مقالات كل العرب

“إضراب من أجل غزة” عودة الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية

شارك

“إضراب من أجل غزة”، عودة الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية

د. رمزي عودة

تحت هذا الشعار “إضراب من أجل غزة”، نجح الحراك الطلابي في جامعة كولومبيا الأمريكية من العودة بزخم كبير في السنة الدراسية الجديدة، مطالباً بوقف الابادة الجماعية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومطالباً أيضا بسحب إستثمارات الجامعة في إسرائيل والتي تتجاوز حاجز 14 مليار دولار. وبرغم تعرض عشرات الطلبة الى الاعتقال وفرض الغرامات الا أن هذه الحراك مستمر حتى الآن وينذر بعودة الاحتجات الطلابية المناصرة للشعب الفلسطيني في الجامعات الأمريكية.
للأسف، قامت الجامعات الأمريكية بالعديد من الإجراءات القمعية التي قلّصت الحراك الطلابي العام الماضي، فمن أكثر من 3000 اعتصام طلابي مناصر للقضية الفلسطينية، تقلص عدد هذه الاعتصامات الى نحو 900 اعتصام العام الجاري. ومن جملة الإجراءات القمعية التي تم استخدامها لمواجهة هذا الحراك الطلابي هو طرد الطلبة المشاركين فيها نهائياً أو جزئياً، وإخضاعهم لجلسات استجواب تأديبية، وفرض غرامات عليهم قد تصل الى 10000 دولار أمريكي، ومراقبة الحركة والتجسس على الطلبة، وحرمان الطلبة من المشاركة في صنع القرار الجامعي. إضافةً الى الطلب من قوات الشرطة اعتقالهم، بحيث تم اعتقال أكثر من 3000 طالب مناصر للإحتجاجات العام الماضي. من جانب آخر، قامت الإدارة الأمريكية بفرض مزيد من التعليمات التنفيذية لاعتقال وترحيل الطلبة المناصرين للقضية الفلسطينية، مثل قضية اعتقال وترحيل الطالب محمود خليل وغيره الكثير. كما تقوم الإدارة الأمريكية بوضع قيود على منح التأشيرات للطلبة الجدد تبعاً لمواقفهم من القضية الفلسطينية، وتمنع هذه الادارة أموال الدعم الفيدرالية المقدمة كمنح للجامعات التي تسمح بوجود الاعتصامات الطلابية بحجة “معادة السامية”، كما تم فعلاً مع جامعة هارفرد وجامعة كولومبيا وغيرهما. وتتحجج الادارة الأمريكية في تصرفاتها القمعية هذه، وعلى حد تعبيرها، بأنه يجب حماية الطلبة اليهود من المشاعر العدائية ضد السامية المنتشرة لدى أوساط الطلبة المؤيّدين للفلسطينيين !، كما أنها من زاوية أخرى، تتهم هؤلاء الطلبة بانتمائهم للحركات الارهابية لمجرد أنهم يطالبون بوقف الحرب.
في الواقع، هنالك عدة مؤشرات خطيرة تشير الى تورط أجهزة الأمن الاسرائيلية بالجهد الذي تقوم به الجامعات الأمريكية لقمع الاحتجاجات، فوفقاً للكاتبة هبة بعيرات في مقالها المعنون ب ” الجامعات تتواطأ مع الصهيونية.. يد واحدة تقتل الأطفال وتكمم أفواه الطلبة” شكلت أكثر من 92 جامعة أمريكية مجلس تنسيقي بالتعاون مع أجهزة الأمن الامريكية واسرائيلية، ومنظمات يهودية داعمة لاسرائيل وأبرزها منظمة “هلال”، وخلصت اجتماعات هذا المجلس التنسيقي ذا الطابع الأمني الى مجموعة من التوصيات أهمها: منع التجمعات الطلابية، وتعزيز التواجد الأمني، وفرض حالات طوارئ مؤقتة، وتوسيع صلاحيات المراقبة داخل الحرم الجامعي.
ما أود قوله في هذه المقالة نقطتين، الأولى هي أنه يجب مواجهة مفهوم معادة السامية الذي يسيطر على أذهان صناع القرار في الولايات المتحدة، والذي قرن معاداة السامية بمعادة اسرائيل وليس اليهود فقط، وهذه مسألة طبعاً مختلقة، ويجب مواجهتها علمياً وقانونياً وسياسياً من قبل جماعات الضغط العربية والاسلامية واليهودية الداعمه لحقوق الفلسطينيين في الولايات المتحدة. أما النقطة الثانية فهي تكمن في ضرورة فتح حوار فلسطيني وعربي مع الجامعات التي تقيد حرية التعبير لطلبتها خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وذلك بهدف مساندة حق التعبير للطلبة وتوسيع قدرة اللوبي الأكاديمي المناصر لقضايانا في التأثير على مسار السياسة الخارجية الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى