مقالات كل العرب

إفتتاح أيّام قرطاج السينمائية و دورة جديدة للسينما العربية و الإفريقية

افتتاح أيّام قرطاج السينمائية ودورة جديدة للسينما العربية والإفريقية

أ. رجاء السنوسي

افتتحت أيّام قرطاج السينمائية دورة جديدة، مجدّدةً موعدها مع جمهورها ومع السينما التي اختارت، منذ تأسيسها، أن تكون أكثر من مجرّد عرض بصري، بل مساحة للتفكير والنقاش والالتزام بالقضايا الإنسانية.

ومن قلب العاصمة، عاد هذا الموعد السينمائي العريق ليؤكّد مكانته كأحد أبرز المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا، محافظًا على هويته التي راهنت على السينما القادمة من الهامش، والمنحازة للإنسان، ولأسئلته الكبرى المرتبطة بالحرية والعدالة والذاكرة.

حفل الافتتاح حمل في رمزيته رسالة واضحة مفادها أنّ أيّام قرطاج السينمائية لا تزال وفيّة لروحها الأولى، حيث تلتقي الصورة بالفكرة، ويصبح الفن وسيلة للتعبير عن الواقع، لا للهروب منه. كما عكس الافتتاح حضورًا لافتًا لوجوه سينمائية وثقافية وإعلامية، في أجواء أكّدت البعد الاحتفالي للمهرجان، دون أن تفقده عمقه الثقافي.

وتتواصل فعاليات الدورة الحالية إلى غاية 20 ديسمبر 2025، من خلال برنامج متنوّع يجمع بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأعمال الوثائقية، إلى جانب ندوات وحوارات ومائدة مستديرة حول السينما العربية الجديدة ضمن قسم «سينما تحت المجهر»، الذي يوفّر فضاءً للنقاش بين صنّاع الأفلام والنقّاد والمشتغلين في الحقل السينمائي.

واختارت إدارة المهرجان، بقيادة محمد طارق بن شعبان، أن تراهن في هذه الدورة على مزيد من الانفتاح والتنوّع، مع الحفاظ في الآن ذاته على جوهر أيّام قرطاج السينمائية ودورها التاريخي في دعم السينما العربية والأفريقية.

وقد افتُتحت العروض الرسمية لهذه الدورة بفيلم «Palestine 36» للمخرجة الفلسطينية أنيماري جاسر، وهو عمل قصصي يستحضر التاريخ والمقاومة، في اختيار يعكس بوضوح التوجّه القيمي والفني للمهرجان، وانحيازه للقضايا العادلة والسينما ذات البعد الإنساني.

وتبقى أيّام قرطاج السينمائية، بعد ما يقارب ستة عقود من تأسيسها، مساحة للتلاقي بين صُنّاع السينما والجمهور، وفرصة للاكتشاف وللجدل النقدي حول قضايا الفن والهوية والتحوّلات الاجتماعية، مؤكّدةً أنّ السينما ليست مجرّد صور تُعرض على الشاشة، بل حوار مفتوح مع الحياة والذاكرة والإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى