كل الثقافة

معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 يحطم ارقامه القياسية السابقة

شارك

معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 يحطم أرقامه القياسية السابقة

أ. علاء الدين سعيدي

يعتبر هذا المعرض الذي أقيم تحت إشراف ورعاية وزارة الثقافة المصرية مع الهيئة المصرية للكتاب، أعرق وأول معرض في العالم العربي بشرقه الأوسط و بدوله المغاربية والثاني بعد معرض فرانكفورت منذ أن أصبح يقام في مركز مصر للمعارض الدولية قريبا من التجمع الخامس ومن العاصمة الجديدة. نظمت هذه الدورة تحت شعار : نقرأ..نفكر..نبدع
معرض مثّل عرس ثقافي بإمتياز حضر فيه ألاف الناشرين من العرب والأجانب بمئات الالاف من العناوين في شتى مجالات الأدب والفكر والثقافة. منذ انطلاقه يوم 26 جانفي إلى يوم انتهائه 6فيفري تجاوز عدد زواره سقف الثلاث مليون زائر في سابقة تاريخية وعربية . أقيم المعرض في القاعات الأربعة الكبيرة لمركز مصر للمعارض الدولية واقيمت على هامشه العديد من الندوات الفكرية والثقافية والعديد من العروض الفرجوية الموسيقية خاصة خارج القاعات. تزامن المعرض مع إجازة نصف السنة الدراسية في مصر لذلك حضر العديد من الطلبة والتلاميذ و العائلات المصحوبة بأبنائها من محافظات القاهرة و العديد من محافظات مصر بإعتبار أن حضوره يمثل فرصة حقيقيقة ونادرة للتلاقح الثقافي والفكري لكل الوافدين عليه من مصر ومن خارجها وفرصة ايضا لابرام اتفقات وتعاقدات من أجل ترجمة منتخبات من المدونة الإبداعية العربية.


شاركت العديد من المنظمات والهيئات المصرية والعربية و بعض الأجهزة الوزارية المصرية في تأثيت محتوى العروض في هذا المهرجان الثقافي الذي يسعى إلى تكريس هوية ثقافية مصرية بدعمه لمختلف الفنون والعلوم والآداب.
كان الإقبال كبيرا على إصدارات الهيئة المصرية للكتاب وعلى إصدارات قصور الثقافة و على الكتب المستعملة لسور الأزبكية لان الأسعار كانت في المتناول خاصة مع تدهور وضعية الجنيه المصري مقارنة ببعض العملات الأجنبية والعربية كالدولار والأورو و الريال السعودي والدينار الكويتي على سبيل المثال والحصر. نجاح تجاري اكيد وثقافي لكن لا يحجب الإشارة إلى أن العديد من دور النشر عرضت كتبها بأثمان باهضة بالرغم من التخفيضات التي لم تتجاوز ال 20% وذلك لغلاء الورق و كلفة الطباعة ونقل الكتب من بلدانهم.
من الأشياء الجميلة التي يجب الإشادة بها هي ما قامت به قصور الثقافة من طبع 20 كتاب لمدونة طه حسين الأدبية والفكرية و بيعها بأثمان لا تتجاوز 20 جنيه على كل كتاب و مثل الشباب النسبة الغالبة في إقتتائها مما يمثل حافزا للتفكير في طبع مدونات أخرى لرواد الأدب والفكر المصري و ما أكثرهم وما أحوجنا لإعادة قرائتهم وتمكين الجيل الجديد من قرائتهم.
كرمت الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المرحوم الشاعر والمبدع المتعدد صلاح جاهين وإن جاء هذا التكريم متأخرا فهو أفضل من لا يأتي. شاعر يساري الفكر كان يلقب بفيلسوف البسطاء والفقراء و بشاعر الثورة له أكثر من قبّعة وموهبة لأنه رسام كريكاتور و سيناريست و ممثل ومنتج أفلام و مؤلف أبيريت ” الليلة الكبيرة ” التي ألفها بمناسبة نكسة مصر والعرب سنة 1967 والذي لم ينل حظه من الاحتفاء والتكريم في حياته القصيرة نوعا ما لأنه توفي في الخمسينات من عمره وهو في أوج عطائه نتيجة حالة إكتئاب حادة مقارنة بمعاصرية مثل عبد المعطي حجازي. لم يشفع له إبداعه السامق في الأدب والفن ان ينال ما يستحق من تكريم واحتفاء في حياته. غنِّى من أشعاره الفنان عبد الحليم حافظ و على الحجار ولحن له كمال الطويل وسيد مكاوي ” الرباعيات” كما اشتهر بتحويل كلماته وأفكاره اليسارية إلى رسومات كاريكاتورية ساخرة زيّنت ووشّحت روز اليوسف و الاهرام.
كرمت هذه الدورة ايضا الراحل كامل كيلاني رائد أدب الطفل الذي ترجمت قصصه إلى العديد من اللغات الأجنبية والتي الهمت العديد من المبدعين والمبدعات العربيات للكتابة في هذا الجنس الأدبي العصيّ.
حضرت كتب الفن التشكيلي ولم تحضر لوحاتهم بالرغم من أروقة القاعات خاصة حيث تجرى الندوات قادرة على استضافة الالاف من اللوحات التشكيلية بحضور أصحابها من مصر ومن خارجها كما يحدث مع صالون الخريف في باريس. المعرض يمثل فرصة حقيقية لإضافة كل ما يمكن أن يساعد على دعم الثقافة في مفهومها الشامل كقاطرة لتذكية الهوية و الوعي من أجل الإشعاع والتألق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى