مقالات كل العرب

أحمد الجارالله.. كذا.. وكذا!!

احمدالجارالله …كذا ..وكذا !!

د. علي القحيص

العمل الصحفي الحر موهبة بالدرجة الأولى قبل أن يكون مهنة ، ومهما درست وتعلمت مناهج وأسس الإعلام ودهاليز الصحافة واروقتها وخضت غمارها فإنك لن تفلح إن لم تكن موهوبا ، حتى لوحصلت على أعلى مستوى علمي وثقاقي وادبي وآكاديمي ، لايمكن أن تتألق وتتميز و تبدع بالعمل الصحفي بشكل مؤثر مهما كانت الدوافع والحوافز ، مالم يكن لديك حس صحفي ماهر يعزز موهبتك في التخصص ، لكي تكون مهنيا وحرفيا ولماحا في العمل الإعلامي والصحفي في اي ميدان من الإعلام المرئي والمكتوب والمسموع.
لان الصحفي لابد أن يكون لديه حس عال مختلف عن زملائه واقرانه ولديه خبرة وحاسة استشعار لخلق الخبر أو التقرير الصحفي أو الحوار ، حتى يصبح (دمه حبرا)، وموهبة فذة وإدراك ملهم يجذب القراء ويسترعي الإنتباه ، بالإضافة إلى الشجاعة والجرأة والمغامرات من اجل الحصول على سبق صحفي متفرد يكون حديث الشارع.
الاستاذ احمد الجارالله ، رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ، ولقبه عميد الصحافة الكويتية” ، نظرا لكونه أقدم صحفي كويتي ولا يزال يرأس تحرير صحيفته ويكتب ، رغم انه بلغ من العمر عتيا ، ولكن لم يشب مفرقه، لانه يتمتع بصحة جيدة وحيوية ونشاط وذاكرة جيدة، وحضور مقبول ولافت ،لأنه يهتم بصحتة و(يدللها) جدا ، مما حباه الله من نفوذ باسق ومال وفير وعلاقات متعددة الأطراف.
لاحظنا انه اطل علينا من أكثر من مقابلة فضائية خلال هذا العام بشكل متواصل . وتحدث عن تجربتة الثرية الطويلة بالصحافة ، وقال كنت أرغب أن أكون ممثلا ، وقد مثلت مسرحية مع الفنان الراحل خالد النفيسي (1937- 2006).
لكنه يضيف موضحا: رأيت في نفسي طموحا ومهارات أخرى أكثر من التمثيل !
وهو فعلا أجاد اكثر من التمثيل في العمل الإعلامي بجرأة وشطارة واستفاد من تلك التجربة في وقت مبكر سبق الكثيرين ، عندماكانت الصحافة لها سطوة و تأثير ونفوذ لا يبارى مما جعله في الوقت نفسه رجل اعمال ثريا وناجحا ويتنقل بطيارتة الخاصة التي صرح بأنه اشتراها بالاقساط!
وإلا كيف حصل له ست محاولات إغتيال ونجا منها بأعجوبة ، ورفعت ضده قضايا في المحاكم أكثر من ٤٠٠ قضية حسب قوله ولم يدخل السجن ، وفلت منها ايضا ، وهذا بفضل اجادته اللعبة بالمراوغة والتمثيل !
أظن الجارالله يجيد التمثيل ببراعة وذكاء، حتى انه يقول لنا اطلقت علي 32 رصاصة وعملت نفسي ميت !!
لذلك هو يجيد التحايل والمراوغة واللعب على رؤوس الافاعي بشكل بارع ومكر ودهاء وهو شرس ببسالة !
ولذلك منذ بداية تأسيسه لصحيفة ( السياسة) وخلافة مع الراحل عبدالعزيز المساعيد ،( 1915- 2001)، مؤسس الرأي العام ،اول صحيفة كويتية يومية صدرت في 16 أبريل 1961، والجارالله كان يعمل معه وكان يجيد (الخبطات) الصحفية والسبق الصحفي مبكرا ، وقد أجرى اول مقابلة له مع الملك فيصل بن عبدالعزيز ، رحمه الله ، وكذلك مع الملوك والرؤساء وأصحاب السمو، بل كان وسيطا بين بعض الملوك والرؤساء لحل بعض الخلافات الكبيرة بين الدول ، كما وضح في أكثر من مقابلة هذا العام.
ولكننا حين نتتبع مقابلاته بشغف ونريد المزيد من المعلومات ، ننتظر منه توضيح بعض الأمور الخافية علينا المهمة والحساسة التي لانعرفها والمسكوت عنها أثناء الأبواب المغلقة الذي ذكرها برحلاته المكوكية ، يقول الجارالله قال لي الملك ( كذا..وكذا…وقال لي الرئيس اذهب الى الرئيس المعني وقله( كذا..وكذا ..)!
وهنا نختلف مع الجارالله بسبب ( كذا ..وكذا….لأنه ماوضح لنا ..الكذا )، ما هي معناها وتفاصيلها والقصد منها؟!
وهذا هو مربط الفرس وما نبحث عنه نحن والمشاهدون والمتابعون لحواراته، لكي يعزز مقابلاته بأهمية الحوار ويوضح المعلومة الغائبة عنا في محتوى ( الكذا) ونريد ما وراء الكذا……! ماذا حصل ؟
اقترح على الاستاذ احمد الجارالله أن يصدر مذكراته بكتاب خاص ، بشرط أن يخلو …..من ( الكذا ..والكذا)!!
واتمنى ان يطلق على كتابه القادم الذي يفشي فيه أسراره وخفايا عمله و مغامراته الصحفية و(كذاواته) كلها بكتاب يحمل عنوان ( هذا كتابي..بدون..كذا ..وكذا )!!
لكي تكتمل سيرة ومسيرة حياته بلا رتوش!!
وبدون ( كذا….وكذا….)!!

كاتب سعودي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى