مقالات كل العرب

الممنوع مرغوب

الممنوع مرغوب

د.نرمين الحوطي

عجباً للبعض الذين يقوموا بغلق بعض نوافذ الفكر والثقافة ! بل الأعجب بأن تكون تلك العقليات إلى الآن متواجدة في هذا الزمن ! بالفعل أضحوكة بأن تكون تلك العقليات مازالت متواجدة وأن تقوم البعض منها بمصادرة الأفكار تحت غطاء الأخلاقيات هذا ما يسمى ب ” عجز الفكري ” .

نحن في عصر وجب علينا بأن نطلق الحرية للإبداع ، وحق الرد مكفول باسم الحرية أيضاً حتى يستمر العطاء الثقافي ، فما نحجبه ” بقرار ” متواجد أضعافه ومن نوعيته في الانترنت الذي لا يبخل على زائرينه بشيء مهما عظم أو قل حجمه، رسالة للبعض الذين لا يمتلكون غير العقول العاجزة فكرية :

اتركوا سماءنا تمطر بثقافاتها المتعددة دعوا الأفكار تطير في سماها دون مراقبة ودون قيود ، أن العالم يا سادة يتسابق ويعيش ثورة معلوماتية متجددة ، فما نراه في الدقيقة يتغير في ثواني بسرعة رهيبة والإضافات مستمرة والأفكار متجددة ، العصر القادم يا سادة عصر يهدد العقول الغير واعية ويتلاعب بها ، ورفض أو منع تلك الثقافات أو الفكر عنا لن يحل القضية ، فهي متأججة ولن تقف في طريقها قوة مهما كانت ، الفكر يا سادة حرية من الداخل لن يستطيع أن يمنعها أي إنسان مهما أوتى من قوة تنفيذية والعكس هو الصحيح .

فالممنوع مرغوب علي الدوام يا سادة ، والحل يكمن في فتح كل النوافذ الفكرية والتصدي لكل ما يمس الأديان وأمن الأوطان ، وسنجد في الرد الحل لأبطال آية مزاعم أو أفكار تصدر عن قصد للإساءة وهو في هذه الحالة سيكون بمنزلة سلاح قوي بتيار يستأصل الفكرة من الجذور ويترك صدى لدى المجتمع يجعله رافضاُ من داخله.

أن الفكر في حد ذاته قوة مؤثرة تحتاج إلى قوة تعادلها وسيكون الصراع بينهما للصالح العام الذي ينتظر من يفوز والمهمة هنا ستكون سهلة لو أتيحت الفرصة لجيل المثقفين للتصدي بالعقل لأي مزاعم فكرية ترى السلطة أنها تشكل خطراً أو تهدد البلاد من قريب أو بعيد دون اللجوء للقوة التنفيذية .

فالقوة الفكرية أقوى بكثير ، لأنها ستقنع الآخرين لو انتصرت عكس القوة المادية التي لن ترضى الكثيرين وسيكون الانشقاق هو الواقع الذي لن يصل بالمجتمع إلا إلى مزيد من الفرقة ، أن العالم من حولنا يتجدد ويبدع من خلال الثقافة والفكر اللذين يوصلان إلى الرقى والتقدم والقوة في عالم لا يعرف لغة سواها ، فلماذا نحارب تلك اللغة التي ارتضاها العالم أساساُ يبني عليه مجده ومستقبله ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى