مقالات كل العرب

رسالة من شباب العراق الى المجتمع الدولي

رسالة من شباب العراق الى المجتمع الدولي

أ. غيث العسكري

لا شرعية لانتخابات تُشارك فيها المليشيات التابعة لإيران
بعد رفض الشعب العراقي المتكرر للمشاركة في كذبة مايسمى بالانتخابات التي اتسمت في تمكين الفاسدين وعملاء ايران من مقدرات هذا الشعب العريق ومقاطعة عملية تدوير مخلفات الفساد ولكن هذه المرة نجد اصرار المليشيات التابعة لإيران في دخول الانتخابات بزيّ سياسي، بينما تمسك بزمام الأرض وتشهر السلاح المنفلت وتمارس الاغتيالات والتهديد ،فكيف يمكن للعراقيين أن يختاروا بحرية وهم محاصرون بالخوف من المجهول اكثر مما عليه العراق الان ، وتحت وطأت السلاح الذي لا يرحم ، وكيف يمكن أن تُسمّى هذه “انتخابات” وهي تُدار من خلف الحدود .
وهنا اوجه سؤالا لصناع الديمقراطية
( هل المليشيات وفوضى السلاح تصنع الديمقراطية )
من أبسط مبادئ الديمقراطية أن يكون الصندوق أقوى من الرصاصة، وأن يكون صوت المواطن أرفع من صوت المليشيات ،لكن في العراق لا يزال السلاح يتحدث باسم السياسة والمليشيات الموالية لإيران كعصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ومنظمة بدر وغيرها — تدخل الانتخابات بأموال وسلاح ودعم إقليمي، وتفرض واقعاً قسرياً على الشارع العراقي ، هذه القوى لا تمثل إرادة الناس، بل تمثل مشروع الهيمنة الإيرانية الذي يريد للعراق أن يبقى تابعاً وضعيفاً. فهل يمكن أن نصدق أن من يحمل السلاح يمكن أن يحترم صوت الناخب؟
أمام هذا الواقع المشوه، بدأ الشعب العراقي يرفع صوته بالمقاطعة منذ اول مسرحية انتخابية حتى الان ، مقاطعة ليست سلبية، بل موقف وطني واعٍ يقول: “لن نمنح شرعية لانتخابات تسيطر عليها المليشيات وعصابات الفساد والقتل والعمالة للاجنبي .” بات الشارع العراقي والعالم اجمع يعرفون أن نتائج هذه الانتخابات محسومة قبل أن تبدأ، وأن من يمسك بالسلاح لا يمكن أن يسمح بخسارة سياسية. لذلك أصبحت المقاطعة اليوم لغة المقاومة السلمية الجديدة، وسلاح الشعب في مواجهة سلاح المليشيات ، فالعزوف الشعبي عن صناديق التزوير ليس ضعفاً، بل إعلان واضح بأن الشعب يرفض المشاركة في مسرحية تُكتب فصولها في طهران وتُعرض في بغداد.
بكل وقاحة وتحدي لا تخفي إيران احتلالها الامني والسياسي للعراق ودعمها لهذه الجماعات؛ فهي تموّلها وتوجّهها وتسعى لجعلها صانعة القرار في العراق، وكل مقعد تفوز به مليشيا موالية لطهران هو اختراق جديد للسيادة العراقية، وكل صوت يمنحها في البرلمان هو صوت ضد إرادة الشعب ، والسكوت الدولي والاقليمي عن هذا التدخل هو قبول بواقع الاحتلال السياسي المقنّع، الذي يجعل من العراق ساحة صراع بدلاً من أن يكون دولة مستقلة ذات قرار فالمعايير الدولية واضحة… والعراق خارجها ، وللتعريج عن المعايير الدولية فهي تنص على أن:
٠١ لا مشاركة لأي جهة تحمل السلاح.
٠٢ لا تمويل من المال الفاسد من الداخل والخارج للحملات الانتخابية.
٠٣ لا ترهيب للناخبين.
٠٤ لا تدخل خارجي في الشأن الوطني والتأثير على نتائج الاقتراح
لكن في العراق، كل هذه المعايير تُداس بالأقدام ، وهنا يأتي دور المجتمع الدولي الذي لا يجوز له أن يلتزم الصمت و يجب رفض أي انتخابات تُجرى تحت سطوة المليشيات، ودون ضمان أمن وحرية الناخب.
اما العراقيون اليوم يعبّرون بصمتهم، وبمقاطعتهم، و بامتناعهم عن المشاركة، عن رسالة صريحة مفادها “لن نشارك في تزوير جديد باسم الديمقراطية.
فصوت المقاطع أكثر صدقاً من تصويتٍ مُجبَر عليه تحت التهديد. والعراقي الذي يرفض الذهاب إلى صناديق التزييف، يقول للعالم “نريد انتخابات حقيقية، لا استعراضات تموّلها المليشيات وتباركها إيران ومن معهم من الدول المستفيدة من الفوضى وعدم الاستقرار في العراق .”
إن مشاركة المليشيات التابعة لإيران في الانتخابات العراقية ليست شأناً داخلياً، بل خطر على الأمن الإقليمي والاستقرار الدولي. والمقاطعة الشعبية الواسعة هي أصدق رد وطني على هذا الخطر، ورسالة بأن الشعب العراقي لن يشرعن سلاح المليشيات بصوته ، لذلك فإن الواجب الدولي والأخلاقي يقتضي إلغاء شرعية أي انتخابات تشارك فيها قوى مسلحة تابعة لإيران، والاعتراف بموقف الشعب الذي قال كلمته بوضوح: “لا لانتخابات السلاح، لا لهيمنة الاحزاب الموالية للاجنبي لا للفاسدين وسراق المال العام ولا للصمت العربي والدولي .. والنصر للشعب العراقي العظيم ولقواه الوطنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى