أحلام تتألّق في قرطاج: صوت يلمس القلوب و روح تضيء الركح

أحلام تتألق في قرطاج: صوت يلمس القلوب وروح تضيء الركح
أ. رجاء السنوسي
عادت أحلام إلى الركح التاريخي في قرطاج بعد نحو 28 سنة لتختم مهرجان قرطاج الدولي بحفل استثنائي جمع بين الأصالة الخليجية والهوية التونسية. لم يكن الحفل مجرد عرض غنائي، بل كان لقاءً نابضًا بالمشاعر بين الفنانة وجمهورها التونسي، حيث امتزج الصوت القوي بالشغف والوفاء.
ظهرت أحلام على المسرح وكأنها عروس قرطاج، بفستانها الأبيض المزيّن بأحجار براقة تضفي عليها هالة من الفخامة والرقي، عاكسةً أناقتها وحرصها على تقديم صورة فنية متكاملة تليق بالركح التاريخي والمناسبة.
من أبرز لحظات السهرة كانت أغنية تونسية للفنان زياد غرسة “مقياس يعجب”، التي أدتها أحلام برفقة لوحة رقص تونسية أصيلة، ما أضفى على الأداء طابعًا متنوعًا يعكس تلاقح الثقافات وتقدير أحلام للتراث الموسيقي التونسي.
شهد الحفل أيضًا لحظة مؤثرة إنسانية حين اعتلى طفل المسرح ليغني معها مقطعًا قصيرًا في لحظة لم تتوقعها احلام ابتسمت واحتضنته، وتجلّى أثر هذه اللحظة في عينيها كرمز للتلاقي بين البراءة وصوتها القوي ولتأكيد معنى الفن كجسر يربط بين الأجيال ويذيب المسافات.
الموسيقى في السهرة لم تقتصر على الأغاني الخليجية الأصيلة بل امتدت لتضم لمسات يمنية وسعودية وعمانية محافظة على خصوصية الجمل الموسيقية والكلمات، ما جعل الجمهور يتفاعل بانسجام تام وتصاعدت عاطفة الجمهور مع كل أغنية بين تصفيق حاروهتافات حب متكررة، لتتحول السهرة إلى لوحة حية من المشاعر المتبادلة بين أحلام ومحبيها.
كما حرصت أحلام على تقديم هدية رمزية لجمهورها من خلال اختيار أغنيات تحمل عبق التراث والوفاء، ما عزز التواصل المباشر بين الفنانة والمتلقي وأضفى على السهرة بعدًا إنسانيًا إضافيًا.
أثبتت أحلام للجمهور أنها مطربة الخليج الأولى وتألقت في مسرح قرطاج بأداء يُبرز محبتها ولباقتها وتقديرها لتونس وجمهورها ما جعلها تحظى بالاحترام والتقدي ر نجاح الحفل والتغطية الإعلامية المؤثرة يؤكد مكانتها الكبيرة في الخليج وحبها للجمهور التونسي.
تفاعل الجمهور كان حقيقيًا ومباشرًا بين التصفيق والطلبات وترديد الأغاني، مما جعل سهرة أحلام علامة مميزة في تاريخ مهرجان قرطاج ونجاحها كان نتيجة اجتهاد وإعداد دقيق ورسائل إيجابية تراكمت منذ أسابيع على صفحاتها لتتوج على الركح بأمسية صادقة ومؤثرة.