مقالات كل العرب

إفلاس العراق.. و تصريحات علاوي

شارك

إفلاس العراق … وتصريحات علاوي

الشيخ عصام البوهلالة

العراق «بلاد ما بين النهرين» يتجاوز عمره اكثر من 8000 سنة ، اي ان هذه البقعة من الارض هي كيان حضاري نشأت على ارضه أولى الحضارات في التاريخ الإنساني ، وخطت فيها الأحرف الأولى للبشرية ، ومنها اقتبست شعوب العالم هذه المعرفة ، وسن فيها اول قانون لتنظيم الحياة ، وهو قانون (ايشنونا) في مملكة ايشنونا ، واستمرت بعده قوانين أخرى ، وكرم الله سبحانه وتعالى شعبها وأرضها فاغناها بموارد طبيعية لا حصر لها وبعقول بشرية ابتكرت وطورت هذه الموارد وسخرتها لخدمة الإنسان ، ومن كرم الله على هذه الأرض أن جعلها ارض الانبياء ، حيث بعث عليها سيدنا إبراهيم عليه السلام وانبياء كثر ذكر الله أسمائهم في القرآن الكريم .
هذه المكارم من الخالق جل جلاله إلى المخلوق لن تنتهي بمرور الزمن بل يتجدد فيها كل شيء بحساب ، وبوجود الطاقة والمعادن الأخرى في باطن هذه الأرض المقدسة والتي ابدع فيها العقل العراقي باستخراجها وتحويلها إلى إنجازات عمت فوائدها داخل وخارج حدود البلد ، حيث وضع الإنسان العراقي لمساته الواضحة في أغلب دول العالم ومنها الدول المتحضرة والمتقدمة .
بعد عام 2003 حيث وقوع الغزو واحتلال العراق (تمخض الجبل فولد فأرا) ، حكومات شكلت بأوامر المحتل لتنفيذ اجنداته ، وآخرها حكومة مصطفى الكاظمي التي هي حاليا حكومة تسيير أعمال ، حيث ادعائها ببرنامج الورقة البيضاء وإيهام الشعب بالاصلاح ومحاربة الفساد .
واخطر ما تضمتنه هذه الحكومة هو وزير ماليتها علي علاوي وهو أبن عم السياسي صاحب الكلمة الشهيرة في وسائل الإعلام (والله ما ادري) ، هذا الوزير صاحب الأداء الفاشل في إدارة مجموعة الشركات البريطانية التي أوكلت إليه إدارتها وأدى بها إلى الإفلاس ، دمرت سياسته المالية العشوائية اقتصاد العراق ، واول مخرجاتها هبوط قيمة الدينار العراقي بنسبة الثلث ، وتحويل مئات ملايين الدولارات شهريا من المال العام إلى سلطة الإقليم في شمال العراق دون وجه حق وخارج الضوابط والاتفاقيات ، وهو الذي لم يحقق من برنامج حكومته الا الخراب .
آخر خطوات الفشل التي يخطوها هذا الوزير هي تصريحاته الأخيرة لوسائل الإعلام حيث صرح قائلاً : وصول العراق الى حالة الإفلاس ستكون بعد مضي 10 سنوات وبعد نضوب النفط وتسريح جميع موظفي الدولة .
إن هذه التصريحات لا تنم عن عقلية مالية مدركة للوضع الاقتصادي العراقي المزري ، وهو ما أدى إلى إرباك السوق العراقي وزرع الخوف والهلع في نفوس العراقيين .
ومن المعتقد أن هذه التصريحات ما هي إلا تهيئة لفرض زيادة كبيرة من الرسوم والضرائب ، ومن المؤكد أن هذا الأمر سيؤدي بالبلد إلى الهاوية .
ورغم إيماننا أن لا فائدة مرجوة من مخاطبة هذا الوزير الانبطاحي ، لكننا نسأل من جاء به ؟ ومن وقف خلفه داعما لهذه السلطة المرتبكة ؟
هل يدرك هذا الوزير ومن معه ، إن الثروة الحقيقية تكمن في العقول البشرية قبل استثمار الثروات المعدنية ؟ وهناك امامنا مثال حي في الوقت الحاضر وهو ما حصل في سنغافورة التي نهضت باقتصادها من تحت الصفر لتصبح من اقوى الدول الاقتصادية الآسيوية رغم عدم امتلاكها اي ثروات معدنية وطبيعية ، وهل يدرك وزير مالية حكومة الكاظمي أن العراق يمتلك موارد من الثروات الاقتصادية والزراعية والسياحية أضعاف موارده من النفط ؟ .
وهل يدرك هذا الوزير إن العراق بموقعه الجغرافي إن أدارته حكومة وطنية سيكون الممر الاقتصادي العالمي الاقوى والذي سيجعل العراق بلدا ليس ريعيا ويضعه في مصافي الدول ذات الاقتصاد الرصين عالميا ؟ .
يا سيد علاوي ومن معك {والله ما ادري} اتركوا العراق لرجاله الوطنيين المستعدين لإنتشاله وإنقاذه وحينها سيشاهد العالم كيف تشمر السواعد العراقية الوطنية لبنائه بأقل من نصف عقد من الزمن .
اتركوا السلطة للعقول الوطنية الكفؤة ، وسوف يرى العالم بأكمله الفرق بين عقولكم الضحلة وبين هذه العقول الجبارة في إدارة العراق بالشكل الذي يستحقه.
في الختام نطالب من جاء بهذه الحكومة ودعمها لتستمر لغاية الآن ، إيقاف هذا الوزير الفاشل عن العمل ومحاسبته على كل قراراته وإجراءاته التي أدت إلى هذا الفشل الذريع وهي خطوة في بداية الإصلاح .
والله ولي التوفيق

سياسي عراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى