مقالات كل العرب

عرض الفلكلور العالمي في قرطاج.. عندما توحد الموسيقى العالم

عرض الفلكلور العالمي في قرطاج..عندما توحد الموسيقى العالم

أ. سنيا البرينصي

عندنا تمتزج الثقافات بين شعوب العالم شرقا وغربا ينسج الإبداع وتتمازج الهويات في سمفونية فنية إنسانية تأبى القيود وتتمرد على كل حدود عازلة أو فاصلة لتتلاقى على ركح مسرح قرطاج الأثري بإرثه الحضاري الضارب في عمق التاريخ ..من هنا انطلقت وأشعت، ليلة أمس الإثنين، سهرة “الفلكلور العالمي” المبرمجة في إطار فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، بعروض عشر فرق فنية شعبية من عدة دول إفريقية وعربية وأوروبية وآسيوية.

وشهد العرض مشاركة فرق موسيقية راقصة من تونس وليبيا ومصر والعراق والسنغال وبوركينا فاسو وصربيا والهند وفلسطين والجزائر للتعريف بالهوية الثقافية لبلدانهم وموروثها الشعبي.

هذا العرض الاحتفائي بالهوية ضرب موعدا بين شعوب وقارات العالم على أرض تونس وحضارة قرطاج الضاربة في عمق التاريخ لينسج تعبيرة فنية أصيلة ومضيئة لكل بلد مشارك وليثبت أن الفن يتجاوز كل الحدود، سواء كانت وضعية أو ميتافيزيقية.

واستهل العرض من السنغال ومن قلب افريقيا القارة ذات الزخم متعدد الألوان والإيقاعات والشغف، حيث غنى ديان ألدامس للحرية، ثم رقصة “العصا والسيف” من بوركينا فاسو لتروي ملحمة شعبية قبلية تعانق الإبداع وترسم بل تحيك توق الشعوب الأزلي الحرية والانعتاق، ثم رقصة “الكولو” الشهيرة من صربيا بقيادة فرقة بلغراد للرقص والغناء في تمازج رهيب بين وحدة الهوية والذاكرة والفن.

ومن الهند، أبهرت فرقة “راجستاني” الحضور برقصاتها النابضة بالحياة والفرح، على غرار رقصتي ” باتي” و “باغارو”.

ومن إبداعات ثقافات المغرب العربي، أشع الموروث الشعبي التونسي عبر فرقة “طوايف غبنطن”، المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي، لتعبق بالأصالة والتجذر في التاريخ في لوحات غنائية راقصة استحضرت سردية الطوارق وحراس الصحراء الأبدية، ثم الفرقة الوطنية للفنون الشعبية الليبية التي استقت من موروثها الشعبي أجمل اللوحات الفنية في احتفال مترسخ بالهوية، فيما هزجت فرقة «”تيفاست” للفنون الشعبية الجزائرية بالموسيقى الشاوية القبائلية الساحرة.

ومن مصر، جاءت رقصة “التنانير الدوارة” الشهيرة واحتفالات الصعيد المصري في عرض موسيقي للموروث الشعبي بإخراح مبهر جمع بين الأصالة والجمالية الفنية الخالصة.

أما من الشرق، فقد أسر الموروث الشعبي العراقي الجمهور وسافر به عبر الزمن، في رحلة عشق إلى عراق الدولة العباسية، وبغداد المنصور وهارون الرشيد والمأمون، عبر فرقة “دار الأزياء” العراقية في تمثل فني لجزء من تاريخ بلاد الرافدين المجيد، لتختتم السهرة بالإيقاعات الفلسطينية الفائضة بنضال شعبها من أجل الأرض والحرية وبهدف عودة الزيتون أخضرا في ربوع حيفا ويافا وعكا والناصرة وطبرية والقدس وكل فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى