مقالات كل العرب

الوطن و المواطن العربي من قضية الأحواز

الوطن والمواطن العربي من قضية الأحواز

أ. دهر يوسف الشمري

1. فلسفة المواطن العربي تجاه الوطن العربي.
الوطن العربي في وجدان المواطن العربي ليس مجرد جغرافيا أو حدود سياسية رسمتها اتفاقيات الاستعمار، بل هو وحدة شعورية وثقافية وتاريخية. فهو فضاء يربط بين اللغة الواحدة، والهوية المشتركة، والدين، والتقاليد المتقاربة. هذه الفلسفة جعلت المواطن العربي يرى أن ما يحدث في أي بقعة من الوطن العربي يمسه مباشرة، وأن قضاياه مترابطة كنسيج واحد.
فالانتماء العربي ليس قومية ضيقة فقط، بل هو شعور بالمسؤولية تجاه العدالة والحرية، وتجاه مواجهة الاحتلال بأشكاله القديمة والحديثة.في أي زمان ومكان.
2. قراءة تاريخية للوطن العربي
التاريخ العربي مليء بمحاولات التوحيد والنهضة، لكنه أيضًا مثقل بمراحل التجزئة والهيمنة الاستعمارية: من الحملات الصليبية إلى الاحتلال العثماني والأوروبي وصولًا إلى النفوذ الأجنبي المعاصر.
ومع ذلك، ظلّت فكرة الوحدة والتحرر راسخة في العقل الجمعي العربي، حتى مع اختلاف الأنظمة والسياسات. ومن أبرز معالم هذا التاريخ:
مقاومة الاحتلال الفرنسي في الجزائر وسوريا والمغرب.
ثورات التحرر ضد الاستعمار البريطاني في العراق ومصر واليمن والخليج.
النضال الفلسطيني المستمر ضد الاحتلال الصهيوني.
هذا الإرث جعل المواطن العربي أكثر حساسية لأي شكل من أشكال الاحتلال أو القهر ضد أي شعب العربي.
3. الاحتلال الفارسي للأحواز
الأحواز أو عربستان بماء يعرف بمصطلح المدرج عند بعض العرب، هي أرض عربية تاريخيًا، كانت دولة مستقلة وكان آخر من يحكمها هو الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو حتى عام 1925 حين أسقطها رضا شاه بهلوي وضمّها إلى إيران بالقوة السلاح . منذ ذلك الحين.
ومن الموسف مُورست سياسة التفريس. ومنع اللغة العربية في المدارس، تغيير الأسماء العربية إلى فارسية وبعلم العرب والوطن العربي.
حُرِم الشعب الأحوازي من استثمار وثرواته، والمنع من العمل في. خصوصًا النفط والغاز، بينما يعيش في فقر وتهميش.
و قُمعت كل محاولات الانتفاض والاحتجاج بعنف دموي من المحتل الفارسي، وما زال الشعب الأحوازي يواجه التميز والاطهاد من المحتل ويواجه الاعتقال والإعدام والنفي.
4. رأي المواطن العربي في قضية الأحواز.
من منظور المواطن العربي، قضية الأحواز ليست قضية هامشية، بل هي جزء من قضية التحرر العربي الكبرى. فكما يقف العربي إلى جانب فلسطين، يقف أيضًا مع الأحواز، لأن ضد الاحتلال الفارسي يُعتبر استمرارًا للمشروع التوسعي الذي يهدد الهوية العربية في المشرق و المغرب والخليج العربي .
و الصمت على معاناة الأحواز يُعزز تقسيم العرب وإضعافهم.
تحرير الأحواز أو على الأقل دعم نضالها، هو مسؤولية أخلاقية وقومية، لأنه يعكس مبدأ “الأمة جسد واحد”.
5. الفلسفة العربية تجاه القضية
الفلسفة العربية في هذا السياق تقوم على ثلاث ركائز.
1. الحرية: رفض أي شكل من أشكال الاحتلال أو التهميش.
2. الهوية: التمسك بالثقافة واللغة العربية كجوهر للوجود العربي.
3. الوحدة: الإيمان بأن قوة العرب في تضامنهم، وأن قضاياهم مترابطة.
نعم المواطن العربي، عبر تاريخه وفلسفته، ينظر للوطن العربي باعتباره وحدة لا تتجزأ، ويرى أن الاحتلال الفارسي للأحواز ليس مجرد قضية إقليمية، بل جرحًا في الجسد الأمة العربي كله. فدعم الشعب الأحوازي ليس خيارًا سياسيًا فحسب، بل هو واجب قومي وإنساني يعبّر عن روح الأمة العربية التي ما زالت تحلم بالحرية والكرامة والوحدة.
من أية الطرق يأتي نحوك الكرم…
أين المحاجم يا كافور والجلم
حتى يقول:
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم…
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

 

كاتب أحوازي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى