مواضيع منوعة

قوافل الشهداء في الأحواز

قوافل الشهداء في الأحواز

أ. دهر يوسف الشمري

لم تنقطع قوافل الشهداء في الأحواز منذ أن دنّسها الاحتلال الفارسي الغاشم. لقد حمل أبناء هذا الوطن العربي قضيتهم في قلوبهم، ودفعوا دماءهم ثمناً لحريتهم وكرامتهم، في مواجهة عدوٍّ لا يعرف سوى لغة القمع والاضطهاد.
نعم، هكذا يكشف الحقد الفارسي عن وجهه الحقيقي، في تعامله مع العرب في الأحواز: اعتقالات، إعدامات، محوٌ للهوية، ومحاولات مستمرة لطمس الثقافة العربية الأصيلة. ومع ذلك، فإن إرادة الشعب الأحوازي لم ولن تنكسر.
إنّ دماء الشهداء التي سالت على أرض الأحواز الطاهرة ليست إلا منارة للأجيال القادمة، ودليلًا على أن الكفاح مستمر حتى استعادة الحق المسلوب. فالتاريخ لا يرحم، والأرض لا تنسى، والشعوب مهما طال صبرها لا بد أن تنتصر.
دمُ الشهداءِ في الأحواز ذكرى لا تنسى فالتاريخ حفظها في صدورنا. فاستشهاد كوكبة من شبابنا الستة التي تظلّ صورتهم حيةً لا تندثر ولاتقيب. ودمُّهم لم يذهب هدراً، بل صار منارًا يضيء دروب الأجيال القادمة في بحثها عن الكرامة والحق. لا تُقاس قيمة النضال بعدد الأيام، بل بصدق السعي واستمراريته؛ لذلك فإنّ ذكراهم تذكّرنا بأن القضية الاحوازية لا تُقفل بالزمن، وأنَّ الأجيال القادمة ستُبقي الشعلة متوهجة طالما بقي هناك من يؤمن بالعدالة والحق.
وقال الإمام عليّ رضي الله عنه: «الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فلا تضجر.» هذه المقولة ليست مجرد حكمةٍ او تاريخ، بل دعوةٌ للتواضع والصبر عند الفرح، وللصبر والثبات عند الشدائد. فالفرس بطروا وفتكو وأجرموا في هذا الشعب المحروم من كافت المقدرات الحياة الكريمة.
الاحتلال والظلم لا يدومان؛ التاريخ علمنا أن السياسات التي تُهمّش هوية شعوب وتُقمع ثقافات لا تبقى راسخة إلى الأبد. ولكن الطريق الصحيح لتفكيك الظلم هو طريق والنضال سواء أبيض او أسود، فهذا قانون ومشروع دولي ومن حقنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى