كل الثقافة

مسابقة الأدب العربي ـ جائزة مارون عبود – الدورة الثانية 2021

الجائزة الأولى

شارك

مسابقة الأدب العربي ـ جائزة مارون عبود – الدورة الثانية 2021

الجائزة الأولى

يقوم مركز ذرا للدراسات والابحاث بباريس على تنظيم الأنشطة والفعاليات التي تبرز الادب العربي في كافة جوانبه ومن ذلك مسابقة الأدب العربي التي أفردت نسختها الثانية للنصوص القصيرة لغير المحترفين وإستهدفت الهواة، تم الإختيار النهائي للنصوص الفائزة الثلاث:

الأولى: محاكمة فيروس كورونا ـ عصام إسماعيل الضبع من مصر

الثانية: مناجاة من تحت الركام ـ نور رؤوف سمكو من العراق

الثالثة: برقيات عشقية ـ سجى سامي حمدان من فلسطين

 

مسؤول القسم الثقافي

 

الأولى: محاكمة فيروس كورونا ـ عصام إسماعيل الضبع من مصر

 

 

محاكمة فيروس كورونا

عصام إسماعيل الضبع

 

في قاعة المحكمة بدأ يتحدث الحاضرين بالجلسة ويتهامسون، وقال احدهم: انه مجرم وقاتل ومرتكب جريمة ضد الانسانية، لقد بحثوا عنه في كل مكان حتى قبضوا عليه، وقال آخر: لقد تحالف ضده الجميع من حكومات وشعوب، لأول مرة يجتمع العالم على مجرم ومرتكب جريمة ضد الانسانية، اخيراً تم القبض عليه وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، هذا المجرم هو (فيروس كورونا)، وقال ثالث: لقد فرح جميع شعوب الارض وكذلك جميع الحكومات. اخيراً تم القبض على هذا المجرم المعادي للإنسانية.

وبدأ موعد جلسة محاكمة هذا المجرم (فيروس كورونا)، وحضر المتهم واقفا في قفص الاتهام وكانت الجلسة مذاعة على جميع الفضائيات ويشاهدها جميع شعوب العالم، وصعد القضاة الى المنصة.

ونادى الحاجب وقال: محكمة.

فوقف جميع الحاضرين لتحية المحكمة ثم جلسوا لتبدأ المحاكمة. ثم يأذن القاضي لممثل الادعاء بأن يقرأ الاتهامات. وبدأ يقول هذا المجرم لم يرعى أي حق للانسانية وقتل الالاف من البشر فلم يفرق بين دين او عرق او سن فكان يقتل الجميع بلا رحمة، لم يفرق بين غني او فقير، لم يفرق بين حاكم او محكوم فلقد  اصاب الجميع بلا استثناء، لقد  نشر الذعر والرعب بكل مكان وفرق الاحبة، لقد  انهارت بورصات العالم  ودمر اقتصاديات الدول وتسبب في خسارة بالمليارات  للدول ولكبار رجال الاعمال، وتسبب في اغلاق الدول لحدودها مع بعضها البعض، واغلاقها امام حركة الاشخاص والبضاعة، ولذلك تطلب النيابة توقيع  اقسى عقوبة على المتهم، وهي الاعدام لكي تكون عقابا رادعا لكل مجرم تسول  له نفسه القيام بمثل ما قام به هذا المجرم.

نادى المتهم (فيروس كورونا) على القاضي: أليس من حقي ان يكون لي محام، اليس هذا حقي الطبيعي؟ فقال القاضي: ولكننا لم نجد أي محام يوافق على الدفاع عنك لفظاعة ما قمت به.

ـ إذن اسمح لي ان اكون محامي نفسي واتولى الدفاع عنها. فقال القاضي: لقد سمحنا لك بالدفاع عن نفسك.

فقال المتهم: شكرا لك سيادة القاضي، يا ليت كل متهم يأخذ حقه في الدفاع عن نفسه في هذه الدنيا. لقد اسهبت النيابة في كيل الاتهامات لي بدون رحمة.

فتدخلت النيابة وقالت وهل رحمت انت احدا من ضحاياك؟

فقال المتهم: اعترض سيادة القاضي على مقاطعة النيابة لي.

فقال القاضي اعتراضك مقبول. وطلب من النيابة عدم مقاطعته في دفاعه عن نفسه.

فتابع المتهم قوله: لقد اسهبت النيابة في كيل الاتهامات لي دون رحمة ولم تعطي نفسها فرصة ولو لثواني في التفكير ان ما تتهمني به اصبح شيئا عاديا في دنياكم واعتاد عليه الجميع ولم يستغربه أي احد من البشر عندما يكون الجاني هو احد منكم اي من البشر، ولكن عندما قمت انا بشىء منه وليس كله اصبحت مجرما في نظر العدالة. فإن كان ما قمت انا به جريمة وأحاكم به في المحكمة الجنائية الدولية. فما بال من يقومون بما هو اكثر؟ فلقد نشر الانسان الحروب بلا عقل او رحمة وقتل ملايين البشر وليس بضعة آلاف مثل ما تتهمني به المحكمة بقتلهم، ولم يرحم الاطفال بل قتل الاطفال بالملايين في الحروب في حين انه لم يثبت على اني قتلت الاطفال او تاجرت في اعضائهم البشرية كما فعل البشر. لم يثبت عني اني قتلت على اساس ديني او عرقي او قتلت ملايين في حروب على اساس ديني او عرقي كما يفعل البشر. لم اهدم المنازل على رؤوس اصحابها كما يفعل البشر في حروبهم، لم اسهم في صناعة الفقر وعمل مجاعات في ارجاء الارض  كما يفعل البشر بسبب الرأسمالية المتوحشة وحب جمع المال بغض النظرعن  الاخلاق والمبادىء، اما عن غلق الحدود امام حركة الاشخاص والبضاعة فهذا هو ما يفعله البشر.

اليست حدود جميع الدول مغلقة امام حركة الاشخاص ويحتاجون الى تاشيرة على جوازات السفر. تلك التأشيرة التى لا يستطيع الحصول عليها من يحتاجها فعلا للهروب من اماكن النزاعات والحروب او الهروب من الفقر والمجاعات الى ارض اخرى عملا بقول الله تعالى (اليست ارض الله واسعة لتهاجروا فيها) صدق الله العظيم. اذا اردتم محاكمتي فأنا مستعد ولكن حاكموا انفسكم اولا قبل ان تحاكموني.

فأنا جند من جنود الله لتعيدوا التفكير فيما تصنعون. ما فعلته انا بكم ليس بسيطا ولكن ما تفعلونه انتم بأنفسكم افظع.

بدأ الحاضرين يفكرون فيما قال المتهم (فيروس كورونا) في دفاعه عن نفسه وعاد الهمس بينهم. فطرق القاضي بمطرقته على المنصة ثم رفع الجلسة للمداولة.

ودخل القضاة الى غرفة المداولة ثم عادوا بعد نصف ساعة، ونادى الحاجب من جديد: محكمة. فوقف الحاضرين من جديد لتحية المحكمة. ثم جلس القضاة وجلس الحاضرين. لتقوم المحكمة بالنطق بالحكم.

فقال القاضى: لقد اثبت المتهم جريمته على نفسه من خلال دفاعه عن نفسه ولم ينفها ونشكره للفت نظر المحكمة الى هؤلاء البشر الذين يقومون بتلك الجرائم التي ورد ذكرها في مرافعته، ولذلك حكمت المحكمة بما هو آت:

ـ الحكم بالإعدام على فيروس كورونا كما توصى المحكمة بتقديم كل هؤلاء البشر الذين يقومون بالأفعال الفظيعة التي ورد ذكرها في دفاع المتهم عن نفسه.

(هذه محاكمة تخيلية)

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى