مظفر النواب الذي مات صامتا

مظفر النواب الذي مات صامتا
د. علي القحيص
يصادف اليوم الذكرى الثالثة لموت الشاعر العراقي مظفر النواب (1934_ 2022)، وقد كنا منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي ، نتابع قصائده الثورية والاحتجاجية والمتمردة ضد العرب والمسلمين ، كنا نظنه صادقا وصاحب مبدأ وموقف حين كان يلعن ويشتم ويسب القادة العرب ويطالب الشعوب أن تثور، وتشعل مياه الخليج !
ويتهم مكة بأنها (عاهرة صائمة) والعياذ بالله، وكنا وقتها مغفلون نصدق ما ينفث من سموم وقاذورات قمامة وشعوبية خبيثة، يتلون كالأفعى الرقطاء، كنا بفطرتنا نلتمس له بعض العذر لأنه مشرد ومطارد ومسلوب الحرية والارادة كما يزعم ، و كما اشاع ورسم لنفسه تلك الهيئة واستثمر فيها وتسلقها وسوق لنفسه بانه الشاعر الوطني الحر.
ولم نعتقد يوما أنه طافح بالطائفية المقيتة ( طائفي ) بشكل قبيح بإمتياز ،ولم تنطلي علينا أكاذيب ذلك (السكير) طويلا، هو من خذل الشعب العربي واوهمهم بأنه الشاعر الثائر المتمرد الشجاع.
كان يلقي الشعر ثملا، والناس يصفقون له، ظنا منهم انه الشاعر العربي الحر المناهض للأنظمة الدكتاتورية والقمعية!
رغم أن الرئيس الراحل صدام حسين ، استدعاه وكرمه وعرض عليه أي منصب إدبي أو ثقافي ، ولكنه قال لا انا مكاني( الشارع ) ولن أقبل هدية منكم “كما ادعى” ، وحين أراد أن يوصله بسيارته الخاصة، قال لصدام لا ما اركب يشوفوني الناس، ويتهمونني بأن النظام قد اشتراني!
وقال له اذا اذهب الى الشارع وتسكع لأن هذا مكانك الحقيقي! ونحن سوف نبي دولة وانت سوف تخذل الامة !
وهذا قول مظفر نفسه في مقابلة فضائية (طائفية) اغلقت بسبب طائفيتها!.
المهم نحن نحمل جهلنا وغلطتنا الكبيرة حين كنا نتداول أشرطة( الكاسيت) بصوته وهو يهتف مخمورا!
قبل أن نكتشف خيانته العظمى لوطنه العراق وشعبه العربي، حين احتل وطنه من قبل القوات الأجنبية التي يطالب بطرد اساطيلها من مياه الخليج العربي.
ويطالب ليكون الحج لمكة بالسلاح في السنة القادمة !
بل ذهب بحياته أكثر من ذلك ، فقد انتخب اول حكومة عراقية عميلة تحت ظل حراب الغزاة بالعراق ، وانا بأم عيني شاهدت أصبعه( السبابة) التي كان يسب بها الدول العربية. وشاهدت الحبر الأسود حين صوت للحكومة العراقية العميلة باصبعه الغير بريء من ضحاياه الذين ورطهم !
وقلت له في مطعم الصالحية بالعاصمة السورية “دمشق” ، امام الناس ومع شهود على ذلك :
(يامظفر النواب)، لو انك رحلت قبل احتلال بلدك لكانت نساء العرب لبسن الخمار الأسود على رحيلك ، لكنك لطخت تاريخك باصبعك الأسود ، حين ذهبت لبغداد وانتخبت حكومة خائنة وعميلة تحت حراب الامريكان ، الذي تطالبنا بهم فيما مضى بشتائمك أن نطردهم من بلادنا، مصدقين هراءك الباطل ، وتمثيلك المخادع ،حينما كنت تشتم زعماء دول الخليج وتوصفهم بأوصاف تعكس ثقافتك وداخلك المأزوم.
ولما تقدمت بك السنون و وتحولت الى جيفه ،أتيت إلى دول الخليج واهتموا بصحتك وعالجوك في ارقى المستشفيات الخليجية، حتى نفقت وذهبت إلى الجحيم ، غير مأسوف عليك وعلى تاريخك الأسود المشبوه ، حين تمجد أهل العمائم وتكيل الثناء على أهل الإفتراءات الطائفية وتمدحهم وتقبل اياديهم ، وهذا كله تابعناه عبر مواقع التواصل الإجتماعي ،الذي من حسناتها ،كشفت عيوبك وخيبتك و حقيقتك ودنسك وتدليسك وانتهازيتك.
حين كذبت على نصف الشعب العربي الذي خدعته وخذلته، وحين استنفر الشعراء العراقيين الوطنيين والعرب القوميين، بقصائدهم الوطنية يشجبون ويستنكرون غزو بغداد وتدميرها واحراقها من قبل القوات الأجنبية وادواتها، بلعت لسانك والتزمت جانب الصمت مغمضا عينيك عما حصل لبلدك ، ولم يصدر عنك لفظ ادانة الاحتلال والغزاة للعراق العربي قبل أن يتلفع بالسواد ! ولا ننسى ايضا أنك خدعت الجميع في احد الامسيات الشعرية في ابوظبي ، الذي كنت احضرها ، وقلت أن (الفتاوي من الباب للمحراب) في إشارة إلى المقاومة الوطنية قبل أن تحترق! التي كانت تقاتل الدبابات الأمريكية والهمرات المصفحة ، التي كانت تحمى صناديق الانتخابات الذي ادليت بصوتك ( النكرة) لها ، مؤيدا ومتضامنا مع الذين أتوا على ظهور دبابات الغزاة التي احتلت وطنك ، وكشفت حقيقتك المزيفة ، وسقطت كما سقطت بغداد العروبة والسلام التي لازالت تحاول تنهض من جديد، لتنفض الغبار عن براثن الغزاة واذنابهم !