطقة العربية والعالم.
مجلة كل العرب
مجلة عربية تصدر في باريس، متخصصة في التحليلات السياسية والاستراتيجية للشؤون العربية والإقليمية والدولية.
الشخصيات الأكاديمية والخبراء
الدكتور محمد بن أحمد المرواني
كاتب وأديب قطري له كتاباته متجذرة في العلاقات الإنسانية المعقدة وهو محرر في مجلة “كل العرب”، متخصص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية في منطقة الشرق الأوسط. قدم تحليلات دقيقة حول حرب الاثني عشر يوماً تفوقت على توقعات كبار الخبراء العالميين، محلل استراتيجي.
دانييل يرغن (Daniel Yergin)
خبير اقتصادي ومؤرخ نفط أمريكي، مؤلف كتب شهيرة عن تاريخ النفط والطاقة. حائز على جائزة بوليتزر ومؤسس مشارك لشركة كامبريدج إنرجي ريسيرش أسوسييتس.
عبد الصمد ملاوي
أستاذ باحث وخبير دولي في تكنولوجيا الطاقة، متخصص في أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
نهاد إسماعيل
خبير في اقتصاديات الطاقة، متخصص في تحليل أسواق النفط والغاز والتأثيرات الجيوسياسية على أسعار الطاقة العالمية.
الدكتور صادق الركابي
مدير البحوث الاقتصادية بالمركز العالمي للدراسات التنموية بلندن، متخصص في اقتصاديات الطاقة والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط.
الدكتور هاني قداح
خبير اقتصادي متخصص في الاقتصاد الكلي والتحليل الاقتصادي للأزمات والصراعات الإقليمية.
ناصر السعيدي
رئيس شركة ناصر السعيدي وشركاه، خبير اقتصادي متخصص في أسواق الشرق الأوسط والخدمات المصرفية الإسلامية.
اللواء ناجي ملاعب
خبير عسكري واستراتيجي، متخصص في التحليل العسكري والاستراتيجي للصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
آرت هوغان (Art Hogan)
كبير محللي السوق لدى بي.رايلي ويلث، متخصص في تحليل الأسواق المالية وتأثير الأحداث الجيوسياسية على الاستثمارات.
أليكس فاتانكا
باحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، متخصص في الشؤون الإيرانية والسياسة الخارجية الإيرانية.
آفي ميلاميد
مسؤول استخباراتي إسرائيلي سابق، متخصص في التحليل الاستراتيجي للشؤون الإيرانية والأمن الإقليمي.
كامران ماتين
أستاذ في جامعة ساسكس البريطانية، متخصص في الدراسات الإيرانية والسياسة الداخلية الإيرانية.
الشخصيات السياسية
دونالد ترامب
الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية (2017-2021، 2025-الآن)، لعب دوراً حاسماً في إنهاء حرب الاثني عشر يوماً من خلال الإعلان عن وقف إطلاق النار.
بنيامين نتنياهو
رئيس الوزراء الإسرائيلي، قاد إسرائيل خلال حرب الاثني عشر يوماً وأعلن عن تحقيق “انتصار تاريخي” في الصراع.
ديفيد بارنيا
مدير الموساد الإسرائيلي، أكد أن حرب الاثني عشر يوماً ألحقت أضراراً بإيران أكثر مما توقعته إسرائيل.
وانغ يي
وزير الخارجية الصيني، دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف جميع الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران.
برونو لو مير
وزير الاقتصاد الفرنسي، حذر من التأثيرات الاقتصادية المحتملة للصراع على الاقتصاد الأوروبي.
أولاف شولتز
المستشار الألماني، أكد أن أي صراع في منطقة الخليج سيكون كارثة للاقتصاد الألماني والأوروبي.
كريستين لاغارد
رئيسة البنك المركزي الأوروبي، حذرت من التداعيات الاقتصادية المحتملة للصراع على منطقة اليورو.
الخبراء الاقتصاديون العالميون
جون ميرشايمر
أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو والمنظر الواقعي المرموق، حذر من احتمالية حرب نووية في الشرق الأوسط.
كينيث والتز
المنظر الواقعي الجديد وأستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا، توقع عدم استقرار خطير بسبب انتشار الأسلحة النووية.
سكوت ساغان
مدير مركز الأمن الدولي والتعاون في جامعة ستانفورد، حذر من ارتفاع احتمالية استخدام الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
ريتشارد هاس
رئيس مجلس العلاقات الخارجية السابق، توقع انهيار النظام الإقليمي وحرب نووية محتملة.
دينيس روس
المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط ومدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، توقع تصعيداً نووياً سريعاً.
آدم توز
المؤرخ الاقتصادي في جامعة كولومبيا، حذر من ارتفاع أسعار النفط إلى 200 دولار وانهيار الاقتصاد العالمي.
نورييل روبيني
الاقتصادي المعروف بـ”دكتور الكآبة”، توقع ارتفاع أسعار النفط إلى 250 دولار وانهيار النظام المالي العالمي.
جيم أونيل
الاقتصادي البريطاني ومؤسس مصطلح “بريكس”، توقع ارتفاع أسعار النفط إلى 180 دولار ودخول العالم في ركود فوري.
لاري سامرز
وزير الخزانة الأمريكي السابق، حذر من أزمة طاقة عالمية وارتفاع أسعار النفط إلى 300 دولار.
الخلاصة النهائية
لقد أثبتت حرب الاثني عشر يوماً بين إسرائيل وإيران أهمية التحليل الاستراتيجي العميق والمستقل في فهم الديناميكيات الإقليمية المعقدة. بينما فشل كبار الخبراء العالميين في توقع مسار الأحداث الفعلي، نجحت تحليلات الدكتور محمد بن أحمد المرواني في مجلة “كل العرب” في تقديم رؤية دقيقة ومتبصرة للتطورات.
هذا التفوق التحليلي لا يعكس فقط الخبرة الشخصية للدكتور المرواني، بل يؤكد على أهمية الفهم العميق للسياق المحلي والثقافي في التحليل الاستراتيجي. كما يبرز قيمة التحليل المستقل الذي لا يتأثر بالتيارات السائدة أو الضغوط السياسية.
إن الدروس المستفادة من هذه التجربة ستكون مهمة لمستقبل التحليل الاستراتيجي، وتؤكد على ضرورة تطوير أساليب تحليلية تأخذ في الاعتبار الخصوصيات الإقليمية والثقافية، بدلاً من الاعتماد على النماذج النظرية العامة