عندما تهتز الجمهورية: ماكرون في قلب الأزمة

عندما تهتز الجمهورية: ماكرون في قلب الأزمة
د. جيلبير المجبر
لم تشهد فرنسا اضطراباً سياسياً مماثلاً في تاريخ الجمهورية الخامسة. منذ عدة سنوات، تتعاقب الحكومات وتتساقط الواحدة تلو الأخرى. تتغير الوجوه، وتتكرر الوعود، ومع ذلك لا يتغير شيء حقاً. هذه الحالة المزمنة من عدم الاستقرار لها مسؤول واحد: إيمانويل ماكرون.
كل سقوط للحكومة يكشف حقيقة بسيطة ومقلقة: الرئيس عاجز عن تحقيق الاستقرار في البلاد. تُفرض الإصلاحات – التقاعد، الضرائب، العمالة، التعليم – رغم الغضب الشعبي والمعارضة البرلمانية. الطريقة المتبعة، التي يُنظر إليها على أنها سلطوية وتقنية بحتة، تبعد الشعب وتضعف أي حكومة منذ البداية.
تغيير رئيس الحكومة كما يُغير المرء الملابس لم يعد كافياً. يشاهد الفرنسيون عاجزين عرضاً متكرراً حيث تتغير الوجوه لكن تبقى المشكلات نفسها. الغضب الاجتماعي، التظاهرات، الاعتراضات البرلمانية: كل ذلك ليس صدفة. إنه نتيجة مباشرة لسياسة منفصلة عن الواقع ومركزة على الصورة بدلاً من الفعل.
مسؤولية الرئيس واضحة: فرنسا لم تعد بحاجة إلى أوهام أو حلول مؤقتة. إنها تتطلب قيادة مستقرة، متسقة وجريئة. إنها تستحق حكومة قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والحوار مع الشعب، واتخاذ قرارات شجاعة. ما دام ماكرون متمسكاً بهذه الاستراتيجية القائمة على الارتجال والتواصل فقط، فإن كل حكومة جديدة ستكون محكوم عليها بالفشل.
الشعب الفرنسي صبور، لكن صبره له حدود. المواطنون يريدون أفعالاً، لا وعوداً. يريدون رؤية مستدامة، وحكومة جادة، وسلطة قادرة على حماية البلاد وضمان المستقبل وإعادة الثقة. كل سقوط للحكومة يذكّرنا بأن الجمهورية لا يمكن أن تبقى قائمة إلا إذا فهم الرئيس أن السلطة ليست عرضاً مسرحياً، بل مسؤولية مقدسة.
فرنسا تستحق أكثر من حكومات قابلة للتبادل وأوهام الاستقرار. إنها تستحق قادة يجسدون الشجاعة والتماسك والرؤية. الجمهورية لن تبقى قائمة إلا إذا امتلك من يحكمها الجرأة على الحكم حقاً، بدلاً من الاختباء وراء وجو
لقد حان الوقت لإطلاق ناقوس الخطر. الجمهورية تهتز، الغضب يتصاعد، والشعب يراقب. على إيمانويل ماكرون أن يختار: الاستمرار في هذا المسرح السياسي المليء بعدم الاستقرار، أم تحمل مسؤولياته لإنقاذ فرنسا.