الرئيسية

“الشرق الأوسط الجديد”.. وصفقة القرن- بقلم: علي المرعبي

شارك

“الشرق الأوسط الجديد”.. وصفقة القرن

 

 

 

 

 

 

 

علي المرعبي

رغم أن لا شئ يوحي بالمدى المنظور بأي حالة نهوض

عربية، تكون على مستوى التحديات الخطيرة والكبيرة التي تواجه الدول العربية، والتي تختلف طبيعتها بين بلد وآخر، إلا أن القاسم المشترك بينهم الإستهداف المحموم للوطن العربي بصيغ وأشكال متعددة.
واهم من يعتقد أن هناك دولاً عربية بمنأى عن هذه الحالة، حتى تلك التي يوحي مظهرها بالإستقرار الآني، لإن التدخل الأقليمي والدولي، قادر على زعزعة هذا الإستقرار بوسائل وسبل متعددة، بعضها داخلي من خلال التحريض داخل مكونات ما، والآخر خارجي من خلال إفتعال أزمات توصل للتوتر الكبير الذي قد يؤدي بأي لحظة إلى إشتعال الجبهات، خاصة في ظل غياب مرجعية عربية قادرة على المواجهة.
إذا ما أردنا التأشير على الوضع العربي، يمكن أن نلاحظ ما يلي:
ـ العراق منذ الاحتلال وتنصيب حكومة للإحتلال، تلاها ما سمي “عملية سياسية” أفضت إلى تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية، وإلى فساد غير مسبوق، وتراجع حاد للبنى التحتية والإقتصادية والتعليمية، وأدت إلى ملايين المهجرين من منازلهم، إولئك الذين توزعوا بين مخيمات النزوح داخل العراق، أو الذين غادروا بلدهم مرغمين وسيف التصفيات والإغتيالات مسلط فوق رؤوسهم.
ـ سوريا التي لم يبق من دول الأقليم أو العالمي لم يتدخل بها، لحماية النظام الذي يجدونه ضرورة لهم، خاصة ما يتعلق بأمن الكيان الصهيوني،و التآمر على كل القضايا العربية، والنتيجة ملايين الضحايا والجرحى والمهجرين والمفقودين، إضافة لعمليات تعذيب وحشية داخل معتقلات النظام أدت لعشرات الالآف من الضحايا تحت التعذيب.
ـ أخترعوا “ثورة” في ليبيا (بعض مطالب الشعب محقة وعادلة) تحت ستار الديمقراطية وكان الهدف هو تقسيم ليبيا ميدانياُ كمرحلة أولى، والإستحواذ على أرصدة ليبيا المالية الموجودة بالدول الأجنبية، ووضع اليد على آبار النفط الليبية، وتركها دولة فاشلة مقسمة بين الشرق والغرب، فيما آبار النفط بالوسط تحت سيطرة القوى المرتبطة بالأجنبي، طبعاً منذ تدخل برنارد هنري ليفي على الأرض وساركوزي جواً بالغارات لا أحد يعرف مصير عائدات البترول والأموال الليبية.
ـ اليمن، بعد أن أكتمل تجهيز الحوثيين عسكرياً ومالياً وإعلامياً، إنفجرت الحرب الداخلية، التي كان من الممكن تجاوز مرحلة علي عبد الله صالح دون هذا الكم من الضحايا، ولكن الرغبة بإعادة تشطير اليمن، وتوسيع النفوذ الإيراني، وإستهداف أمن دول الخليج والسعودية تحديداً لإبتزازهم مالياً وسياسياً، كان وراء إستمرار مأساة اليمن الذي غابت عنه السعادة حتى اليوم.
هذه المؤشرات الحادة والواضحة، تخفي خلفها حالات أقل وضوحاً، و لكن ليست أقل خطراً، خاصة مع ملامح عنصرية بدأت تطل بوجهها بدول المغرب العربي. ومحاولات محمومة لتأجيج صراعات داخلية بين مكونات الشعب الواحد، بإدعاءات مشبوهة بالكامل.
كل ذلك لماذا؟؟؟!!!
من أجل إعادة تشكيل “الشرق الأوسط الجديد” وتفتيت الدول العربية المقسمة أصلاً إلى كيانات هزيلة، طائفية ومذهبية وعرقية أولاُ، ومن أجل تحقيق “صفقة القرن” وتثبيت وجود الكيان الصهيوني، وإنهاء قضية الشعب الفلسطيني ثانياً، وإطلاق يد الكيان الصهيوني وإيران وتركيا للهيمنة على الكيانات العربية الهزيلة والمفتتة..
هذه أهدافهم، وأعلنوها منذ عقود، ولكن حتى لو أستطاعوا مرحلياً تنفيذ ذلك أو بعضه، فإن حالة نهوض عربي آراها قادمة بفجر جديد، رغم الظلام الدامس، لأن إرادة الشعوب لا تقهر…قد ننهزم بمعارك ولكننا سنكسب الحرب، لأننا أصحاب قضايا عادلة ومشروعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى