المؤتمر القومي العربي لم يكن عربيا و لا قوميا بل غطاء لتمرير المشروع الإيراني

المؤتمر القومي العربي لم يكن عربياً ولا قومياً… بل غطاء لتمرير المشروع الإيراني
أ. صلاح أبو شريف
بمناسبة انعقاد دورته الرابعة والثلاثين في بيروت (7 – 9 نوفمبر 2025)
منذ سنوات طويلة، تحوّل ما يُسمّى “المؤتمر القومي العربي” من مساحة نقاش فكري حول مستقبل الأمة، إلى أداة سياسية ناعمة لتثبيت النفوذ الإيراني في الوطن العربي، بعدما هيمنت الميليشيات المرتبطة بطهران – من حزب الله إلى حماس وأخواتها – على مفاصله، وتمّ تمويله وتوجيه مساره من قبل إيران مباشرة أو عبر أدواتها.
هذا المؤتمر الذي يدّعي الدفاع عن “العروبة” و “القضية الفلسطينية”، لم يصدر عنه يومًا موقف واحد يدين جرائم إيران في الوطن العربي:
لا في الأحواز العربية المحتلة، ولا في سوريا منذ انكشاف جرائم النظام ومليشيات إيران، ولا في العراق واليمن ولبنان، ولا في باقي الدول العربية التي دمّرتها الميليشيات الطائفية التابعة لطهران.
في مؤتمر بيروت الأخير لم نسمع:
• أي إدانة للاحتلال الإيراني للأحواز.
• ولا أي اعتراض على جرائم إيران في العراق ولبنان واليمن.
• ولا كلمة واحدة حول تدمير الجبهة الوطنية الفلسطينية وإضعاف منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية عبر تحويل جزء من القرار الفلسطيني إلى أدوات في محور غير عربي يخدم مصالح أعداء الأمة.
بل على العكس، تم تقديم محور طهران باعتباره “مركز المقاومة”، بينما الواقع يقول بوضوح:
إيران ساهمت بتفتيت العالم العربي أكثر من إسرائيل نفسها.
كيف استخدمت إيران هذا المؤتمر؟
1. لشرعنة نفوذها داخل الوجدان العربي عبر خطاب “المقاومة”.
2. لطمس جرائمها بحق الشعوب العربية غير الفارسية.
3. لتجميل ميليشياتها الطائفية تحت اسم “محور المقاومة” بينما هي أدوات إيرانية محضة.
الحقيقة التي يجب أن تُقال بلا مجاملة
لا يمكن لمنظمة تدّعي العروبة أن تصمت أمام:
• الجرائم الموثقة في سوريا، خاصة بعد سقوط الأسد وفضح جرائم سجن صيدنايا.
• تدمير الدولة العراقية وتحويل القرار العراقي لميليشيات مرتبطة بطهران.
• إغراق اليمن في الحرب والمجاعة لتوسيع نفوذ إيران.
• الاحتلال وطمس هوية شعب عربي كامل في الأحواز منذ عام 1925.
• ونسف السيادة اللبنانية وتحويل لبنان إلى تابع يخدم مصالح الحرس الثوري الإيراني.
الصامت عن هذه الحقائق ليس قومياً عربياً.
إنه غطاء سياسي للمشروع الفارسي التوسعي.
العروبة موقف… وليست شعاراً
العروبة هي الدفاع عن جميع الشعوب العربية دون استثناء:
• العروبة هي الدفاع عن الأحواز وفلسطين وكل أرض عربية تعاني الاحتلال.
• العروبة هي مواجهة أي مشروع أجنبي عدواني يهدد الأمن القومي العربي.
• العروبة ليست منصة لخدمة مصالح دولة غير عربية.
الخلاصة
مؤتمر يرفض تسمية الاحتلال الإيراني في الأحواز،
ولا يدين الجرائم الإيرانية في الوطن العربي،
ولا يدافع عن الشعوب العربية التي تتعرض للاجتياح الطائفي،
هو مؤتمر لا يمثل العروبة،
ولا يمثل الأمة العربية،
بل أصبح – بالوقائع والدليل – أداة من أدوات المشروع الإمبراطوري الإيراني، تُمرَّر تحت شعار “القومية العربية”.
المركز الإعلامي للثورة الأحوازية
٨/١١-٢٠٢٥




