مقالات كل العرب

من الغدير الى دولة العراق العلوية

شارك

من الغدير إلى دولة العراق العلويّـة


أ. مكي معتز الجميل

منذ يومين كلمني أحد الزملاء وأثنى على إختياري للمواضيع الثقافية المتنوعة في حلقات البرنامج ( هموم و شؤون عراقية ) شكرته لثنائه وأيّدت رأيه حول التجديد والتنوّع لكن في الحقيقة هو من باب كسر جمود المقاطع السياسية في حلقات البرنامج وأعتقد هذا لن يدوم طويلاً مع هؤلاء وكأنما سمعتي النائب علي التركي !!
لماذا نحن كصحفيين وإعلاميين مطلوب مِنَّا أن نحترم هذه النماذج البائسة كي لا يُخدش الحياء العام !! وهو يحق له خدش مسامعنا بتصريحه الأخير ومطالبته العلنية بتغيير إسم العراق إلى ( دولة العراق العلويّة ) وهو بمثابة تمهيد ومُقدّمة لجس نبض الشارع العراقي ! أم هو يحق له التصريح والمطالبة كما يشاء كونه نائب في البرلمان العراقي عن كتلة صادقون التابعة لميليشيا عصائب أهل الحق والتي يترأسها المجرم قيس الخزعلي !!
وهل هذا المطلب قانوني ؟ وكيف لعلي التركي تغيير إسم العراق هل هو إرث لكم !! لماذا هذا التأجيج الطائفي بأوجه هذه الأيام منذ ذريعة المطالبة بيوم الغدير !! ولماذا إثارة النعرات الطائفية والفِتن لا تنتهي بالعراق ؟؟ ولماذا هذا التصميم والإلحاح على إخراج العراق من بيئته و حاضنته العربية والإسلامية وطمس هويته ومحوها تدريجياً؟؟ كيف تستطيعون نفث سمومكم بهذا الشكل وما كل هذا الحقد والغِل !! تارة يطالب مقتدى بطرد السفيرة الأمريكية من بغداد وهم مصدر السلطة والخير لكم!! التركي يريد رفع إسم العراق من الخارطة وإستبداله بدولة علوية ،، الكندي و العطواني يطالبون برفع نصب أبو جعفر المنصور باني بغداد بذريعة أنه يستفز أكثر من ٦٠٪؜ من العراقيين في إشارة واضحة المعنى !
في عام ١٩٩٥ وافق العراق بالسماح بدخول الإيرانيين للعراق بقصد زيارة المراقد الموجودة في كل من النجف و كربلاء و سامراء وفق شروط العراق وكان يتم منحهم سمة تأشيرة دخول لمدة إسبوع فقط وكان العراق يستلم الزوار من المنفذ الحدودي ويعيدهم للمنفذ نفسه بعد إنتهاء طقوس الزيارة أي كان العراق مسؤول عليهم من بداية دخولهم حتى مغادرتهم البلد ، النفس محسوب حتى لا يقوموا بأعمال تخريبية كعادتهم ،، تعتقدون ما سبب تشدد العراق مع هؤلاء الزائرين العجم ؟
بإختصار وحسب قناعتي أن العراق أكثر بلد بالمنطقة يعرف إيران وقيادته السابقة والرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله يعلمون جيداً مدى الخبث الإيراني وكمية حقدهم على العرب وما يمُت للعروبة بصلة منذ أن فتحت بلاد فارس على يد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب ( رض ) والمدائن شاهدة على تلك الواقعة .
عندما تصدر مثل هذه التصريحات من هذا و ذاك فهم مجرد جنود إيران لتنفيذ وتكريس أجنداتها في العراق والمنطقة ،، رسالتي للعرب جميعاً إحذروا و إياكم من عمل علاقات ثنائية مشتركة مع إيران مبنية على أسس التعاون المشترك ، أنتم تعرفون معنى هذه الكلمات وماذا تعني بالعرف الدبلوماسي وستحترمون هذه العلاقة ولن تتدخلوا بشؤونهم .. لكنهم لا يفقهون عنها شيئاً ويعرفون منطقاً واحداً فقط هو يتمسكنون حتى يتمكنون .. سيتغلغلون .. سيثيرون الفِتن وينشرون الفوضى في بلدانكم ، فهذه العلاقات لا تجلب لكم سوى الخراب والدمار وصداع دائم في الرأس وأستفادوا من ما حصل بالعراق وتجربته القاسية مع إيران بعد أن سلّم الإحتلال الأمريكي العراق لإيران على طبق من ذهب .. حافظوا على نظافة دولكم من هذه القاذورات والجراثيم سريعة العدوى والإنتقال .. إيران كالعقارب حين تغفل عنه سيلدغك ودواء العقرب عند البدو معروف …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى