تونس تتصدر المشهد: 10% من الطلبة يدرسون في الخارج

تونس تتصدر المشهد: 10% من الطلبة يدرسون في الخارج

أ. أنيس السنوسي
تونس – كشفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تونس عن أرقام لافتة تتعلق بعدد الطلبة التونسيين الذين يدرسون في الخارج، حيث بلغت نسبتهم أكثر من 10% من إجمالي عدد الطلبة، أي ما يفوق 30 ألف طالب.
هذا الرقم يضع تونس ضمن الدول التي تشهد هجرة ملحوظة للأدمغة، إذ يختار العديد من الطلبة متابعة دراستهم الجامعية خارج البلاد بحثًا عن فرص أكاديمية ومهنية أفضل.
وأوضح المدير العام للتعليم العالي بالوزارة أن هذا الإقبال المتزايد على الدراسة بالخارج يعود إلى عدة عوامل، من أبرزها الرغبة في الحصول على تعليم ذي جودة عالية، وتطوير المهارات اللغوية والثقافية، إضافة إلى محدودية البرامج الجامعية المحلية التي لا تتماشى في بعض الأحيان مع احتياجات سوق العمل.
ويرى خبراء في الشأن التربوي أن هجرة الطلبة قد تحمل آثارًا إيجابية على المدى الطويل، إذ يمكن لهؤلاء المتخرجين من الجامعات الأجنبية أن يساهموا في نقل المعرفة والخبرات عند عودتهم إلى تونس.
لكن التحدي الأكبر، بحسب المختصين، يبقى في كيفية استقطاب هؤلاء الكفاءات والاستفادة من مهاراتهم في تطوير الاقتصاد الوطني.
وفي هذا السياق، أكدت وزارة التعليم العالي على أهمية تعزيز التعاون بين الجامعات التونسية ونظيراتها الأجنبية، وتطوير برامج دراسية تتماشى مع متطلبات سوق الشغل. كما شددت على ضرورة توفير فرص عمل مناسبة لخريجي الجامعات التونسية والأجنبية على حد سواء.
وفي الختام، يظل السؤال المطروح: كيف يمكن لتونس أن تستفيد من أبنائها الذين تلقّوا تعليمهم في الخارج، وتوظف خبراتهم لخدمة التنمية الوطنية؟
الإجابة، كما يرى المراقبون، تتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تجمع بين الحكومة والجامعات والمؤسسات الاقتصادية، بهدف تحويل هجرة الأدمغة إلى رافد من روافد التجديد والنهضة في تونس.




