مقالات كل العرب

محلك سر

محلك سر

 

د.نرمين يوسف الحوطي

عباية

عبايتي هي بيتي … هي داري … عزي وعزوتي

هالعباية كلمن شافها وقف لها احترام … وأخلا لها كل سكة ودرب

ولي مرت طيف عبايتي بالفريج …نزلت الرجال كل عيونها في القاع

عباتي هيبة …عباتي وقار …هي ستر المرا …

حجوة لو اختلف عليها الزمان والمكان … هي هي ما تتغير

كلمات سمعت وأديت أمام الجمهور في مساء يوم الأحد الماضي 9/11/2025 على مسرح المتحف الوطني كانت تلك السطور اقتبست من العرض المسرحي الذي قدم من فرقة ” تياترو ” تحت عنوان ” عباية ” وهي من إخراج المبدع الأستاذ هاني النصار ومن تأليف الدكتورة فاطمة العطار ومن تمثيل روح صلاح ، ” عباية ” هو عرض مشارك ضمن مهرجان الكويت الدولي للمونودراما لدورته الثامنة ، بعيدا عن المهرجان وعن العرض المسرحي وعناصره سطورنا اليوم تسلط الضوء على النص المسرحي الذي حالفني الحظ وقمت بقراءته وهذا ما جعلني أتعايش مع العرض أكثر لأنني قرأت كلماته وعشت ما بين سطور قضيته ” عباية ” .

الحروف تستمد قضيتها من العبق الماضي لتحاكي الحاضر بكلمات رمزية مباشرة للقارئ وللجمهور أيضاً ، فالكاتبة تنادي برمز أساسي وركن لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا وهي ” العباية ” لتحاكي الكثير من السلبيات التي يعيشها واقعنا وأهمها “السوشل ميديا ” وكيف البعض من مستقبلنا وحاضرنا يأخذ من عاداتنا وتقاليدنا سخرية من أجل “ترند” !

“عباية ” سطور تحاكي الواقع وتضرب ناقوس الخطر بأن حان الوقت بأن نغرس في أجيالنا ومستقبلنا عاداتنا وتقاليدنا بل حان الوقت بأن نرسخ في مجتمعنا احترام عاداتنا وتقاليدنا ولا نجعلها مادة للسخرية كما يفعل البعض ، ” عباية ” كتبت بأنامل أمرأة لا تنتمي للجيل الماضي بل هي من الطاقات الشبابية وبرغم من التمدن والمعاصرة التي تربت من خلالها إلا أنها تعتز بعباءتها وثقافتها لأنها تنتمي لهذا التاريخ ونشأت على حزاوي العبق الجميل ، سطور تنادي بالاعتزاز بعاداتنا وتقاليدنا مهما علية المرأة من مراكز ودرجات عليمة تبقى عاداتها وتقاليدها راسخة في تكوينها شامخة بتاريخها وتربتها تلك هي ” العباية ” .

مسك الختام : إن أول ما ينحط في دزة العروس عبايتها … وآخر ما ينحط على جفنها هم عبايتها … د.فاطمة العطار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى