مقالات كل العرب

العرفان.. فضيلة منسية في زحام الحياة

شارك

العرفان.. فضيلة منسية في زحام الحياة

د. محمد بن أحمد المرواني

في حياة كلٍّ منا صفحات خفية كتبها أناس لم تُسجَّل أسماؤهم في سجل الذكريات، لكنهم كانوا هناك… وقت الحاجة، وعند الانكسار، وفي لحظات الضعف والضياع. أولئك الذين مدّوا أيديهم حين تعثّرنا، وتكلموا حين ساد الصمت، وصدقوا حين خذلنا المقرّبون.

إننا كثيرًا ما نحتفي بأنفسنا في لحظات النجاح، نرفع رأسنا بفخر، نُظهر الإنجاز، وننسبه إلى الجهد والتعب والصبر. نعم، كل ذلك جزء من الحقيقة. ولكن، هل تذكّرنا من كان وراء الكواليس؟ من أضاء لنا عتمة الطريق، وساعدنا على الوقوف عندما تخلّى الجميع؟ من كان لنا ظلًا في شمس الحاجة، وسندًا حين مال الحائط؟

الوالدان، نعم، لكن أيضًا: معلم صبور، صديق عابر، قريب نسيه الزمان، زميل في لحظة ضيق، جار لا ينام قبل أن يطمئن، أو حتى غريب قدّم لنا دفعة صامتة أو عونا أو نصيحة دون أن يطلب مقابلًا.

الامتنان ليس كلمة تُقال، بل سلوكٌ يُعاش. هو اعتراف ضمني بأنّنا لم ننجُ وحدنا، ولم نتقدم بمجهودنا فقط. هو تذكير مستمر بأن في أعمارنا أبطالًا صامتين لم يطرقوا باب الفضل، بل اكتفوا بأن يكونوا ظلًّا خفيفًا يعين ثم يختفي.

في زحمة الأيام، ننسى. وفي غمرة الانشغال، نهمل. وفي لهاث الإنجاز، نغفل. لكنّ الأعذار لا تُسقط الواجب. فالعرفان دينٌ في أعناقنا، لمن كانوا يومًا نقطة تحول، أو لحظة أمل، أو طوق نجاة.

إنّ رد الجميل لا يكون فقط بهدية، أو رسالة شكر. بل قد يكون بالسؤال عنهم، أو الوقوف إلى جانبهم في محنتهم، أو مجرّد الاعتراف بفضلهم أمام الآخرين. فالقلوب تتغذى على الوفاء، والذاكرة الإنسانية لا تستقيم بغير الامتنان.

ولعلّ الأسوأ من النسيان، أن نعتبر ما قدّموه واجبًا عليهم، أو حقًا لنا. أن نُفرغ عطائهم من القيمة، ونحشره في خانة «المعتاد» أو «المفترض». وهنا، نرتكب خطيئة الأخلاق الأولى: الجحود.

أيها الناس، العرفان ليس ضعفًا، بل رفعة. والامتنان لا يُنقص من كرامة أحد، بل يزيده كرمًا ونبلًا. دعونا نُعيد لهذه القيمة البسيطة موقعها الحقيقي في حياتنا، لنكن أكثر إنسانية، وأصدق قربًا، وأوفى قلوبًا.

لنعد قليلاً إلى الوراء، إلى أولئك الذين غابوا من حياتنا، لكنّ أثرهم لا يزال حيًّا فينا. لنكتب إليهم، نزورهم، نُسمّيهم، نرفع أيدي الدعاء لهم، نذكرهم بالخير، ونحمل فضلهم معنا، تمامًا كما حملونا في لحظة ضعف.

و سأبدأ بنفسي فأنا ممتن لوالدي امي و ابي على كل ما اعطوه وان كان دافعهما حبا لابنهما ، انا ممتن لاستاذي في الصف الخامس الابتدائي محمد عاشور رحمه الله ، ممتن لشقيقتي الكبرى التي كانت أم ثانية لي في كثير من الاحيان .
ممتن لزملائي الاوائل الأصدقاء انور السيد و مسعود العلي،
ممتن لاخي و قائدي و داعمي و ظهيري الاول اخي الأكبر عبدالله بن خالد ، ممتن لاستاذي اللواء امين محمد عميره رحمه الله ، ممتن للموجه لاول في العمل يوسف العلي رحمه الله ، ممتن لصديقي احمد علي حسين الانصاري،
ممتن لاستاذي و معلمي و موجهي حمد بن جاسم ، ممتن لوجه السعد و صادق الوعد حمد بن خليفة . ممتن لاستاذي صلاح عبدالرحمن رحمه الله ، و ممتن لصديقي راشد الراشد
كما انني ممتن كثير الامتنان لاسرتي بكل افرادها كبيرهم و صغيرهم تحملوا تقصيري و غيابي و ضعفي و جبروتي و وقفوا معي و ازروني ،
ممتن للدكتور علي عبدالقادر الذي جرني الى الكتابة ..
للأسف أعجز عن ذكر أو تذكر كل اصحاب الفضل علي

الامتنان لا يُطلب، لكنه يُعطى. والقلوب التي تعرف طريق الشكر، لا تضلّ يومًا عن طريق النبل.
فليبدأ كل منا بتذكر أولي الفضل فيعطيهم جزءا من حقهم، العرفان و الامتنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى