أسطول الصمود ينطلق من سيدي بوسعيد

اسطول الصمود ينطلق من سيدي بوسعيد
أ. رجاء السنوسي
أن ترسو سفن أسطول الصمود في ميناء سيدي بوسعيد، ليس حدثاً عادياً في سياق ما يحدث.
بل هو لحظة رمزية تتجاوز بعدها اللوجستي نحو بعدها الإنساني والسياسي.
هذا الأسطول، الذي جاء من بعيد محمّلاً بوجع غزة وآمال شعوب العالم، يحمل رسالة صريحة أنّ الحصار لم يعد مجرد قضية محلية، بل قضية كونية تُحرك الضمير الإنساني من أقصى الغرب إلى شواطئ المتوسط.
اللافت أنّ اختيار سيدي بوسعيد كنقطة انطلاق، أضفى على المبادرة بعداً حضارياً وتاريخياً
فالمكان نفسه رمز للجمال والهوية التونسية، واليوم صار رمزاً للتضامن العابر للحدود.
مشهد السفن المتأهبة للرحيل لم يكن مشهداً بحرياً بحتاً، بل لوحة سياسية بامتياز.
لوحة تضع العالم أمام مسؤوليته: هل يظل متفرجاً على تجويع شعب محاصر، أم يتحرك لكسر الجدار الأخلاقي قبل الجدار العسكري؟
ورغم التهديدات والاعتداءات بالطائرات المسيّرة، بقيت إرادة المشاركين صلبة.
إرادة تُعيد التذكير بأن قوة الشعوب لا تُقاس بعدد الدبابات، بل بعدد القلوب المؤمنة بعدالة القضية.
ليس بالغريب على تونس بلد الأبطال
فمنذ عقود، لم تتخلّ تونس عن دورها التاريخي تجاه فلسطين
من استقبال القيادات الفلسطينيةإلى احتضان القمم والمبادرات، وصولا إلى هذا اليوم استقبال أسطول الصمود.
والانطلاق نحو غزة
وجود هذه المبادرة على سواحلها يبرهن أن تونس رغم أزماتها الداخلية، مازالت تعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية.
ليس فقط من باب التضامن العاطفي بل من منطلق وعي استراتيجي بأن فلسطين جزء من وجداننا الجمعي وهويتنا العربية هي جزء متأصل فينا وقضية زرعت في قلوبناوقلوب كل الأجيال
فلسطين كانت ومازالت بوصلتنا، والقدس مسرى رسولنا الكريم سيأتي اليوم الذي سنصلي فيه حيث صلى عمر ونرفع الأكفّ شاكرين لنصر طال انتظاره.