مقالات كل العرب

اوكرانيا حرب بالوكالة

شارك

أوكرانيا حرب بالوكالة

د. خالد النعيمي

لم يعد استمرار الحرب في اوكرانيا مبررا تحت اي من الذرائع والاسباب لان شرورها وأضرارها اصابت كل الدول والشعوب واصبح الخوف والقلق من اتساعها او خروجها عن الحرب التقليديه الى استخدام اسلحة الدمار الشامل أمرا يثير الرعب والخوف لدى الجميع ، اضافة الى ماسببته هذه الحرب من اتساع حالة الجوع والفقر وارتفاع الاسعار سواء مايتعلق بالمواد الغذائيه الاساسيه خاصة الزيوت والحبوب اضافة الى اسعار الطاقه حيث تضاعف اسعار الغاز والنفط خاصة في اوربا التي ستكون اول المتضررين بسبب حاجتها الملحه للنفط والغار الروسي وهي تستقبل فصل الشتاء البارد دون ان تلوح بالافق اي بوادر او امكانيات للتعويض عن وسائل الطاقه الروسيه التي كانت تصلهم بطريقه مضمونه واسعار رخيصه .
ان اعادة الانتشار التي قامت بها القوات المسلحه الروسيه مؤخرا في احدى الجبهات يجب ان تكون حافزا للطرف الاخر اوكرانيا والدول الداعمه لها امريكا والدول الغربيه لاستغلال هذه الفرصه والبدء بحوار جدي للبحث في سبل وقف وانهاء هذه الحرب وليس البناء والعمل على ارسال مزيد من الاسلحه والمعدات من قبل امريكا وحلف الناتو الى اوكرانيا واعتبار عملية اعادة الانتشار مظهر من مظاهر ضعف القبضه الروسيه تستوجب القيام بالمزيد من الهجمات حتى وان طالت الاراضي الروسيه وهذا ماحذرت منه القياده الروسيه بحيث وافق الزعيم الروسي فلادمير بوتين على مقترح وزارة الدفاع الروسيه بأعلان تعبئه جزئيه للقوات المسلحه الروسيه مما يعني قرع اجراس الخطر في منطقة الصراع وفي العالم .
اصبح واضحا بان شعوب القاره الاوربيه لم تعد تحتمل تبعات استمرار هذه الحرب وقد عبرت عن ذلك بمظاهرات واحتجاجات عديده شملت رجال الاعمال واصحاب الشركات والمصانع الكبيره خاصة في المانيا وفرنسا وبعض الدول الاخرى حيث اصبحت مصانعهم وشركاتهم مهدده بالتوقف او الافلاس اضافة الى ان دعوات حكومات هذه الدول لمواطنيها للتقشف بأستخدام الغاز والكهرباء وترك عاداتهم القديمه بالاستحمام والتدفئه الى اقل قدر ممكن كانت محل تندر وأستهزاء من شرائح كبيره من المواطنيين .
ان الوصول الى حلول لوقف هذه الحرب بما يحفظ المصالح الوطنيه والامن القومي لكلا من اوكرانيا والاتحاد الروسي ليس امرا مستحيلا الا اذا كانت هناك اطراف مستفيده من استمرار هذه الحرب ويمكننا القول بكل وضوح بان الاداره الامريكيه الحاليه هي من تسعى لاستمرار هذه الحرب وعدم توقفها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى