استقرار السودان و الامن المصري

استقرار السودان والامن المصري
أ. علي المرعبي
يتوالى الاجرام في الحرب الدائرة الآن في السودان حيث تقوم ميليشيات الدعم السريع بتنفيذ مجازر كبرى خاصة في الفاشر وهذا ما ادى الى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين من الأخوة السودانيين غالبيتهم تم قتلهم بأساليب بشعة واجرامية.
خلف هذه الجرائم التي ترتكب ضد الشعب السوداني الشقيق منذ ثلاث سنوات نستطيع ان نرى بكل وضوح التدخل الخارجي لتأجيج الصراع وتصعيده بشكل غير مسبوق. في البداية نرى تدخل دولة الامارات من خلال الدعم على جميع الاصعدة لميليشيات الاجرام المسماة الدعم السريع، هذا التدخل الغير اخلاقي في شؤون بلداً عربياً شقيق يؤشر بوضوح على النوايا السيئة لحكام الامارات. من هنا نستطيع ان نلحظ التدخل الاقليمي ولو انه غير واضح في المشهد السياسي وكل طرف يعمل من اجل تفتيت السودان خدمة لمصالحه ونفوذه في هذا البلد العربي الأصيل.
ابرز الدول التي تتدخل من خلف الستار او علانية تتمثل بالكيان الصهيوني وايران وتركيا. هذه الدول الثلاث تفتش عن مصالحها من خلال اضعاف السلطة الوطنية في اي بلد عربي حتى تستطيع ان تعزز حضورها في هذه الدول العربية.
من هنا اطالب جمهورية مصر العربية التي تشكل مع السودان الشقيق علاقات استثنائية ومميزة، ان تقوم بدورها حفاظاً على السلم والاستقرار في السودان، وحفاظا على الامن الوطني لكل من مصر والسودان. ان دائرة الاعداء عدا عن استهداف السودان، تحاول تطويق مصر من كافة الجهات وتهديد امنها واستقرارها على جميع الصعد، فلا ننسى الدور الصهيوني في غزة وفي سد النهضة، ولا التوسع الإيراني في العراق واليمن على الأقل في هذه المرحلة، ولا التدخل التركي في ليبيا.
ان التدخل المصري في السودان بات ضرورة عاجلة حتى لا يتفاقم الوضع هناك الى الأسوأ، وهو خطوة هامة من اجل البلدين، وضروريا من اجل حماية الامن القومي العربي وفي مقدمته استقرار السودان وأمن مصر.



