أسطول الصمود.. لحظة فارقة في مواجهة الحصار

أسطول الصمود… لحظة فارقة في مواجهة الحصار
أ. رجاء السنوسي
في حدث اعتبره كثيرون لحظة تاريخية، اقترب أسطول الصمود العالمي من شواطئ غزة حاملاً رسائل تضامن ومساعدات رمزية، قبل أن تتدخل البحرية الإسرائيلية لاعتراضه وتوقيف عدد من المشاركين فيه. مشهد لم يمر مرور الكرام، بل أعاد إلى الأذهان محاولات سابقة لكسر الحصار، منذ حادثة سفينة مافي مرمرة عام 2010.
الاعتراض بالقوة
أقدمت قوات الاحتلال على اعتراض الأسطول مستخدمة مدافع المياه في محاولة لإغراق القوارب وإجبارها على التوقف، فيما أظهرت شهادات أن الجنود تعاملوا بعنف مع النشطاء المسالمين القادمين من أكثر من خمسين دولة حول العالم. وقد سيطرت قوات البحرية الإسرائيلية على ست سفن، من بينها سفينة دير ياسين التي ضمت عدداً من النشطاء التونسيين وهم: وائل نوار، غسان هنشيري، مازن عبد اللاوي، سيرين الغرايري، ياسين قايدي وخليل الحبيبي كما تم اعتقال جهاد الفرجاني من على متن سفينة سيروس.
أسماء تتقدم الصفوف
وجود تونسيين على متن الأسطول شكّل نقطة فخر وقلق في آن واحد، حيث عبّر ناشطون في الداخل والخارج عن تضامنهم ودعواتهم بسلامة المشاركين. وقد تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة دعاء وتضامن، خاصة بعد ورود أنباء عن عنف مفرط بحق المعتقلين.
الشارع العالمي ينتفض
في موازاة ذلك شهدت عدة عواصم ومدن كبرى في أوروبا والعالم مظاهرات ليلية ضخمة تضامناً مع الأسطول تونس برشلونة، روما، نابولي، تورينو، ميلانو، بولونيا، جنوة، باليرمو، فلورنسا، أثينا، بروكسل، باريس، برلين، وإسطنبول يهتفون للحرية ويدينون الاعتقالفي العاصمة الإيطالية روما، تصاعدت وتيرة الغضب إلى حد إغلاق بعض محطات المترو عبر اعتصامات ليلية احتجاجاً على الاقتحام.
اعتقال شخصيات بارزة
من أبرز المشاهد التي أثارت تفاعلاً واسعاً: اعتقال الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، التي شاركت على متن إحدى السفن، لتؤكد أن المعركة البيئية والإنسانية والحقوقية تلتقي كلها في غزة.
لحظة فارقة في التاريخ
وصف المنظمون ما يجري بأنه نقطة تحول في مسار التضامن مع غزة؛ فقد تجاوز الموضوع حدود السفن الصغيرة والمساعدات الرمزية وتحول إلى موجة شعبية عالمية متسعة ترفع راية الحق والعدالة والإنسانية هذا الأسطول السلمي والإنساني يهدف أولاً إلى إطعام جوعى الأطفال والنساء ومعالجة المصابين والمرضىوالغاية الأساسية كسر الحصار وإيصال الحياة والكرامة للفلسطينيين في أرضهم.
الحدث لم يعد شأنا فلسطينيا خالصا بل أصبح شأنا إنسانيا بامتيازفبينما تحاول إسرائيل فرض الحصار بالقوة يرد العالم بمسيرات واعتصامات وبقوارب صغيرة تقف في وجه أساطيل عسكرية ضخمة أسطول الصمود تحوّل إلى رمز جديد للعالمية، للشجاعة ولإرادة الشعوب في مواجهة الظلم.