مقالات كل العرب

مصر تفتح بوابة التاريخ: المتحف المصري الكبير.. أيقونة حضارية تبهر العالم

مصر تفتح بوابة التاريخ: المتحف المصري الكبير… أيقونة حضارية تُبهر العالم

أ. رجاء السنوسي

في مشهد مهيب، شهد العالم يوم 1 نوفمبر 2025 افتتاح المتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة بعد أكثر من عقدين من العمل والتخطيط ليصبح أكبر متحف أثري مخصص لحضارة عريقة وواحداً من أهم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين.

حضور دولي رفيع المستوى
تحوّل حفل الافتتاح إلى تظاهرة دبلوماسية وثقافية ضخمة، جمعت تحت سقفها 79 وفداً رسمياً من مختلف أنحاء العالم، من بينها 39 وفداً يقودها ملوك ورؤساء ورؤساء حكومات.
وكان من أبرز الحاضرين:
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي ترأس مراسم الافتتاح وألقى كلمة ترحيبية أكّد فيها أن المتحف يمثل “جسراً بين الماضي والمستقبل”.


الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) الذي حضر بدعوة رسمية من مصر.
الرئيس الألماني فرانك فالتر الذي شارك إلى جانب وفد ثقافي ألماني.
وممثلون عن الأردن، البحرين، الإمارات، السعودية، اليابان، إسبانيا، فرنسا، وإيطاليا، إلى جانب عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية، من بينها اليونسكو ومنظمة السياحة العالمية.

هذا الحضور الرفيع عكس المكانة الرمزية للمتحف بوصفه مشروعاً عالمياً يتجاوز حدود مصر ويؤكد أن التراث الإنساني هو مسؤولية مشتركة بين الشعوب.

صرح بحجم الحلم
يقع المتحف على مساحة نصف مليون متر مربع، ويضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تمتد عبر عصور الفراعنة حتى العصر الروماني.
يستقبل الزائر تمثال رمسيس الثاني في البهو الرئيسي، فيما تُعرض لأول مرة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون بما في ذلك قناعه الذهبي وعرباته الحربية الستة.
يُعدّ افتتاح المتحف المصري الكبير نقطة تحوّل في مسار السياحة الثقافية، إذ يُتوقع أن يجذب أكثر من 8 ملايين زائر سنوياً، ويُنعش الاقتصاد المصري بما يعزز من مكانتها كعاصمة للثقافة والحضارة في المنطقة.
كما يُعد المشروع رمزاً لتكامل الجهود بين الدولة المصرية وخبراء عالميين في مجالات الآثار والهندسة والمتاحف.

 

التصميم المعماري للمتحف تحفة بحد ذاته واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وسلالم حجرية عملاقة تربط بين طوابق العرض في مشهد يوحي بقدسية المكان. كما يضم المتحف مركزاً متطوراً للترميم، وقاعات عرض تفاعلية تستخدم أحدث تقنيات العرض المتحفي والواقع المعزز.

دلالات ورسائل
هذا الافتتاح لا يحمل بعداً أثرياً فحسب، بل هو رسالة حضارية موجهة للعالم:
أن مصر مهد التاريخ قادرة على تجديد نفسها، وأن التراث العربي والإفريقي ما زال قادراً على إبهار الإنسانية.
كما يعبّر الحدث عن إرادة عربية في صون الذاكرة التاريخية وتوظيفها في خدمة الحاضر والمستقبل والمحافظة عليها فمصر أولى بها.

من القاهرة إلى العالم
من أمام الأهرامات، أضاء المتحف المصري الكبير سماء الجيزة بأنوار حضارة لا تنطفئ، في حفل جمع بين الأصالة والتكنولوجيا، بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.
لقد أعادت مصر للعالم جزءاً من ذاكرته، وفتحت أبواب التاريخ على مصراعيها، لتقول من جديد:

“من هنا بدأ الإنسان…ومن هنا سيبقى أثره خالداً.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى